قدم سمو الأمير علي بن الحسين رؤيته عبر برنامج انتخابي تقدم به الى كل كل العالم حول نظرته الشمولية للاتحاد الدولي لكرة القدم والتي استمدها سموه من اراء كافة المهتمين والمعنيين باللعبة الأكثر شعبية في العالم ومن خلال خبرته كنائب لرئيس فيفا على امتداد السنوات الاربع الأخيرة.
وتاليا النص الكامل لرؤية سمو الامير علي بن الحسين وبرنامجه الانتخابي الذي حظي بقدير كل العالم :
المقدمة: رؤيتي بشأن الفيفا ولعبة كرة القدم
- أرى ما هي عليه فيفا الان وأدرك ما يمكن أن تكون عليه في المستقبل، رأيت للاتحاد الدولي لكرة القدم مستقبل يتيح لنا أن نحقق أفضل ما نستطيع.
- رؤية دفعت بي إلى الترشح لرئاسة الفيفا وها أنا أضع بين أيديكم هذا البيان ليكون بمثابة خارطة طريق استلهمتها من آرائكم، لكي يصبح الحلم حقيقة.
- رأيت برنامج تطوير واضح المعالم من شأنه أن يشجع على نمو غير مسبوق وتطور لم تشهده كرة القدم من قبل في سائر أرجاء العالم.
- أرى تطورات في كرة القدم على المستوى العالمي ينتج عنها نمو إيجابي في المباريات الجارية على أعلى المستويات.
- أرى نمواً في التنافس الجاري بأعلى المستويات ينتج عنه زيادة كبيرة في العوائد التجارية.
- أرى النجاح التجاري بمثابة غرفة المحركات التي من شأنها أن توفر برامج للتطوير أكثر وأفضل.
- أرى دورة من الـنزاهـة والاســتقامة، دورة تتصـل حـلقاتها وتتواصل لترتقي بكرة القدم إلى آفاق جديدة غير مسبوقة في كـافـة أطـراف المـعـمـورة.
- أرى دورة من النزاهة والاستقامة، يعززها الاتحاد الدولي لكرة القدم، باعتباره مؤسسة خدمية تتبوأ الصدارة في الحوكمة السليمة، وتتولى مسؤولية حماية كرة القدم واللاعبين وعشاق الكرة.
- أرى مستقبل تصبح فيه رؤيتي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم حقيقة ماثلة للعيان، لكن أمنيتي في حقيقة الامر تكمن في أن تشاركوني هذه الرؤية.
سيتركز جل اهتمامي في خدمة الاتحاد الدولي لكرة القدم لفترة رئاسية مدتها أربعة أعوام، واعداً إياكم أن أعمل خلال هذه المدة مع الاتحادات الوطنية، وسائر الاتحادات الاخرى لصالح الفيفا والوفاء بجميع الاقتراحات الواردة في هذا البيان، والعمل مع كافة الاطراف لوضع خطة عشرية ترتقي بالفيفا وكرة القدم إلى أرفع مدارج النجاح في المستقبل.
- أرشح نفسي لرئاسة الفيفا باعتباري واحداً منكم، إذ شغلت خلل السنوات الستة عشر الماضية منصب الرئيس لحد الاتحادات الوطنية لكرة القدم.
من هنا، أعي جيداً التحديات التي تصادفنا كل يوم لتطوير مستوى كرة القدم في كافة أنحاء العالم كما أعرف الفيفا جيداً بأدق التفاصيل، حيث شغلت منصب نائب الرئيس وعضو في كل من اللجنة التنفيذية للفيفا واللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الآسيوي خلال السنوات الربعة الماضية، والاهم من هذا كله، عرفت دوماً بالاستقامة وصحة الافكار وسمو الخلق ناهيك عن عشقي الشديد لكرة القدم.
لدي اعتقاد راسخ لا يتزعزع قوامه الصدق والامانة والاستقامة، والقيادة الرشيدة، كما أنني أحترم التنافس الشريف، واتبع نهجاً قوامه الخدمة بأعلى مستويات الجودة والاجتهاد في العمل.
مع جزيل شكري لدعمكم.
المحتويات
القسم الاول: حلقة من النزاهة والاستقامة من شأنها تطوير كرة القدم وتحقيق النجاح على الصعيد التجاري.
أ. التطوير: لا يقتصر تطوير كرة القدم في سائر أرجاء العالم على تنشئة كبار اللاعبين وبناء الفرق بأعلى المستويات، بل هو استثمار الوقت والجهد والمال في بناء كرة القدم على مستوى القاعدة وتطويرها على مستوى الهواة للرجال والنساء والفتيان والفتيات، كي تعم الفوائد المرجوة من اللعبة لما فيه صحة وخير المجتمع.
