التاريخ : 2023-04-02
كفاراتسخيليا… من ريف جورجيا إلى «نجم ساطع» في نابولي
كان خفيتشا كفاراتسخيليا صبياً حافي القدمين عندما ركل الكرة للمرة الأولى على ضفاف النهر في ريف جورجيا، وها هو الآن أحد أبرز المواهب العالمية على أعتاب قيادة نابولي إلى مجد كرة القدم الإيطالية.
على خطى والده لاعب كرة القدم، أمضى لاعب الجناح خمس سنوات في أكاديمية دينامو تبيليسي منذ سن الحادية عشرة.
يتألق حالياً مع نابولي متصدر الدوري الإيطالي الذي أحرز له 14 هدفاً و14 تمريرة حاسمة في مختلف المسابقات هذا الموسم.
«قليلون تخيلوا في ذلك الوقت أن الصبي النحيف سيصبح نجماً دولياً»، يقول ليفان سالوكفادزه، المستشار السابق لرئيس دينامو تبيليسي، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية.
في عام 2017، عندما بدأ كفاراتسخيليا مسيرته الكروية في دينامو تبيليسي في سن الـ16، «كان المدربون يخشون أنه لم يكن لائقاً بدنياً (بما يكفي) للعب مع كبار السن»، وفق سالوكفادزه.
يضيف: «اقترح رئيس النادي الانتظار عامين إضافيين قبل أن ينضم إلى الفريق، لكنني أخبرته أنه في غضون عامين، سيكون كفاراتسخيليا يلعب لليفربول أو ريال».
بات الجورجي الآن نجماً عالمياً أطلق عليه مشجعو نابولي لقب «كفارادونا»، تيمناً بأسطورتهم الراحل الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي قاد الفريق إلى لقبيه الوحيدين في الدوري عامي 1987 و1990.
يروي سالوكفادزه أن كفارا الصغير كان «صبياً خجولاً ومنضبطاً يعيش من أجل كرة القدم».
ويتابع: «منذ طفولته، كان يركز بشكل كامل على كرة القدم، وحتى يومنا هذا، كرة القدم أكثر من مجرد وظيفة بالنسبة له… وهذا هو السبب في أن مهاراته ومراوغاته ولعبه وانطلاقاته وسرعته ممتعة لهذه الدرجة».
وصفه رئيس الكشافة السابق في دينامو تبيليسي، تيموراز أوغريخليدزه، بأنه «طفل موهوب للغاية، ومتميز بسرعته وتقنيته».
ويتابع: «لم يكن أسلوبه في عدم خسارة الكرة فقط، بل كان دائماً على استعداد للقيام بالهجوم. لم يغب كفاراتسخيليا عن أي حصة تدريبية، كان مثالاً للفريق كلاعب موهوب وهادف للغاية يبذل قصارى جهده دائماً لتحقيق الفوز».
قال كاتب السير الذاتية جورجي كيكيليدزه، إن موهبة كفارا متجذّرة من حب كرة القدم الذي رآه في عائلته ومسقط رأسه غرب جورجيا عندما كان صبياً.
في كل مقابلة تقريباً، ينسب كفاراتسخيليا النجاح إلى عائلته.
يقول كيكيليدزه، «كان جده ماميا ووالده بدري لاعبَي كرة قدم ناجحين، وكانت جدته دنيا من عشاق كرة القدم الشغوفين والغريبين للغاية».
يشرح: «كانت تتمنى أن تنتهي جميع المباريات بالتعادل كي لا يغضب أحد. ولكن هذا تغير بعد أن انتقل خفيتشا إلى نابولي. قبل مباراته، ترسم علامة الصليب على شاشة التلفاز وتصلي من أجل أن يفوز».
عندما توفيت دنيا في يناير (كانون الثاني)، ارتدى كفاراتسخيليا سواراً يحمل اسمها خلال مباراة نابولي مع روما.
يقول كيكيليدزه، «هناك حب كبير لكرة القدم في ناكيفو»، القرية النائية ذات المناظر الطبيعية الريفية، التي لا يتجاوز عدد سكانها 700 شخص.
قد يبدو مكاناً غريباً لتصدير ظاهرة عالمية صاعدة، ولكن هو بالضبط ما يعنيه اسمه الأول، خفيتشا، في اللغة «المرغلانية» التي يتحدث بها سكان منطقته الأصلية.
قال المؤرخ المخضرم في كرة القدم الجورجية، تنغيز باتشكوريا، الذي تابع مسيرة كفاراتسخيليا منذ سنواته الأولى، إن تقاليد كرة القدم الثرية في البلاد جعلته اللاعب الذي هو عليه اليوم.
روى أنه خلال العصر الذهبي لكرة القدم في البلاد، الذي ازدهر بين الستينات والثمانينات: «كان يُشار إلى لاعبي كرة القدم الجورجيين في الصحافة الأوروبية باسم (البرازيليين السوفيات)».
وتابع: «كانت كرة قدم فنية وارتجالية للغاية تنتمي إليها مجموعة لاعبي كرة القدم العظماء، وأسلوب كفاراتسخيليا ينبع من جماليات كرة القدم التي يقدمونها».
عدد المشاهدات : [ 10595 ]