وضع صانع ألعاب المنتخب الوطني لكرة السلة والمتوج حديثا مع زملائه بالمركز الثاني لبطولة آسيا اسامة دغلس، كامل المسؤولية لخسارة المباراة النهائية أمام الصين على عاتقه، مؤكدا أنه القائد الميداني للفريق ويتحمل أولا نتيجة المباراة التي انتهت بفارق نصف سلة لصالح الفريق الخصم، بعدما أهدر النشامى فرصة التسجيل الاخيرة في المباراة.
وقال صانع الألعاب الذي تم اختياره كأفضل لاعب في مركزه على مستوى قارة آسيا، أنه حان الأوان لتعود كرة السلة الأردنية إلى مساحة الاهتمام التي شغلتها في سنوات ماضية، معبرا عن عدم رضاه عن مستوى الرعاية للمنتخب الوطني، وإن كان الدعم الجماهيري والإعلامي قد تحسن كثيرا.
وشدد دغلس في حوار خاص مع “الغد” على أن نشامى السلة الذين يفخر بكونه أحدهم نجحوا على مدار 10 أيام في وضع اسم الوطن على رأس نشرات الأخبار الرياضية في قارة آسيا والوطني العربي، وحققوا للأردن في فترة قصيرة ما تعجز عن تحقيقه آلاف الإعلانات ومئات الحملات الترويجية المنظمة.
بطولة آسيا لم يسبق لها مثيل
وبدأ اللاعب الدولي، الذي ينتظر تجربة إحتراف جديدة في الدوري الصيني، حديثه بالتأكيد على أن بطولة آسيا التي اختتمت قبل أيام في الصين شهدت مستوى عاليا من التنافس لم يسبق له مثيل، خصوصا مع ارتقاء الأداء الفني لمنتخبات كوريا الجنوبية واليابان والفلبين، وحتى الصين تايبيه إلى جانب إيران والصين والأردن، ناهيك عن أن قطر ولبنان لم يكونا في وضعهما الطبيعي، وهو ما يشير إلى أن كرة السلة في قارة آسيا تتجه نحو المزيد من التطور والإزدهار.
وقال دغلس: “في البطولة الماضية كان المدرب بالما يفرض سيطرته على المنتخب بنسبة مائة بالمائة، وكان التحضير الفني للفريق أفضل بكثير، في حين أن البطولة الحالية لم تشهد نفس الزخم من التحضير، كما أن المدرب بالدوين لم يكن قد بسط أسلوبه الفني بالكامل، ومع ذلك نجح المنتخب في تحقيق أفضل نتيجة في تاريخ الرياضة الأردنية، وقد خسر الأردن لقب بطولة آسيا في آخر ثانية بعدما أوقف 57 مليون مشاهد صيني وفقا لاحصائيات البث المباشر للمباراة على ساق واحدة”.
فوائد الفوز على إيران
وأوضح دغلس أن نقطة تحول المنتخب في البطولة، لم تكن لمجرد الفوز على المنتخب الإيراني حامل اللقب وإخراجه من الدور ربع النهائي، وإنما بعدما اثبت المنتخب الوطني أنه لن يقبل أن يكون من منتخبات الوسط في قارة آسيا، وإنما سيبقى من فرق المقدمة المنافسة على منصة التتويج، وهذا الأمر مهم جدا لهيبة الأردن في المنافسات القارية ويعزز القدرات المعنوية لأعضاء التشكيلة الفنية والجهازين الفني والإداري.
وأضاف دغلس: “تحدث المنتخب الإيراني عن نفسه بأنه افضل منتخب مر على تاريخ البلاد، وأنه المرشح الأول للفوز ببطولة آسيا، وقد رافقه طاقم من 31 شخصا في بطولة آسيا، وكانت هناك كاميرا تلفزيونية تسير مع الفريق خطة بخطوة لاعتقادهم بأنهم ذاهبون لا محالة لأولمبياد لندن، وعندما تمكنا من الفوز عليهم شعرنا أننا حققنا الشيء الكثير، شعرنا بالفخر والقوة، وأهمية أن نكون دائما يدا واحدة، وربما تكون هذه الفائدة الأكبر التي حققناها من البطولة”.
أتحمل مسؤولية الخسارة بالنهائي
وحول الخسارة الدراماتيكية للمنتخب الوطني أمام الصين في المباراة النهائية وبفارق نصف سلة 69-70، أكد صانع الألعاب أنه وبوصفه القائد الميداني للفريق يتحمل مسؤولية الخسارة وحيدا، خصوصا وأن الهجوم الأخير في المباراة كان لصالح الأردن، وأن آخر رمية في اللقاء تحديدا خرجت من يده.
وأوضح أسامة دغلس: “عندما ارتدت الكرة من السلة الصينية في الهجوم الأخير ووصلتني، كنت محاطا بالعلم أن ثانيتين فقط تفصل الجميع عن صافرة النهاية، وعندما قفزت في الهواء لأكشف محيط السلة بين 4 لاعبين صينيين كنت على ثقة كبيرة بأن كرتي ستدخل الحلقة، خصوصا وأنني صوبتها بالطريقة التي أفضلها دائما من هذه المسافة وبيد واحدة، لقد اتخذت هذا القرار لأنني كنت المسؤول في تلك اللحظة، ولم تصب الكرة هدفها.. أنا أتحمل الخسارة وحيدا”.