فعندما نسعى إلى تدعيم كرة القدم على صعيد القاعدة ونطورها في أوساط النشئ، فإننا بذلك نعمل على توطيد أواصر المودة بين أفراد المجتمع، ونشر الحركة والنشاط بين الجيال الناشئة، كما تسهم كرة القدم في تعزيز عملية الدمج الاجتماعي وإشغال الطفال في أنشطة بعيدة عن التسكع في الشوارع.
كما اعتقد أن بإمكان كرة القدم أن تجعل العالم مكاناً أفضل، وإن على الفيفا والاتحادات الوطنية أن تدرك وتفخر بالدور الي تؤديه في المجتمع، وأن تبذل كل ما في وسعها لنشر الفوائد التي توفرها لعبة كرة القدم في كل مكان.
وباعتباركم رؤساء لاتحادات كرة القدم في سائر أرجاء العالم، سعدت على مر السنين بالتحدث لكثير منكم عن تطوير لعبة كرة القدم، وقد أبلغتموني أنكم تسعون إلى ترسيخ العزة والكرامة، ليس فقط للاتحادات الوطنية، بل لكل اتحادات كرة القدم في سائر أرجاء العالم.
أعرب الكثير منكم عن رغبته في تحقيق الاكتفاء الذاتي لاتحاداتهم الوطنية، في حين أعرب الآخرون عن ضرورة توفير الدعم لجيرانهم بغية الارتقاء بمستوى اللعبة على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي كما أبلغتموني بأنكم تودون أن يكون برنامج تطوير الفيفا برنامجاً شفافاً ، وعادل وسخياً ومرناً، وأن يقدم البرنامج الدعم لكل طرف حسب حاجته.
إنني ملتزم لحماية المستويات الحالية من المساعدة التكافلية لجميع التحادات الوطنية وتطويرها ويتعين علينا أن نستثمر المزيد من المال وفق برامج استراتيجية واضحة وشفافة، والتي لا بد من تطويرها بالتشاور مع الاتحادات الوطنية وفق الاحتياجات المحددة.
وأدرج فيما يلي اقتراحي المكون من عشر نقاط وضعتها استجابة للاحتياجات والاوليات التي أعربت عنها الاتحادات الوطنية:
1. زيادة الدعم بدرجة كبيرة للاتحادات الوطنية حسب حاجتها: ولا يجب لأي من الاتحادات الوطنية أن يشعر بأن قدرته على الازدهار تعتمد على الموافقة الشخصية لرئيس الفيفا بل يجدر بها أن تتلقى عوضاً عن ذلك الدعم عن طريق برنامج استراتيجي شفاف وديمقراطي يضمن تلبية كافة احتياجاتها الساسية.
وعلوة على البرامج التي يحق لكل اتحاد أن يستمر في تلقيها، فإن المزيد من المساعدات المالية والاستثمارات ودعم عمليات التنمية يجب أن تعطى للاتحادات التي تحتاجها أكثر من غيرها بما يتيح لتطوير لعبة كرة القدم في كافة الدول الآخذة في التطور في هذا المجال.
من هذا المنطلق سأضمن لكل اتحاد أن يحصل على استاد وطني يليق به وبلعبة كرة القدم وسأضمن خلال السنوات الأربع عند تولي منصب رئاسة الفيفا أن كل واحد من اتحادات كرة القدم في العالم سيحصل على ما يحتاج لممارسة اللعبة، بما في ذلك البنية الأساسية والمعدات.
2. تخصيص الأموال دوريا: في نهاية كل موسم من مواسم كأس العالم، يتعين حساب كافة العوائد والمدة الزمنية البالغة أربع سنوات لتوفير برنامج المساعدات المالية، كما يجب مناقشة واعتماد أي أموال أخرى تلزم لأعمال التطوير.
إن توفير الأموال بعد ذلك يجب أن يتم حسب الخطة الاستراتيجية المعتمدة، وليس ارتجال كما تمليه إرادة رئيس الفيفا.
3. مزيد من الاستثمار في كأس العالم للسيدات وكأس العالم للشباب: يتعين علينا القرار بأهمية فعاليات ومبارايات الدورات التي تقيمها الفيفا للشباب والسيدات.
فعندما نناقش تطوير كرة القدم وتخصيص الأموال المناسبة لهذا الغرض، يجب علينا توفير دعم أفضل للاتحادات الأعضاء التي ترغب في الاستثمار في هذه الفعاليات والتي ترغب في استضافتها.
وبتخصيص مزيد من الاستثمارات لهذه المباريات والتأكد أن معايير الاستضافة واقعية وتناسب الغرض المقصود، فإننا بذلك نزيد من جاذبية هذه المباريات وإمكانية استضافتها من قبل الدول الأخرى، الأمر الذي يزيد من جاذبيتها لمشجعين ومتفرجين جدد ولذا، يجب تخفيف الأعباء المالية المترتبة على استضافة هذه المباريات.
