ريال مدريد قدم مباراة مثالية على جميع الأصعدة باستثناء بعض الأخطاء الفردية التي كادت أن تكلف الفريق تلقي أهداف لا داعي لها، ويمكن القول أنها من المباريات التي سيضعها زيزو كمعيار للعودة لها في الظروف الصعبة، وهذا يجعلنا نستخلص 5 دروس هامة من هذا الانتصار الساحق للريال.
خاميس أفضل كلما اقترب من المرمى
معظم المباريات التي خاضها خاميس هذا الموسم كان يلعب فيها كلاعب خط وسط ثالث، لكن زيزو قرر اليوم منحه فرصة أكبر للتقدم بعد أن أشركه كمهاجم ثاني ومنحه حرية كبيرة في التحرك بين الخطوط عرضياً وبالقرب من حافة منطقة الجزاء.
خاميس ليس لاعب 90 دقيقة، فهو كثير الأخطاء ولياقته البدنية منخفضة مقارنة بزملائه، لكنه لاعب لحظات، فيمكنه حسم الأمور بلقطة عبقرية واحدة كما فعل في مباراة اليوم، وفي مناسبات سابقة أيضاً، لذلك قربه من المرمى يجعله أكثر خطورة على الخصم ويتم الاستفادة منه بشكل أكبر.
زيدان السهل الممتنع
من الواضح أن زين الدين زيدان متأثر بشكل أو بآخر بفلسفة كارلو أنشيلوتي في التدريب والتي تعتمد على الباسطة وعدم تعقيد الأمور على لاعبيه مثلما يفعل مدربين آخرون، فاليوم قدم فريقه كرة قدم راقية وسلسلة جداً في الشوط الأول وبعض فترات الشوط الثاني.
لكن في الوقت ذاته هناك عمل كبير وراء هذا التطور في أداء ريال مدريد، تشعر أن المدرب الفرنسي أخذ الفريق لمستوى آخر لم يصل إليه أي مدرب في العقد الأخير، فليس من السهل التفوق على مدرب تكتيكي من الطراز الأول مثل سامباولي بشكل ساحق، من اليوم، لم يعد احترام أفكار زيدان أمراً اختياراً بل هو واقع لا مفر منه.
زيدان يستفيد من جميع أسلحته المتاحة
أبرز ما يميز ريال مدريد هذا الموسم هو تنوعه في تسجيل الأهداف، فشاهدنا اليوم 3 أهداف من وضعيات مختلفة، وهذا يؤكد أن هناك تدريبات خاصة وتعليمات موجهة من المدرب الفرنسي للاعبيه في بعض المواقف.
لاحظنا أيضاً كثرة محاولة التسديد من خارج المنطقة في مباراة اليوم، وكذلك شكل الفريق خطورة كبيرة من الكرات الثابتة، ولا يجب أن نغفل العرضيات التي كادت أن تعقد مهمة إشبيلية أكثر من ذلك، أما السلاح الأهم هو الاعتماد على مهارة بعض اللاعبين للتوغل في الثلث الأخير من الملعب، فزيدان يحاول استخدام جميع الأسلحة المتاحة واستغلال إمكانيات لاعبيه على أكمل وجه.
وأخيراً .. ريال مدريد يجتاز عقدة الإصابات
هناك مقولة مهمة في علم النفس تقول “في كثير من الأحيان، حل المشكلة يكون بالتكيف معها”، هذا تماماً ما يحاول ريال مدريد فعله هذا الموسم.
الإصابات لم ترحم الفريق منذ بداية الموسم، وغاب عن مباراة اليوم 6 لاعبين كان لهم تأثير كبير على نتائج الفريق في عام 2016 سواء كانوا احتياطيين أو أساسيين، كما قرر زيدان إجلاس بنزيما وإيسكو على دكة البدلاء، ورغم كل هذا شاهدنا اكتساح واضح للميرنجي في المباراة وكأنه يلعب أمام فريق من الدرجة الثانية وليس صاحب المركز الثالث في الليجا.
ريال مدريد خسر العديد من الألقاب في السنوات الماضية بسبب الإصابات، لكن هذا الموسم استطاع التكيف مع المشكلة رغم أنه لم يجد حلاً جذرياً لها، فلم يتم تغيير رئيس الأطباء ولا حتى مدربي اللياقة البدنية، فالعمل كله جاء على تدعيم دكة البدلاء وتشكيل فريقين داخل فريق واحد بجودة متقاربة جداً، والنقطة الأهم هي خلق تنافس شريف بين اللاعبين للحصول على مركز أساسي.
سلبية وحيدة على أداء ريال مدريد
لن نتطرق لبعض الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها الفريق في مباراة اليوم، فهذا كان طبيعياً لأنك تلعب أمام خصم قوي ومتقدم بنتيجة مريحة، لكن ما هو غير مبرر الرعونة والعشوائية في إنهاء الهجمات، والتي وصلت مرحلة الأنانية في بعض الأحيان.
ما زال ريال مدريد لم يتخلص من هذه المشكلة التي أفسدت عليه فرحة الفوز في العديد من المباريات، فشاهدنا اليوم استهتار كبير من موراتا في اللمسة الأخيرة، كما تم إفساد العديد من الهجمات المنسقة في ظل رغبة بعض اللاعبين بالمراوغة أو التسديد من وضعيات غير مريحة.