ولكن ما الذي تغير في 4 أيام، ريال مدريد المتصدر السابق الذي كان يتفوق على برشلونة بـ4 نقاط وعلى اتلتيكو مدريد بـ3 نقاط؟.. خسر 6 نقاط متتالية بسقوطه الأحد والأربعاء أمام غريمه الأزلي وضيفه برشلونة 3-4 ثم مضيفه الأندلسي اشبيلية 1-2، وبدأت الآن سهام النقد تتحول من رأس تاتا إلى انشيلوتي، فهذا هو واقع الأمر وهذه هي كرة القدم.
في حقيقة الأمر فإن الذي تغير حقا، ليس نتائج الفريقين الميرينغي والبلاوغرانا (إذا سلمنا بثبات مستوى اتلتيكو مدريد)، وإنما عودة تركيز نجوم الفريق الكتالوني على روحهم القديمة وأدائهم الجماعي وعلى راس ذلك كله اسلوبهم المعروف بالـ"تيكي تاكا"، مقابل فقدان للتركيز بشكل كامل عند نجوم الفريق الملكي الذين تأثروا نفسيا بما حصل معهم في مباراة الكلاسيكو وما رافقها من جدل تحكيمي استمر طوال الايام الأربعة الماضية.
كما ان هناك حقيقة أدركها نقاد ومراقبون بعد انقضاء مباريات الاربعاء، وهي ان برشلونة الذي فاز على سلتا فيغو 3-صفر ليرتقي من المرتبة الثالثة إلى الثانية لم يقدم الأداء الكبير، ولكن ظهر واضحا أن لاعبيه على أرض الملعب ينظرون إلى بعضهم البعض دون توقف، فلا يمكن أن تجد احدهم يجري إلى الأمام دون أن يكون واثقا من أن الكرة ستصله حتما، في حين أن كل من شاهد مباراة ريال مدريد ضد اشبيلية لاحظ بوضوح أن عدد تمريرات لاعبي الملكي لبعضهم البعض خصوصا في الثلث الأخير من الملعب كانت محدودة جدا، حتى أن كريستيانو رونالدو الهداف الأول لم يستلم داخل الصندوق اي تمريرة واحدة صحيحة.
الشد العصبي والتوتر النفسي كان واضحا على أداء لاعبي ريال مدريد، وهم يمرون الآن بأسوأ فترة هذا الموسم، ويتعرضون لضغط عصبي شديد، في حين يمر برشلونة واتلتيكو مدريد بحالة من السكون النفسي قبل العاصفة التي ستجمع بينهما في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل ان يطيح احدهما بالآخر في آخر جولات الليغا.
ولذلك يتمنى عشاق الميرينغي أن يخرج لاعبوه من الحالة النفسية السيئة الأحد على ملعبهم أمام رايو فاليكانو، خصوصا وأن المتصدر اتلتيكو مدريد والوصيف برشلونة سيخوضان في الجولة المقبلة مباراتين صعبتين للغاية.