كتب - عالم القضاه
توقفت كثيرا عند تصريحات مدرب منتخب الناشئين لكرة اليد محمد فضل، خلال مشاركة المنتخب ببطولة البحر المتوسط التي احتضنتها مدينة الاسكندرية مؤخرا وفاز بلقبها منتخب مصر.
مدرب المنتخب ابتعد عن اسلوب المجاملة، وتحدث بمنتهى الشفافية عن سبب اخفاق المنتخب وعدم تمكنه من الفوز باي لقاء» لم نفز باي مباراة الا في شوط واحد على السعودية، والشي الطبيعي ان لا نحقق اي فوز، لان مستوانا اقل من جميع المنتخبات المشاركة في البطولة....لم يكن الاستعداد يليق بالبطولة بسبب انشغال اللاعبين بالثانوية العامة».
ما تحدث به فضل هو الواقع بحد ذاته، حيث ابتعد عن الاساليب المتبعة في التصريحات والتي تعودنا ان تطلق من قبل بعض العاملين بالاتحادات، بتوجية الشكر والثناء لرئيس واعضاء الاتحاد، وتعظيم دورهم، لدرجة انك تعتقد اننا وصلنا نهائيات كأس العالم او تأهلنا الى الاولمبياد وحققنا افضل النتائج.
ما يصدر من شكر وثناء، وحفلات وداع وتصريحات قبل اي مشاركة، يشعرك اننا ذاهبون للمنافسة على اغلى المعادن، لكن ما يلبث الا ان ينتهي هذا الامر، حيث تعود الوفود، دون الاشارة الى موعد عودتها الى الوطن.
تصريحات المدرب، فتحت الافاق الى ضرورة الحديث بشفافية، دون محاباة، فالمطلوب هو البحث عن الحقيقة، والتعرف على اسباب الاخفاق لوضع الاسس السليمة لبداية جديدة بعيداً عن اي مجاملات، لان النجاح يحتاج للنظر الى الامور بمنظار الحقيقة.
ولان الحديث عن الشفافية، فان اللجنة الاولمبية مطلوب منها ان تضع الاسس الحقيقة لكيفية تقييم الاتحادات، الى جانب تقييم العمل بالشكل الواقعي، وليس ان يكون التقييم على اسلوب «الفزعة»، والدلائل كثيرة، فاخفاق اتحاد بكافة بطولاته الخارجية يحصل على مستوى جيد في تصنيف للجنة، وهذا يعتبر منافياً للحقائق والمصداقية...واذا كانت اللجنة الاولمبية تقيم حسب معايير، فعليها ان تعدل تلك المعايير، وتضع نقاطاً جديدة تتناسب مع الواقع، لان التقييم يشابه الحلم، اذا ما تم النظر الى نتاج الاتحادات وموقعها في درجة التقييم.
الحديث قد يتشعب حول الموضوع، لكن لاختصار الامر وتحديده بنقاط معينة، فان الجانب الاعلامي لدى الاتحادات يجب ان يتسم بالموضوعية والمصداقية، حتى لا تخرج الامور من الاطار الصحيح، ويصبح الشكل العام محرج، من خلال التصريحات البراقة ما قبل المشاركة، ووجوم وصمت عقب انتهاء المغامرة بصورة سلبية في التظاهرات العربية والآسيوية.
وقبل ان نختم ونقلب الصفحة، لعل وعسى ان نصل الى الحلول الكافية ، فان حديث قائد منتخب كرة اليد فضل محمد الذي لم يتجاوز الثمانية عشرة ربيعاً، للاعلام المصري، يعد رسالة هامة حول لعبة كرة اليد، وكيفية الارتقاء بها، فاللاعب الذي نال ادؤه اعجاب المشاركين ببطولة البحر المتوسط، لقدرتة القيادية، والتهديفية، وشخص اسباب اخفاق المنتخب بكلمات مبسطة تحتاج للقراءة، ونختم بها المقالة.
« مشكلة كرة اليد في الاردن حيث لايوجد اهتمام باللعبة، بمعنى انه لا يوجد غير 90 لاعباً مواليد 98 و نصفهم مواصفاتهم لا تتفق مع نمط اللعبة، وهذا من تقصير الاتحاد بعدم اقامة مدارس واعدين بشكل مكثف، اما المشكلة الأكبر والتي عانينا منها في البطولة هي فترة الإعداد التي لم تتجاوز 28 يوماً، «هكذا تم تحطيم معنويات اللاعبين و أفقدهم الثقة بالنفس و أوقعهم فى حالة من الإحباط الرهيب ولكني اثق ان اتحاد كرة اليد سوف يسعى الى تطوير اللعبة من كافة النواحي».