قضية تدريب زين الدين زيدان لريال مدريد بدلاً من رافاييل بينيتيز المهدد بالإقالة سيطرت على وسائل الإعلام في الساعات الماضية بعد سقوط الفريق أمام فياريال، فالصحف المقربة من النادي الملكي أكدت على عدم ممانعة الأسطورة الفرنسية استلام زمام الأمور الفنية للفريق الأول في هذه الفترة رغم تفضيله تأجيل الأمور حتى نهاية الموسم.

الجميع يعلم أن فلورنتينو بيريز بدأ بتجهيز زيدان منذ 3 سنوات تقريباً ليصبح في النهاية مدرباً للفريق الأول كنوع من نسخ تجربة جوسيب جوارديولا مع برشلونة، ويبدو أن الاستعدادات أوشكت على الانتهاء، فلا شك بأن زيدان المرشح الأبرز لتدريب الفريق في حال تم إقالة رافا في الفترة القادمة، واستباقاً للأحداث سنلقي الضوء على أبرز الإيجابيات والسلبيات لهذا القرار المرتقب.

الخبرة شبه معدومة تقريباً ونتائج متواضعة مع الكاستيا

من عيوب تولي زيدان تدريب فريق بحجم ونجومية ريال مدريد هو عدم امتلاكه الخبرة التي تخوله للنجاح في منصب مثل هذا، فجوارديولا بالنهاية كان حالة استثنائية ومستقلة تماماً عن أية تجارب أخرى، ولهذا السبب تحديداً يعد من أنجح المدربين على مستوى العالم إن لم يكن أنجحهم.

زيدان عمل كمساعد لكارلو أنشيلوتي لمدة موسم واحد وتعلم منه الكثير بكل تأكيد، ثم استلم تدريب الكاستيا منذ بداية الموسم المنصرم وفشل في الصعود بالفريق لدوري الدرجة الثانية، وفي هذا الموسم يقدم الفريق أداء أفضل نسبياً، حيث يحتل المركز الثاني لغاية الآن في مجموعته.

شخصية قوية لكنها خجولة جداً

زيدان من أشهر اللاعبين اللذين تميزوا بشخصيتهم القوية داخل الملعب، لكن الأمور تختلف كثيراً خارج الميدان وخلف الكواليس، فهو يعد شخصية خجولة جداً وهو نفسه اعترف بذلك في عدة مناسبات، وهناك تصريحات من زملائه السابقين آشاروا من خلالها إلى هذه النقطة أيضاً.

الخجل سيكون مشكلة كبيرة لزيدان في أكثر منصب يجلب الأضواء إليه في القارة العجوز، فهو سيكون دائماً في الواجهة وعليه مواجهة وسائل الإعلام بشكل شبه يومي، عدا عن أنه سيكون مديراً على أكثر من 50 فرداً ما بين اللاعبين والأجهزة المساندة له.

ومن سلبيات الخجل بأنه يزيد من حدة توتر الشخص ويعيقه عن التفكير بشكل منطقي وإنجاز أعماله على النحو الصحيح، لكن لكي لا نبالغ كثيراً في هذه المسألة فإن شخص مثل زيدان بإمكانه تجاوز هذا العائق لكنه سيتطلب منه مجهود مضاعف.

رجل السلام الجديد

أبرز ما ميز كارلو أنشيلوتي عن باقي مدربي ريال مدريد في السنوات الأخيرة هو قدرته على جلب الهدوء لغرفة خلع الملابس وتعامله الرائع مع الصحافة، لذلك أطلق عليه رجل السلام.

زيدان بإمكانه أن يكون رجل السلام الجديد في ريال مدريد، فهو شخص محبوب من الجميع، ولاعبين مثل كريستيانو رونالدو، جاريث بيل، سيرجيو راموس يكنون له احترام كبير، كما أن الصحف المقربة من النادي تتغنى به باستمرار، فالهدوء مضمون في حال تولي زيزو دفة القيادة.

فكر جديد .. فلسفة حديثة

وبالحديث عن الجانب التكيتيكي، فزيدان من المدربين الذين يؤمنون بكسر قواعد الكرة التقليدية، حيث قال ذات مرة عن جوارديولا "ما يميز جوارديولا أنه ابتكر شيئاً جديداً لذلك اعتبره الأفضل، فريقه لا يقدم مباراة سيئة حتى لو تعرض للهزيمة، أنا من متابعيه وأحاول التعلم منه دائماً".

وبعيداً عن إشادته بفلسفة جوارديولا التي أحدثت ثورة في عالم الساحرة المستديرة، فزيدان أظهر بعض اللمسات التكتيكية والمستجدة على أداء ريال مدريد في موسم العاشرة عندما كان يعمل مع أنشيلوتي، وهذا أكدته مصادر مقربة من البيت الأبيض.

خلاصة القول

هناك مؤشرات تجعلنا نقلق من خلافة زيدان لبينيتيز خصوصاً في منتصف الموسم، كما أن الحكم عليه في الوقت الراهن يعد أمراً معقداً كونه يدرب فريق يلعب في دوري الدرجة الثالثة،  لكن في الوقت ذاته زيدان يملك بعض المؤهلات التي تجعله الرجل المنشود، فالمسألة بالنهاية تعد بمثابة مغامرة كبيرة، والمغامرات في الغالب إما أن تسفر عن نجاح باهر أو فشل ذريع.