الحكم وابتسامات منصة التتويج
ويعلق دغلس على أداء التحكيم في المباراة النهائية، مشيرا إلى أن المنتخب الصيني استحق الفوز، لأنه تحضر بشكل كبير، وبحسب الأخبار الصحفية فقد انفق الاتحاد الصيني 4 ملايين دولار على هذا المنتخب من أجل هذه البطولة، بيد أن صانع الألعاب الدولي يقول:” تعرضنا لحالة تحكيمية غريبة خلال المباراة، وذلك عندما تم احتساب خطأ شخصي برميتين على علي جمال في آخر 57 ثانية، وكانت النتيجة وقتها تعادل 69-69، والغريب أن الخطأ تم احتسابه في ملعب الفريق الصيني من كرة ليس بها أي اشتراك، والغريب أكثر أن الحكم اللبناني هو الذي احتسب الخطأ”.
ويضيف: “هناك تقاليد تحكيمية معروفة لم تطبق في مباراة النهائي، حيث أن الحكم عندما تكون المباراة في هذا الوقت الحرج، لا يجب أن يخرج صافرته إلا على الخطأ الواضح، وذلك حتى يترك الفريقين ليقررا أيا منهما الفائز، ولكن ما حصل معنا هو تدخل الحكم لترجيح كفة الصين، ومع ذلك فقد كان الفوز في متناول أيدينا لو أن الحظ ساندنا خصوصا في آخر محاولتين”.
وحول الابتسامات التي انتشرت فوق منصة التتويج من قبل لاعبي المنتخب الوطني رغم الخسارة، أكد دغلس كان الجميع راضيا عن المستوى الذي ظهر عليه المنتخب في المباراة النهائية أمام 20 ألف متفرج كلهم يصرخون، حتى أننا كنا نتخاطب خلال المباراة وكأننا في حالة عراك حتى نسمع بعضنا بعضا، وعند التتويج كنا نتحدث عن وطننا الذي يضم 6 ملايين نسمة كيف نجح في مقارعة بلد المليار ونصف المليار.
التكريم والدعم الإعلامي والجماهيري
ولم يخف أسامة دغلس تحفظه على مستوى الدعم الذي يقدم للمنتخب الوطني لكرة السلة، بيد أنه أشاد بمستوى المؤازرة الجماهيرية للمنتخب الوطني سواء عبر المتابعة المباشرة أو تناقل الأخبار عبر المواقع الالكترونية والمنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي، كما أكد على ارتفاع درجة الاهتمام الإعلامي بالمنتخب الوطني خصوصا من قبل التلفزيون الأردني والصحف اليومية الكبرى. وحول التكريم الرسمي للمنتخب الوطني أكد دغلس أنه سيقام يوم السبت المقبل، وهناك تكريم من الاتحاد وشركات خاصة، ولكن ما يهم اللاعب بالدرجة الأساس هو ارتفاع مستوى الاهتمام الرسمي بالمنتخب الوطني، خصوصا وأن نشامى الوطن الذين يفخر بكونه أحدهم نجحوا خلال بطولة آسيا القصيرة في لفت انتباه عشاق الرياضة في الوطن العربي وآسيا والعالم إلى القدرات التي يمتلكها اللاعب الأردني والنتائج التي يستطيع تحقيقها.
وقال: “ على مدار 10 أيام نجح المنتخب الوطني لكرة السلة في وضع اسم الأردن على رأس نشرات الأخبار الرياضية في قارة آسيا والوطن العربي، وتمكن النشامى في فترة زمنية قصيرة ومن خلال الصورة المشرقة لكرة السلة من تحقيق ما تعجز عنه آلاف الإعلانات ومئات الحملات الترويجية المنظمة”.
استقطاب المحترفين
ودعم الدوليين
وختم صانع ألعاب المنتخب الوطني أسامة دغلس حديثه لـ”الغد” بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب ارتفاع مستوى الدوري المحلي ولا يكون ذلك إلا من خلال فرض وجود اللاعب الأجنبي، ولو على صعيد الأندية الستة الأولى فقط، كما يجب على اتحاد كرة السلة دعم اللاعبين الدوليين في كافة المنتخبات الوطنية، حتى وإن كانت أنديتهم غير راغبة في رفع معدل رواتبهم، وذلك حتى يبقى الشغف والحماس موجودين.
يذكر أن صانع الألعاب الدولي يتطلع لتأسيس أكاديمية تحمل اسمه لتدريب اللاعبين الصغار، وذلك من منطلق إيمانه بأن انجازات المنتخب الوطني لن تكون ذات قيمة، إذا لم يترافق ذلك مع اتساع قاعدة الممارسين للعبة خصوصا على صعيد برامج الفئات العمرية.