الميدان الرياضي : محرز يكمل الثلاثية بنيله جائزة أفضل لاعب في افريقيا
التاريخ : 2017-01-07

محرز يكمل الثلاثية بنيله جائزة أفضل لاعب في افريقيا

أكمل اللاعب الجزائري رياض محرز "ثلاثية" جوائز فردية، بنيله أول من أمس الخميس جائزة افضل لاعب افريقي للعام 2016 التي يمنحها الاتحاد القاري، متوجا عاما بدأ بسطوع نجمه، وانتهى بتراجع مستواه.

وقاد لاعب خط الوسط الهجومي (25 عاما) فريقه ليستر سيتي إلى احراز لقب الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، ما ساهم في اختياره أفضل لاعب في الدوري الموسم الماضي، ليصبح أول لاعب عربي وافريقي ينال هذا التكريم من رابطة اللاعبين المحترفين. وفي نهاية 2016، اختير اللاعب أفضل لاعب افريقي في استفتاء هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبالجائزة التي منحت له أول من أمس الخميس في نيجيريا، أتم محرز "هاتريك" الجوائز الفردية. وبات ثالث لاعب جزائري يختار الافضل افريقيا، بعد الأخضر بلومي (1981)، ورابح ماجر (1987). كما انه اول لاعب عربي ينال هذه الجائزة منذ المغربي مصطفى حجي (1998).

وقال محرز بعد منحه الجائزة في العاصمة أبوجا "هذا فخر كبير. انا سعيد وراض. اشكر كل زملائي في ليستر والجزائر".

ونال محرز 361 صوتا، متفوقا على الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ (313 صوتا) مهاجم بوروسيا دورتموند الالماني والحائز جائزة 2015، والسنغالي سادو مانيه (186 صوتا) مهاجم ليفربول الانجليزي. وضمت قائمة المرشحين مواطن محرز وزميله في ليستر اسلام سليماني، والمصري محمد صلاح لاعب روما الايطالي.

ويصوت على الجائزة مدربون او مديرو الاتحادات الوطنية المنضوية في الاتحاد الافريقي، لجنة الاعلام، اللجنة الفنية، لجنة كرة القدم ومجموعة من الخبراء الاعلاميين.

ويأتي منح الجائزة قبل أيام من انطلاق كأس الامم الافريقية 2017، التي تستضيفها الغابون بين 14 كانون الثاني (يناير) والخامس من شباط (فبراير). وسيقود محرز منتخب بلاده في هذه البطولة.

وشهد العام 2016 سطوع نجم محرز، وتراجع مستواه بشكل كبير.

أدى دورا أساسيا في مخالفة ليستر كل التوقعات الموسم الماضي، اذ كان النادي مرشحا للقب بنسبة تقارب خمسة آلاف لواحد، لكنه فاجأ الجميع من خلال أداء محرز والمهاجم الانجليزي جيمي فاردي.

وسجل لاعب الوسط الهجومي الذي برز في مركز الجناح، 17 هدفا في الدوري، ومرر 11 كرة حاسمة كان المستفيد الأكبر منها فاردي الذي حل ثانيا في ترتيب الهدافين في الموسم الماضي.

وساهمت عروضه القوية في ان يصبح أول لاعب جزائري يدخل نادي العشرة الأوائل في ترتيب أفضل اللاعبين في الكرة الذهبية التي تمنحها سنويا مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.

وحل محرز سابعا، متقدما على أوباميانغ الحادي عشر، في ترتيب افضل اللاعبين. وآلت الكرة الذهبية للبرتغالي كريستيانو رونالدو. إلا أن مستوى محرز اختلف بشكل كامل هذا الموسم.

فقد سجل ثلاثة أهداف في 20 مباراة مع ليستر في الدوري، ومرر تمريرتين حاسمتين. وانعكس هذا الأداء، مترافقا مع تراجع مستوى فاردي، سلبا على ليستر الذي يحتل المركز 15 في الدوري برصيد 21 نقطة، بفارق سبع نقاط عن أول مراكز الهبوط للدرجة الأولى.

كما أضعف هذا الأداء ثقة المدرب الايطالي كلاوديو رانييري بمحرز، فوجه له مرارا انتقادات أمام وسائل الاعلام واستبدله في مباريات. وحضه الشهر الماضي على الاقتداء برونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي، في التعطش للمزيد على رغم إحرازهما جوائز عدة.

وقال رانييري الصيف الماضي "للمرة الأولى في 2016، أحرز محرز كل شيء (...) لكنه لاعب ذكي ويدرك بان ميسي ورونالدو فازا بالكرة الذهبية وارادا الفوز مجددا، مرارا وتكرارا".

لم تكن طفولة محرز سهلة. فهو نشأ في الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، والمعروفة بظروفها المعيشية الصعبة.

في سن الـ 15، فقد والده أحمد الذي كان داعمه الأول "وأراد ان أكون لاعب كرة قدم"، بحسب ما قال محرز لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

اضاف "ربما (وفاته) كانت المحفز.. بعد وفاة والدي بدأت الامور تتقدم بالنسبة الي. ربما في ذهني، زاد عزمي على تحقيق هذا الأمر"، في اشارة الى رغبة والده في ان يصبح لاعب كرة.

بدأ مسيرته في صفوف الفئات العمرية لنادي سارسيل الفرنسي، وانضم الى نادي كيمبر الهاوي العام 2009، وانتقل في السنة التالية الى لوهافر، حيث لعب بداية في الفريق الرديف ضمن الدرجة الثانية.

رقي الى الفريق الاول وسجل له ستة اهداف، الى حين انتقاله الى ليستر في فترة الانتقالات الشتوية كانون الثاني(يناير) 2014.

وكشف محرز أن مقربين منه نصحوه بعدم التوجه إلى الدوري الانجليزي، والانتقال إلى الدوري الاسباني، على اعتبار أن الدوري الانجليزي متطلب بدنيا، وقد لا يناسب لاعب نحيل كمحرز.

ويوضح "قالوا انني ضعيف جدا (بدنيا) والكل سيقوم بدفعي بعيدا من الكرة. كنت امتلك تقنية جيدة، لكنني لم اكن قويا بدنيا بما يكفي. ولم أكن سريعا. لكنني دائما ما كنت ابذل جهدا في التمرين".

إلا أن محرز لم يكترث للنصائح، وانتقل مقابل 450 ألف يورو، إلى ليستر الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الأولى.

حظي أداؤه في ليستر باشادة زملائه، فقال عنه حارس المرمى كاسبر شمايكل انه "يجعل الجمهور يقف في كل مرة يقوم فيها بحركة فنية"، ورأى رانييري انه "لاعب ساحر. اصبح مرجعا للفريق وعندما يتعلق الامر بخلق الفرص نقوم فقط بتمرير الكرة اليه وهو يقوم بالباقي".

واتاحت المشاركة مع ليستر لمحرز الدفاع عن قميص بلاده، وخاض اول مباراة دولية رسمية في 31 أيار(مايو) 2014، وكان ضمن التشكيلة الجزائرية في كأس العالم في البرازيل.

ويقول محرز ان ليستر "منحني كل شيء. اكتشفت الدوري الانجليزي الممتاز وشاركت في كأس العالم لو كنت لم ازل لاعبا في الدرجة الثانية في فرنسا، لما كان احد التفت إلي"
عدد المشاهدات : [ 3032 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .