انتهت بطولة دوري أبطال أوروبا بتتويج برشلونة بلقبه الخامس، وثلاثيته الثانية، لنتعلم خلال هذا الموسم الطويل في أقوى بطولات العالم الكروية، العديد من الدروس التي نذكرها هنا:
ميسي قصة لا تنتهي
بعد أن اعتقدنا أن ليونيل ميسي ودع قمة مستواه، وبات الحديث عن الإشباع والإصابة وانشغاله بابنه ورغبته بالرحيل، عاد النجم الأرجنتيني بقوة، فأشعل الثورة في برشلونة، ليضعه على رأس أوروبا من جديد كما وضعه مرتين من قبل.
ليونيل ميسي قدم نصف موسم مذهل، وصحيح أنه لم يسجل في المباريات الأوروبية بشكل حاسم حتى لحظة هدفه أمام بايرن ميونخ، لكنه كان نقطة ارتكاز تكتيكية غير قابلة للحل، لأنه يستطيع فعل أي شيء بالكرة، وهو ذاهب على الأغلب للفوز بالكرة الذهبية الخامسة.
مدرب ونجوم لا يضمنون اللقب
لم يملك يوفنتوس أفضل 11 لاعباً في أوروبا، ولم يكن خطوط برشلونة كلها عالية الجودة، لكنهما لعبا المباراة النهائية.
لقد كان نجاح الفريقين ليس على المستوى التكتيكي فقط، بل على المستوى الإداري باحتواء بعض الأزمات، مثل مشكلة فيدال واليجري مطلع الموسم، ومشكلة ميسي وإنريكي مطلع هذا العام.
نجاح أخر مهم يجب الوقوف عنده، ألا وهو نجاح الفريق الفني المساعد، سواء من النواحي البدنية أو الفنية، حيث كان واضحاً انخفاض عدد الإصابات في الفريقين، وتطور برشلونة المذهل بالكرات الثابتة دفاعياً وهجومياً.
الإصابات أفسدت موسم بايرن ميونخ بشكل واضح واضطر طبيبه للرحيل في النهاية، كما أن ريال مدريد فقد توازنه مع كثرة الغائبين عنه، رغم وصوله لقمة المستوى في بعض فترات هذا الموسم.
بايرن ميونخ امتلك دكة قوية لكن الفشل بالتعامل مع إصابات اللاعبين آذى موسمهم، في حين كانت مشكلة ريال مدريد مضاعفة، لأنه امتلك دكة ضعيفة وإصابات، وهذا يؤكد أن مسألة التتويج بهذا اللقب تحتاج عملاً متكاملاً على كل الصعد.
من يوقف اسبانيا؟
سيطرة الإسبان تتواصل على كرة القدم، يتواجدون في نصف النهائي دوماً، ويحصدون الألقاب بنسبة كبيرة، كما أن إشبيلية يكمل المهمة في الدوري الأوروبي.
مشروع كرة القدم هناك يسيطر على أوروبا، وإن افتقر مؤخراً للاعبين الإسبان وبات الوافدون من الخارج يشكلون الجزء الأكبر من فرقهم، فإن المشروع مستمر بالاعتماد على أفضل اللاعبين بناء على قدرات كل فريق، فريال مدريد وبرشلونة يملكون الأفضل في العالم، في حين يملك إشبيلية وأتلتيكو مدريد وفالنسيا نخبة اللاعبين الذي يمكنهم الحصول عليهم بالنسبة لقدراتهم المالية.
انجلترا يجب أن تفكر بنفسها
ما حصل هذا الموسم مع الدوري الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا، ليس صدفة، بل هو تكرار لعدة مواسم أخيرة لم تكن جيدة.
حجة الموسم الطويل لا تتعلق بالأندية، فقد حققت الأندية الإنجليزية السيطرة على أوروبا من قبل، لكن ما يحصل الآن أن فلسفتهم الكروية باتت بحاجة لتحديث، فهم سيطروا من قبل بفلسفة السرعة واللعب البدني في آن واحد التي فاجأت العالم، ولكن كما يبدو أن فلسفة جودة الكرة التي يطبقها الإسبان والألمان تسيطر الآن.
مانشستر سيتي يداهمه الوقت
تقدم عمر بعض لاعبي مانشستر سيتي رغم امتلاكه نخبة من النجوم، جعلت الفريق الأزرق يسابق الزمن كي يحقق أفضل من دور الـ 16 في دوري الأبطال، ولعل موسمه المقبل سيكون حاسماً في هذه المسألة، فحجة الخبرة انتهت، ولم يعد هناك أي سبب يمنع النجاح في ذلك.
الحصان الأسود يغير لونه
فعلها بروسيا دورتموند ولعب نهائي 2013، ثم خرج من دور الثمانية في 2014 ودور الـ 16 في 2015، وسوف يغيب عن النسخة المقبلة من دوري الأبطال.
أتلتيكو مدريد لعب لنهائي في 2014، ثم خرج في دور الثمانية من 2015، فهل يواصل بطريقة تشبه طريقة الفريق الألماني؟
كلاهما حصان أسود، لكن المشكلة في كرة القدم الحديثة أنها تحتاج للمال كي يبقى اللاعبون الجيدون، وبما أن أتلتيكو باع العديد وفي طريقه لخسارة المزيد كما فعل بروسيا دورتموند، فإن الحصان الأسود سيغير لونه سريعاً.
بورتو وموناكو .. ترجمة لكلمة ذكي!
بورتو وصل إلى دور الثمانية في دوري الأبطال، لا يملك نصف لاعبيه لأنهم يلعبون معه على سبيل الإعارة، ويملك حصصاً من بعض الأسماء الأخرى، ومستعد لبيع النجم تلو الأخر وتعويضه بسهولة، هذا ما فعله بورتو الذي وصل لدور الثمانية من البطولة، وقدم مباريات ممتازة حتى لحظة السقوط الكبير أمام بايرن ميونخ.
وهناك في فرنسا، نجح موناكو بخفض نفقاته إلى الربع، وصنع فريقاً قوياً مع مدرب يبدو واعداً، ولعب دور الثمانية، وكان نداً قوياً ليوفنتوس، لدرجة جعلت البعض يصف تأهل السيدة العجوز بغير المستحق، وهو متواجد الموسم المقبل في البطولة ومن دون حاجة لأجور خيالية ولا صفقات كبيرة.
اللعنة لا حل لها !
لعنة عدم حفاظ أي فريق يفوز بدوري الأبطال على لقبه، مستمرة، لا أحد يستطيع كسر هذه اللعنة حتى الآن في النظام الحديث.
تبدو وكأنها لعنة أطلقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ليؤكد قوة بطولته، واستخدم لها أقوى السحرة في هذا العالم .. فهل يفك سحرة برشلونة هذه العنة الموسم المقبل؟
رونالدو حالة منفصلة عن مستوى فريقه
يستحق كريستانو رونالدو الإشادة رغم عدم فوز فريقه بدوري الأبطال، فالنجم البرتغالي انتهى هدافاً لبطولة دوري الأبطال، وكان دوماً الحاسم لريال مدريد منذ انخفاض مستوى الفريق، فلولاه لخرج الملكي أمام شالكه، ثم كانت صناعة الهدف أمام أتلتيكو مدريد، وسجل مرتين في يوفنتوس.
فوزه بلقب الهداف في الدوري الإسباني ومشاركة لقب الهداف في دوري الأبطال .. تؤكد أن مستواه تجربة مستقلة عن فريقه، ولعل هذا ما جعل فيرجسون يقول عنه "يستطيع تسجيل هاتريك ولو كان مع فريق مغمور".