4. المزيد من الاستثمارات لكرة القدم للسيدات: تعد كرة القدم للسيدات من الجوانب الأكثر نمواً في كرة القدم على المستوى العالمي، وعليه يتعين أن تشكل زيادة الاستثمار في هذا المجال أحد المكونات الأساسية للخطة الاستراتيجية.
ويتعين علينا أيضاً تشجيع كرة القدم للسيدات ودعمها ابتداءاً من القاعدة حتى القمة عبر المزيد من الاستثمارات في اتحادات كرة القدم النسائية والفعاليات الدولية في هذا المجال، كما يتعين علينا التركيز على تنمية وتطوير كرة القدم للسيدات في البلدان التي لا تحظى فيه هذه اللعبة بالاهتمام الكافي.
5. مكاتب التطوير الاقليمية: لكي نتمكن من دعم عملية تطوير كرة القدم على النحو الأنسب في سائر أرجاء العالم، لا بد من إنشاء المكاتب الاقليمية التابعة للاتحاد الدولي، كما يجب تجهيزها بموظفين محترفين ضمن ملك الفيفا، لتعمل عن كثب مع الاتحادات الاقليميه المناسبة التي يمكنها السفر إلى الاتحادات الوطنية ومساعدتها في تلبية احتياجاتها في التطوير والمساعدة في إعداد طلبات التمويل وتوفير الدعم لانجاز مشاريع التطوير.
كما يمكن لهولاء المختصين التوسط في المباحثات الرامية إلى تسوية النزاعات القائمة بين الاتحادات الوطنية، الأمر الذي يجنب هذه الاتحادات دفع غرامات لا داعي لها والتي قد تحول دون مشاركة لاعبيها في هذه المباريات.
6. تطوير عملية التقدم بطلب لأعمال التطوير: أود تقليص الأعباء البيروقراطية والتحديات التي تواجهها الاتحادات الوطنية عندما تتقدم بطلباتها لأعمال التطوير.
كما يجب أن تحظى الاتحادات الوطنية بفرصة ضم جميع متطلباتها في طلب واحد يمكن إقراره وتنفيذه كوحدة تطوير واحدة يمكن اعتمادها وتقديمها.
7. تطوير المدربين: يتعين إنشاء صندوق يتيح للمدربين ذوي الخبرة فرصة قضاء بعض الوقت في تدريب الفرق والمدربين الآخرين في الدول المستفيدة من هذا النوع من الدعم.
ويذكر أن هذا من شأنه أن يتيح للمدربين واللاعبين في الدول النامية في مجال كرة القدم من اكتساب مهارات جديدة وخبرة.
قد يشكل هذا جزءاً من برامج ابتعاث من شأنها أن تنشئ روابط جديدة بين الاتحادات الوطنية بغرض تحسين التدريب والحوكمة والتعرف على المواهب في سائر أرجاء العالم.
8. دعم العلاقات الحكومية: تكابد الاتحادات الوطنية في كثير من الأحيان في الحصول على الدعم الحكومي المناسب بشأن الحصول على الأرض، على سبيل المثال، بغرض اقامة الملعب عليها.
وفي الوقت الذي نحرص فيه دوماً على حماية استقلالية الرياضة، يتعين علينا مساعدة الاتحادات الوطنية على تحسين علاقاتها الحكومية الارتقاء بصورة كرة القدم لدى أصحاب الشأن من الساسة بغية ترويج اللعبة والمساعدة في تحديد الاحتياجات المحلية.
9. تعاون أفضل مع المؤسسات غير الحكومية: وتجدر الاشارة أن المؤسسات غير الحكومية ً تنجز أعمال تثير الاعجاب وتغير مجرى الحياة عبر كرة القدم باعتبار أنها تمثل قوة الخير.
يتعين على الفيفا زيادة تعاونها مع المؤسسات غير الحكومية، خاصة فيما يتعلق بمشاريع التطوير، واتخاذ زمام المبادرة لاستقطاب مختلف المؤسسات التي تسهم في تبادل أفضل الممارسات بين فيفا وأوساط المنظمات غير الحكومية لما فيه خير الجميع.
يضاف إلى ذلك أن عمل فيفا في ميدان المسؤولية الاجتماعية يتطلب مراجعة واسعة، كما أنه يشكل إمكانية لم يجر استغلالها بالنسبة للفيفا لاحداث فارق للاشخاص المحتاجين إلى المساعدة.
