الحوت
في الزمن السابق، كانت الجماهير الأردنية تصف حارس المرمى المبدع بـ "السمكة" التي تحمي الشباك، لكن مع ظهور عامر شفيع أصبح "الحوت" هو من يحمي الشباك، وشتان بين السمكة والحوت.
وكل من يواجه منتخب الأردن، يتمنى له أنه يحظى بحارس مرمى بمواصفات عامر شفيع، فهو "الحوت" الذي يدافع عن الشباك ببسالة وشجاعة، يُسكن الإحباط في نفوس الطامعين، ويعيدهم إلى ديارهم بائسين، ويمنح الثقة لرفاقه اللاعبين، وكأنه يقول لهم: "لا تقلقوا.. قاتلوا حتى النهاية، فالشباك ستبقى نظيفة بإذن الله ، وسأقوم بكامل المهمة، لا عليكم".
عامر شفيع قائد منتخب النشامى وحارسه الأمين، خاض المباراة رقم "157" أمام استراليا، وعجز المهاجم البارع تيم كاهيل ورفاقه في "دك" شباكه، هو مصدر الأمان الأول، ولولا "الحوت" لربما افتقد منتخب الأردن العديد من النقاط المهمة.
وليس غريبا على "حوت آسيا" أن يسرد حكاية جديدة من حكايات الإبداع والتألق المتواصل التي بدأها منذ "15" عاماً، فما يتمتع به من صفات تتمثل ببنيته الجسدية الضخمة بحجم "الحوت"، ومرونته التي تسعفه على التقاط جميع الكرات، وتركيزه الذهني العالي في المباراة، ورصده المثالي لكل من يفكر بتشكيل الخطورة على مرماه، جعل شباكه تنعم بالأمان.
خاض منتخب الأردن في مشوار التصفيات المزدوجة "4" مواجهات، ولم تتلقف شباك شفيع سوى هدف واحد أمام طاجكستان، وحافظ على نظافة شباكه أمام قيرغستان وأنقذ الأردن من خسارة كبيرة وأهداف محققة، وتألق أمام بنغلادش وحظر الزيارة رسمية أكانت أم ودية لشباكه، وأمام استراليا رفع يافطة أمام الطامعين: " لا تشغلوا أنفسكم، فالمرمى الأردني عصي عليكم".
وتحسد كرة القدم الأردنية على هذا الحارس الفذ الذي يستحق أن يحترف في أوروبا دون أدنى مجاملة، فخبرته الدولية ودراسته لكافة مصادر الخطورة في المنتخبات المنافسة، وتأهبه الدائم ، وشجاعته وبراعته يجعله دائماً في قمة الحضور، لذلك كله فإن كرة القدم الأردنية تحسد على تمتعها بحارس لن يتكرر ، إنه بإختصار.. عامر شفيع.
المكوك الذي لا يهدأ
والمكوك الفضائي، يبدأ إقلاعه بشكل عمودي كالصاروخ، ومن ثم يبدأ بالدوران حول الأرض، وهي صفات يتحلى بها لاعب منتخب الأردن ياسين البخيت الذي كان بمثابة المكوك الذي لا يهدأ أمام استراليا.
لقد شكل البخيت بسرعته ومهاراته الفردية العالية مصدر القلق الدائم لدفاع منتخب استراليا، تلاعب بهم كيفما يحلو له، وزرع "الشك" بقدراتهم، مارس هوايته المفضلة في اختراق الحصون، بنظرة ولمسة، بسحر ومكر كان يشكل مصدر الرعب.
ياسين البخيت "المكوك الذي لا يهدأ"، ودار حول أرض الملعب، استثمر الفرصة حينما عاد لصفوف منتخب الأردن بعدما لحق به الكثير من الظلم في سنوات خلت، وأثبت بأنه لاعب موهوب بالفطرة، ليحقق اضافة هجومية مهمة كان منتخب الأردن في أحوج ما يكون لها.
البخيت أرهق دفاع منتخب استراليا بتحركاته السريعة ومشاكساته المتواصلة، ونجح في اختراقه أكثر من مرة فكان مصدر التمويل المهم لرفاقه داخل منطقة الجزاء، مثلما ساهم في المساندة الدفاعية بفاعلية.
البخيت ما يزال يمتلك الكثير ليقدمه في قادم اللقاءات، فهو مكسب كبير لمنتخب الأردن وكان حجر الرحى في المنظومة الهجومية لمنتخب الأردن.
البخيت.. "أتعبهم وأقلقهم وأرعبهم"، ودفعهم لأخذ الحيطة والحذر، حيث فرض البخيت على لاعبي منتخب استراليا التراجع لمواقعهم ومنعهم من التقدم، لينجح البخيت في أن يكون أداة التنفيذ الرئيسية لمقولة "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، حيث وظّف البلجيكي بول بوت البخيت بالصورة الأمثل بفضل مهارات البخيت الفردية وسرعته التي توازي سرعة البرق.