صالح الراشد
ايقونة كركية نبتت من قلعتها الشامخة, سار واثقا رافعا رأسه لم يثنيه شيء في العالم من الوصول لغايته الوطنية, اتخذ من الرياضة طريقا للارتقاء باسم الوطن, وقف مدافعا صلدا عن كل الوطن وأحبط مخططات من أرادو التقليل من هيبة كرتنا , تقلد منصبا وآخر وفي كل مكان يثبت ان الارض التي انبتته كانت صالحة , لينثر نجاحه حيثما حل وأينما تواجد, ليصبح لاعبا رئيسا في السياسة الكروية الاردنية والعربية والآسيوية , كيف لا وهو تلميذ نجيب في مدرسة النادي الأرثوذكسي انه فادي زريقات 'ابو سند' الذي كان سندا وسدا منيعا لرياضتنا.
عشرون عاما وهو يحمل لواء التغيير ,فأحدث نقلة نوعية في اتحاد كرة القدم الاردني ووضعه على الخارطة , وفي اتحاد غرب اسيا حيث كانت الاطلالة الاردنية قدم ابو سند ما عجز الاتحاد الاسيوي عن تقديمه, واثبت ان اتحاد غرب القارة فاق الاسيوية في التنظيم وبجميع المحافل.
زريقات كان عرابا لكرة القدم , فجمع ولم يفرق وجعل الجميع يصفقون طربا لهذه للاتحادات التي تولى أمرها, لم يكن دكتاتورا وكانت ابوابه مفتوحة للجميع من اعلام وأندية ولاعبين, فخلع الجميع القبعات احتراما لشخصه ولانجازاته, لم يرهبه البعض بسلطانهم فوقف مدافعا عن حقوق الأردن وكنا نتوقع ان يحتل مناصبا رفيعا, بل كنا نراهن ان يصبح وزيرا للشباب أو أمينا عاما للاتحاد الاسيوي.
أدخل العلم الى اتحاد كرة القدم وحوله من اتحاد عادي الى مؤسسة عملاقة ليصبح الاتحاد محجا الى العديد من شخصيات العالم الذين توافدوا الية , وفي التمثيل الخارجي كنا نشاهد ونلمس أهمية رأي زريقات في أي قضية يتم طرحها, وكانت غالبية الاتحادات العربية تستأنس بخبرته ورأيه السديد , ترك حملا ثقيلا لكل من جاء خلفه في ايجاد طرق أخرى للارتقاء بمستوى الاتحادين وحملا سهلا حيث الدروب ميسرة والخطط واضحة المعالم, ولم يكتفي بان يرتقي بالاتحادين بل ارتقي بالأشخاص الذي عملوا معه ومنحهم صلاحيات في اتخاذ القرار ليصنع الرجل ايضا .
ابو سند كان سندا للجميع , يغادرنا وكلنا أمل أن نراه في موقع جديد يثريه بخبراته التي قل نظيرها وعز وجودها, لا نقول لهذا العملاق وداعا بل الى لقاء في موقع اخر أكثر أهمية.