10. مزيد من الاستثمار في الأشكال المختلفة لكرة القدم: لكرة القدم أشكال مختلفة، تتعدد فيها مجالات النمو، مثل فوتسال، كرة القدم في الداخل، كرة القدم الشاطئية وكرة القدم المصغرة التي تحتاج إلى مزيد من الترويج والدعم.. سنعمل على إنشاء برامج عالمية للمساعدة في أعمال التطوير وضمها في الخطة.
ب. كرة القدم وكأس العالم
عندما تفلح جهودنا في أعمال التطوير، سيتبع ذلك مبارايات رائعة في كثير من الدول.
أنا لا اعتقد أن لرئيس الفيفا حق فرض طبيعة وشكل اللعبة، أو حجم كأس العالم لكني على يقين أن لرئيس الفيفا مسؤولية الدفاع عن نزاهة واستقامة الفيفا نفسها.
أعتقد أن رئيس الفيفا يتحمل مسؤولية تشجيع إقامة حوار كامل ومفتوح حول أي من أعمال التطوير أو التغييرات المقترحة للعبة كرة القدم أو لكأس العالم كما أن عليه التأكد أن أي تغييرات يجب أن تتم استناداً لأفضل التوصيات التي يتقدم بها الخبراء وأصحاب المصلحة وليس بناء على تفضيله الشخصي.
1. كرة القدم
اقترح استكشاف الافكار التي من شأنها تحسين اللعبة ذاتها، علماً بأنه سيتم اعتماد هذه الافكار والمضي قدماً في تنفيذها من خلال عملية تشاورية مع كافة أصحاب المصلحة بلعبة كرة القدم:
- لجنة الفيفا لكرة القدم: أي قيام الفيفا بتأسيس لجنة مخصصة لكرة القدم تركز على حالة اللعبة بشكل عام وشامل، والعمل عن قرب مع مجلس إدارة كرة القدم الدولي لبحث تطورها في أنحاء العالم.
- تعظيم تقويم المباريات الدولية: تحسين التعاون بين الفيفا والاتحادات الاقليمية والاتحادات الوطنية بغية تحسين تقويم المباريات الدولية للتأهل لمباريات كأس العالم ومباريات الصداقة.
- مراجعة نظام الترتيب: البدء بمراجعة شاملة لنظام الترتيب المتبع لدى الفيفا بغية ضمان عدم مكافأة أطراف لم تشارك أو إيقاع الجزاء بالدول التي لم يعد لها دورة(مثل أربعة أعوام بدل من عامين) بين المباريات الاقليمية الرئيسية.
- مراجعة التقنية: أنا أويد عقد مناظرة كاملة ومفتوحة بشأن محاسن ومساوئ تطبيق التقنية في كرة القدم، كما أويد فكرة فترة من الاختبار الصارم لأي اختبارات تقنية مقترحة قبل اعتمادها، كما إنني أويد البقاء على أفضل التقاليد المتبعة في اللعبة، غير أنني تقدمي إذ أدرك أن هناك مناطق محددة يمكن أيضاً للتقنية أن تلعب دوراً في تحسين اللعبة دون تعطيل انسيابها
سأقوم بتشجيع ثقافة التحاور داخل أروقة الفيفا، كما سأتولى القيام بمراجعة احترافية شديدة ومنتظمة للتعرف على النقاط التي يمكن بها تحسين اللعبة، علماً بأنني سأعمل عن قرب في هذا المجال مع مجلس الاتحاد الدولي وغيره من أصحاب المصلحة.
2- كأس العالم
يعد الاتحاد الدولي الوحيد في العالم الذي يقيم فعالية أكبر في كثير من جوانبها من الالعاب الاولمبية، إذ يعتبر كأس العالم حدث بالغ الروعة يشعرك بالرهبة لعظم شأنه، لذا يتحتم علينا بذل العناية الكافية لاجل الحفاظ عليه.
من الأهمية بمكان أن نقر بما يلي، اولا من المستبعد أن يطرأ أي تغيير على عدد الدول المشاركة في كأس العالم قبل حلول العام 2022، ثانيا: كيفما نظرت لتوسيع كأس العالم، فإن مقابل إي فائدة هناك احتمال لاختلال التوازن في المباريات المعروفة بأنها تنافسية للغاية، وقد سارت بشكل جيد على امتداد سنوات طويلة وأتقدم فيما يلي بالاقتراح التالي:
- نظام التناوب القاري: يتعين التعاون بين أصحاب المصلحة من مختلف نواحي الرياضة لوضع نظام تناوب قاري، مع احتفاظ مجلس الفيفا باتخاذ القرار بشأن الدول المضيفة لكأس العالم مستقبلا.
- توسع قوامه التطوير: إن كانت الرسالة الاساسية لفيفا هي ”تطوير كرة القدم في كل مكان وللجميع“ معنى هذا أن النجاح في هذه الرسالة سيؤدي في نهاية المطاف إلى نمو في القمة، لذا يجب السماح بتوسيع المباريات الرئيسية.
