نعيش في هذه الأيام فترة التوقف الدولية والتي يمنحها الفيفا لاتحاداته القارية لاستكمال تصفيات المنتخبات المنضوية تحت لوائها أو لإجراء لقاءات ودية وسط ترقب حذر من الأندية التي يشارك لاعبيها مع منتخبات بلادهم خوفا من تعرضهم لإصابات الأمر الذي دفع الأندية لإطلاق مصطلح “فيروس الفيفا” على مثل هذه الإصابات.
قبل الدخول في الجزء الأهم من هذا الموضوع أود الإشارة إلى حق الأندية في حماية لاعبيها من الإصابات فهي اللي تدفع أجورهم وهي التي تتكفل بكل ما يحتويه العقد الذي يربطها بأي لاعب، لكن لو فرضنا أن ميسي أصيب مع برشلونة وغاب عن كوبا أميركا ورونالدو أصيب مع ريال مدريد وغاب عن اليورو من يستطيع تعويض الأرجنتين والبرتغال؟
ولماذا نعتبر إصابة اللاعب في أسبوع الفيفا فيروس؟ دون أن نطلق مصطلح يوازي ذلك على إصابته مع ناديه؟
في مونديال البرازيل شهدنا غياب ريبيري عن فرنسا وفالكاو عن كولومبيا ونجوم آخرين افتقدناهم في تلك البطولة دون أن نجد أصابع إتهام موجهة لأندية هؤلاء اللاعبين.
من المفترض أن يكون تمثيل اللاعبين لمنتخبات بلادهم واجباً وليس صدقة من أنديتهم ومثلما تدافع الفيفا عن هذه الأندية وتعترف بضرورة تعويضها عن إصابة لاعبيها فيجب عليها أن تعترف أيضا بحق هذه المنتخبات في الحصول على خدمات لاعبيها لا أن تكيل بمكيالين، فالإتحاد الإفريقي وجد نفسه مجبرا على إقامة كأس الأمم الإفريقية في الأعوام الفردية لكي لا تتعارض مع كأس العالم في نفس العام ولتخفيف تأثير غياب اللاعبين الأفارقة عن أنديتهم وهناك ضغوط تمارس عليه الآن لإقامة بطولته كل أربع سنوات بدلا من كل عامين.
عدا عن مماطلة بعض الأندية في إرسال بعض لاعبيها لمنتخباتهم وقد شهدنا في الأيام القليلة الماضية الجهود المضنية التي حاول المدرب البرازيلي دونجا بذلها لإقناع برشلونة بالسماح لنجمه نيمار بالمشاركة مع منتخب بلاده في بطولة كوبا أميركا وأولمبياد ريو دي جانيرو الصيف القادم.
لقد قامت الفيفا بتنظيم رزنامة دولية تتفق مع مصالح الأندية حول العالم لذلك وجب على هذه الأندية مراعاة الظرف الدولي للمنتخبات وهي تدرك أن المجد الكروي لا يمكن الوصول إليه فقط مع الأندية فأي لاعب يريد تحقيق لقب كأس العالم أو اليورو أو أي بطولة قارية لن يستطيع تحقيقها مع ناديه والمكان المناسب لتحقيقه هو ارتدائه لقميص منتخب بلاده.
الفيفا صادقت على قانون تعويض الأندية على إصابة لاعبيها خلال أسبوع الفيفا فقط، وهذا الضمان أراه كافياً لحمايتها، فكثرة شكوى الأندية من فترة التوقف الدولية أصبح مبالغاً فيه حتى أصبح وباء تفشّى في جميع أنحاء أوروبا وفي طريقه للإنتشار حول العالم، فلم يبقى لها سوى المطالبة بإلغاء كأس العالم وأي بطولة للمنتخبات خارج حدود الإتحاد الأوروبي.
حقوق المنتخبات أصبحت تحكمها الأندية وهذه مشكلة أخرى تنتظر اينفانتينو في الفيفا وفي حال إهمالها ستعود على المنتخبات بنتائج لا يُحمد عقباها.