وفقاً لهذه النظرية، اعتقد أن لفكرة توسيع كأس العالم محاسن، لكن اتخاذ القرار بشأن عدد الاماكن الجديدة لا يجب اتخاذه بصورة عشوائية في السنة التي تجري فيها الانتخابات.
يتعين دراسة هذه المسألة بروية، ولا بد من إجراء مزيد من المشاورات بشأنها، ولابد لأي حل مقترح أن يحمي التحالفات التي تظهر الفرق التابعة لها أداء حسناً باستمرار في المبارايات النهائية، والعمل على تشجيع الدول التي تعمل على تطوير فرقها وإتاحة الفرصة أمامها للأداء بأعلى المستويات.
- التطوير التدريجي وليس التطوير المفاجئ: إنني على يقين بأن توسيع كأس العالم يجب أن يستند إلى نجاحات التطوير التي أحرزتها الاتحادات الوطنية فالتطوير لا يتم بين يوم وليلة، وهناك حجة سليمة تفيد بأن توسيع كأس العالم لا يجب أن يتم بين يوم وليلة أيضاً.
من هنا، أؤيد التوسع التدريجي لكأس العالم ليوضح التطوير الذي طرأ على نخبة الفرق لهذه اللعبة.
- اتخاذ القرارات الاستراتيجية بطريقة ديمقراطية: الاتحاد الدولي هو اتحادكم ولا اعتقد أن القرارات المتعلقة بتوسيع كأس العالم يجب أن تكون حكراً على شخص واحد، بل يجب أن يتخذ القرار بهذا الصدد بطريقة ديمقراطية بعد مناقشات وافية وعلى ضوء تخطيط دقيق ومشاورات وافية تضع في الحسبان كافة الاحتمالت.
من هنا، أجد لزاماً علي التأكد من إجراء البحوث المتخصصة، واستشارة ذوي الشأن في أسرة كرة القدم، ودراسة الآثار المترتبة على كافة الخيارات. كما يتعين علي الحصول على توصية دقيقة وواضحة بشأن أكبر عدد من الاماكن لاقامة كأس العالم، وتحديد الاماكن والمواعيد بشأن أي تغيير قد يطرأ بهذا الصدد، بعد ذلك فقط ُيطلب من اللجنة التنفيذية للفيفا اتخاذ قرار بشأن إي من التغييرات المقترحة.
ج. النجاح التجاري
أعتقد أن الفيفا تركب موجة النجاح ولا تدفع النجاح الذي أحرزته هذه اللعبة الجميلة.
معنى هذا أن فيفا تستفيد رغم إرادتها من العوائد المحققة من الحدث الرئيس، كأس العالم ولا أخفي سرا بأن الفيفا تتمتع الىن باحتياطيات مالية كبيرة غير أن الاحتياطيات المالية الكبيرة لا تعني بالضرورة النجاح التجاري.
ولا يفوتك أبداً أن الضرر الذي لحق ”بعلامة فيفا التجارية“ له آثار مالية لا تخفى على العيان فقد بدت علامات التستياء واضحة على الرعاة، وإذا لم تتخذ الاجراءات المناسبة على وجه السرعة، سنشهد تدنياً في العوائد، ما يعني انخفاض الاموال المتوفرة لاستعمال الاتحادات الوطنية.
تسود الفيفا الان ثقافة تقوم على تبديد الموارد المالية والرضا بالوضع القائم، ما يكلف كرة القدم والاتحادات الوطنية في جميع أرجاء العالم ملايين الدولارات كل عام.
اعتقد أن هناك متسعاً وافراً لتحسين الاداء التجاري للفيفا، ما من شأنه أن يعود بالفائدة على الاتحادات الوطنية في كافة أرجاء العالم، إذا ما استطعنا تحقيق مزيد من النجاح التجاري وإذكاء روح الفطنة التجارية والمالية لدى فيفا، الأمر الذي سيزيد من الأموال المتوفرة للاستثمار في الاتحادات الوطنية وفي كرة القدم أيضاً.
أعتزم اتباع منهاج يتألف من شقين بغية تحقيق أقصى مستويات النجاح التجاري للفيفا، أولهما حماية تدفق العوائد الحالية وخفض تبديد الاموال إلى أدنى المستويات الممكنة أما الشق الثاني فيتمثل في زيادة عوائد الفيفا في كافة المجالات.
سيضمن هذا الاسلوب بشقيه تحسين ميزانية الفيفا إلى حد كبير وزيادة الاموال المتوفرة التي يمكن إعادة استثمارها في أعمال التطوير والرياضة والنجاح التجاري.
1. حماية تدفق العوائد الحالية
- سأتولى حماية تدفق العوائد الحالية للفيفا عبر تحسين صورة الفيفا وإعادة بناء مصداقية الاتحاد لدى الرعاة والشركاء التجاريين الحاليين والمحتملين.
- التأكد من استخدام أموال الفيفا بشفافية وحكمة، ويضم هذا وضع نظام رقابة من شأنه تخفيض الاسراف في المصاريف والعمل على استثمار أموال الفيفا لما فيه خير الاتحاد.
فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك مشاريع متشابهة في مختلف أرجاء العالم، مثل إقامة مرافق التدريب
الاصطناعية، يتعين على الفيفا تطوير نظام مركزي يتيح لها التفاوض لاحراز خصومات قائمة على أساس الشراء بالجملة، ما يتيح لنا خصومات بافضل الشراء بكميات كبيرة، ما يحقق خفض التكلفة وتحقيق وفورات يمكن إعادة استثمارها في مشاريع التطوير.
- التأكد أن جميع القرارات التي تحمل آثارا مالية كبيرة تتخذ بطريقة شفافة ووفق عملية يتم الاتفاق عليها مسبقاً فعلى وجه التحديد، يتعين عقد كافة الصفقات التجارية، بما في ذلك حقوق البث التلفزيوني، عبر نظام للمناقصات والشراء يتم إجراؤه بطريقة منصفة تقوم على معايير اختيار واضحة تضمن أعلى العوائد للفيفا والاتحادات الوطنية.
2. زيادة العوائد
- سأتولى إدخال تحسينات من شأنها الارتقاء بعلامة فيفا التجارية، تعززها أعمال تطوير في رياضة كرة القدم هدفها اجتذاب المزيد من كبار الرعاة والشركاء التجاريين.
ويذكر أن هناك من الرعاة من قطع علاقاته بالفيفا في الآونة الخيرة، وسأعمل كل ما في وسعي على اجتذابهم مرة أخرى، كما أن الشركاء التجاريين الذين قطعوا صلاتهم بالفيفا خلال الفترة الخيرة سيعودون إلى التعامل معنا عند إعادة بناء مصداقية الاتحاد.
- سأعمل جنبا إلى جنب مع القسم التجاري التابع للفيفا بحثاً عن موارد جديدة للعوائد، كإنشاء مرافق وإيجاد موارد مالية، تتمثل في منصة بث عبر الانترنت يمتلكها الاتحاد، وهي بمثابة محطة للبث التلفزيوني للفيفا، منصة تخدم أصحاب المصلحة ضمن الفيفا، ومن شأنها إيجاد موارد مالية جديدة دون التعدي على حرمة الحقوق التلفزيونية.
القسم الثاني: تنظيم الخدمات
يمثل تحويل الفيفا إلى مؤسسة خدمية تساند ولا تعطل دورة رياضة كرة القدم وعداً أساسياً لهذا البيان ألتزم لكم بموجبه بوضوح بأن أقدم للفيفا أسلوباً جديداً للقيادة والحوكمة تمكن الفيفا من تحمل مسؤولياتها لحماية لعبة كرة القدم وحماية اللعبين والمشجعين.
أ. القيادة والحوكمة: كرة القدم لعبة عالمية، وهي بالتالي تستحق هيئة حوكمة بأعلى المستويات العالمية ممثلة في اتحاد دولي يكون بمثابة مؤسسة خدمية ويقدم نموذجا للاخلاق والشفافية والحوكمة السليمة.
أعتزم تحويل الفيفا الى مؤسسة جديرة بلعبة عالمية، وذلك بتحويل الاتحاد إلى مؤسسة حوكمة تؤدي الوظائف التالية:
- تحديد واحترام الدوار والمسؤوليات المسندة إلى الرئيس واللجنة التنفيذية للادارة، بحيث يكون إطار الصلاحيات وحدودها واضحة على كافة المستويات.
- الاضطلاع بمسؤوليات الفيفا بقوة والتزام تام بقيم الرياضة.
- معاملة جميع الاتحادات الوطنية باحترام وخدمتها بعيداً عن المحاباة، وتشجيع استقلاليتها ضمن الحدود الممكنة.
- تشجيع الحوار وتقبل الىراء المتباينة بصدر رحب وقبول النقد البناء.
- تبني الفصل بوضوح بين صلاحيات الرئيس وصلاحيات إدارة الفيفا.
العتماد على آراء الخبراء ومجموعات العمل
المتخصصة إسهاماً منها في التوصل إلى
القرارات السليمة
- إنجاز العمل بطريقة شفافة قوامها الكرامة والاحترام ضمن إطار السياسات الاستراتيجية
الموضوعة بمساعدة الاتحادات الوطنية.
- تمكين اللجنة التنفيذية من الاطلاع على حسابات الاتحاد وأحواله المالية بشفافية تامة، وتقديم ميزانية مفصلة لها تخضع للمراجعة والمناقشة.
- نشر محاضر اجتماعات اللجنة التنفيذية للفيفا.
أن تستحضر دوما أن الهدف من وجودها هو
تقديم الخدمة بهدف تطوير لعبة كرة القدم
- توزيع عوائد الاتحاد بسخاء وإنصاف وتناسق بما يحقق خير لعبة كرة القدم.
- يدرك أن مهمة الادارة هو خدمة الاتحادات الوطنية وليس العكس.
- التأكد أن تكوين الادارة العليا يعكس حقيقة كرة القدم والعالم هذه الايام: تعدد الثقافات والأصول العرقية.
- يتزعمه رئيس يسعى إلى تمكين الآخرين، لكنه في نفس الوقت يتحمل كامل المسؤولية لحماية الاتحاد وكرة القدم.
الفيفا، مؤسسة جديرة بلعبة عالمية، يجسد هيئة حوكمة تحظى باحترام الجميع، ويمثل مصدر فخر واعتزاز لكل من له صلة بكرة القدم، الرياضة التي يتولى خدمتها.
هذا هو الاتحاد الذي اتصوره، هذا هو الفيفا الذي اقترح بناء أركانه، وهذا هو أسلوب الحوكمة الذي سأتبناه بالشتراك مع الاتحادات الوطنية في كافة أرجاء العالم.
القسم الثاني: تنظيم الخدمات
ب. المسؤولية المؤسسية: باعتباره هيئة الحوكمة للعبة تعد الأكثر انتشارا على وجه الارض، يتحمل الفيفا مسؤولية حقيقية بأن يقوم بكل ما في وسعه لحماية هذه اللعبة ولعبيها ومشجعيها.
1. حماية اللاعبين من الاستغلال: يمثل ”الاتجار“ باللاعبين الناشئين والدور الذي يلعبه الوسطاء غير المرخصين مشكلة خطيرة للاشخاص المتأثرين بهذه الظاهرة وعائلاتهم والتجمعات السكانية المحلية ولعبة كرة القدم بشكل عام.
الشباب الذين يراودهم الحلم بأن يصبحوا لاعبين محترفين غالباً ما يعهدوا بمستقبلهم وسلامتهم ومصدر عيشهم للآخرين ومن هنا يترتب علينا مسؤولية حمايتهم وحماية عائلاتهم وحماية كافة اللاعبين من أوجه الاستغلال أياً كان نوعه ومصدره.
مسألة تقتضي أن نوليها الاهتمام العاجل، إذ يتعين على الفيفا أن تضطلع بمسؤوليتها وأن تثبت قدرتها على القيادة وتولي زمام الأمور لضبط وحماية تحركات اللاعبين.
من هنا، يتعين علينا أن نتولى تطوير نظام للتعاون مع المؤسسات والجهات العاملة في هذا المجال، لتشمل الحكومات الوطنية والاقليمية، الاتحادات الوطنية، هيئات تنفيذ القانون والمنظمات غير الحكومية.
يتعين علينا إجراء التحقيقات في هذه الأوضاع ووضع الخطط وتنفيذ التوصيات الموضوعة لمعالجة هذه المسألة، ويشمل هذا ما يلي:
- دعم وتأييد المقاطعة المفروضة على المؤسسات المملوكة لأطراف أخرى.
- وضع قواعد وتوجيهات صارمة بهذا الصدد وتنفيذها دون تمييز.
- التأكد أن هذا النظام يقوم على إجراءات قانونية سريعة ومتناسقة.
- بناء ”شبكة سلامة“ لحماية اللاعبين الذين لم يحالفهم النجاح والذين يحتاجون إلى مساعدة مالية على المدى القصير، أو غير ذلك من وسائل الدعم ضماناً لسلامتهم وكل ما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
2. حماية اللاعبين والمشجعين من التفرقة العنصرية: يلتزم الفيفا باتخاذ زمام المبادرة أن يعمل مع الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، وأصحاب المصلحة والمؤسسات التعليمية بغية تطوير استراتيجية بعيدة المدى للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري أياً كان منهجه وشكله في لعبة كرة القدم، ابتداءاً من القاعدة حتى النخبة، سواءاً كان بين المشجعين أو اللاعبين.
يجب أن يتجاوز هذا مجرد الدعاية وبلغة الخطاب، ويتعداه إلى التزام قطعه الفيفا على نفسه في هذا المجال، حيث وجه المزيد من استثماراته وموارده، وتولى زمام المبادرة في إيجاد الحلول القابلة للتطبيق.
ومن الأهمية بمكان التأكد أن بإمكان المشجعين الذين يلحظون السلوكيات واللغة التي تنم عن التفرقة أن يبلغوا ذلك للسلطات المختصة دون أن يساورهم الخوف من العقوبة والنتقام.
في الأحوال الذي تثبت فيها التهم على الجناة في بيئات كرة القدم، يتعين معاقبتهم بعقوبات حقيقية لمدد طويلة، على أن يشمل هذا حرمانهم من دخول المدرجات، إضافة إلى غرامات كبيرة بحيث تكون رادعة بما فيه الكفاية، وفي حال تكرار هذه المخالفات، يتعين فرض عقوبات أشد.
3. حماية نزاهة كرة القدم: يتعين على الفيفا أن تتبوأ مكان الصدارة في مكافحة أعمال الغش والتزوير وغيرها من الأعمال الاجرامية التي بلغت مستويات قياسية، والتي من شأنها تقويض نزاهة اللعبة.
في هذا السياق، يتعين زيادة ميزانية الأمن لدى الفيفا إلى حد كبير، كما يجب أن نعمل جنباً إلى جنب بشكل أكثر فاعلية مع الانتربول، والحكومات، والتحالفات، وغيرهم من أصحاب المصلحة بغية وضع استراتيجية قوية وناجعة والعمل على تنفيذها لمكافحة هذه المشاكل.
تتوفر التقنية الكفيلة بمتابعة أعمال الرهان بشكل أكثر فاعلية فيما يتصل بالتطورات الحاصلة على أرض الواقع، فقد حان الوقت للجمع بين اللتزام والتقنية والخبرة سعياً لاجتثاث أعمال التلاعب في نتائج المباريات والغش والتزوير والاستغلال على كافة مستويات اللعبة.
4. مكافحة تعاطي المنشطات: يتعين على الفيفا تعزيز علقتها مع هيئة مكافحة تعاطي المنشطات، بحيث تعمل الهيئتان عن قرب للتعامل مع تعاطي المنشطات في أوساط لعبة كرة القدم، وضمان طرق الفحص الفعالة واحترام الاتفاقيات التي تتعامل مع سلامة اللاعبين دون هوادة.
كما يتعين علينا أن نبذل قصارى جهودنا لدعم الاتحادات الوطنية بغية تطوير علاقاتها وشراكاتها مع سلطات مكافحة تعاطي المنشطات.
5. تطوير اختبار السن: تتمثل حماية نزاهة مباريات النشء في ضمان اللاتزام بمعايير السن، لذا يتعين على الفيفا أن تتبوأ الصدارة في تطوير وتوفير آليات اختبار السن بغية القضاء على هذه المشكلة.
وتجدر الاشارة أن الآليات التي خضعت للمراجعة ستغير من طريقة إجراء الاختبار بحيث يمكن الحصول على النتائج في وقت مبكر من موعد المباريات بدل من الحصول عليها بعد الانتهاء من المباريات النهائية.
6. التأكد من سلامة الوضع الأمني في المدرجات: لا يجدر لأحد أن يفقد حياته على المدرجات، غير أن سلامة المدرجات وأمنها أودت للأسف بحياة الناس في مناسبات عدة.
باعتباره الهيئة العالمية المشرفة على لعبة كرة القدم، يتعين على الفيفا أن يطور معايير عالمية لأمن المدرجات سعياً لحماية المشجعين والحيلولة دون الحوادث الأليمة.
بهذا الصدد، يتعين علينا الاستفادة من أفضل التجارب العالمية للتعرف على ما يجب اتخاذه بشأن تصميم المواقع، وحفظ الأمن والنظام، وتوفير الخدمات وضبط سلوك التجمعات الجماهيرية الغفيرة، على أن يضم ذلك الحد الدنى من الشروط الواقعية القابلة للتنفيذ.
الخاتمة
يوضح برنامجي أهم المبادئ التي يقوم عليها المنهج من الذي أعتزم اتباعه كرئيس للفيفا، ويفصل عددا الالتزامات المحددة التي أنوي تنفيذها عندما أتولى منصب رئاسة الفيفا.
ولا استطيع القول أن هذه المبادئ والالتزامات شاملة لكل ما أردت توضيحه، لكن آمل أن أكون قد قدمت لكم صورة لرؤيتي وتصوري لما ستكون عليه الفيفا ولعبة كرة القدم، والخطوات التي أنوي اتخاذها للوفاء بما أوردته في هذه الرؤية.
أود أن اغتنم هذه الفرصة لتوجه إليكم بموافاتي بآرائكم في هذا الشأن، آمل أن أحظى بنتيجة إيجابية في الانتخابات كي اركز جل اهتمامي على مستقبل كرة القدم.
إنني لأشعر ببالغ الفخر والاعتزاز لخدمة هذه الرياضة ضمن مؤسسة رائعة، ويشرفني أن أحظى بدعمكم لمنصب الرئيس المقبل للفيفا.
علي بن الحسين