الميدان الرياضي : النشامى والكويت .. عكس المخططات
التاريخ : 2024-11-21

النشامى والكويت .. عكس المخططات

 دخلت أحلام الجماهير الأردنية بترشح المنتخب الوطني لكرة القدم المباشر إلى المونديال بحالة من القلق والتخوف بعد التعادل مع الكويت 1-1 الليلة قبل الماضية في الجولة السادسة من الدور الثالث للتصفيات.
هذه الحالة لم تأت لتراجع النشامى إلى المركز الثالث على سلم ترتيب المجموعة الثانية برصيد 9 نقاط، ولا للتعادل غير المرضي، إنما للأداء الذي شهدته المباراة التي أقيمت على ستاد جابر الأحمد الدولي، وتحديداً من قبل المنتخب الوطني في الشوط الثاني الذي كان مغايراً تماماً عن الأول، وبسبب معطيات أخرى.
وتقدم المنتخب الوطني عبر هدف يزن النعيمات في الدقيقة 21، قبل أن تدرك الكويت التعادل بالشوط الثاني عن طريق محمد دحام (68).
قبل المباراة كانت المخططات تسير نحو تحصيل النقاط الثلاث للمضي بثبات بسباق الترشح إلى كأس العالم 2026، كما فرض فوز المنتخب العراقي على مضيفه العماني 1-0 على النشامى ضرورة الفوز لمواصلة البقاء في مركز الوصافة بعد المنتخب الكوري الجنوبي الذي وصل إلى 14 نقطة بتعادله مع فلسطين في عمان، ولكن سارت الأمور عكس ما هو مأمول، فالتعادل وإن لا يزال المشوار طويلاً كان بمثابة الخسارة، وأدخل المنتخب في دوامة حسابات تجبره على تعديل المسار بأي شكل من الأشكال قبل الوصول إلى أجواء الجولة السابعة المقررة يوم 20 آذار 2025.
هذا التعادل مع الكويت والذي كان ظهر بالذهاب وبنفس النتيجة، قد يجد له البعض مبررات إما تحكيمية أو غيرها، وقد يراه آخرون منطقي بحكم اللعب خارج الديار، ومن الممكن أن تعتبره مجموعة عادلاً احتراماً لما قدمه المنتخب الكويتي من مستوى في الشوط الثاني، إلا إنه لدى الغالبية العظمى مرفوض كونه جاء أمام فريق لا يعد في هذه التصفيات وبلغة الأرقام منافساً مباشراً على خطف إحدى بطاقتي الترشح إلى المونديال، عكس ما هو الحال لدى النشامى والعراق على وجه التحديد، أو كوريا الأقرب منهما نوعاً ما طبقاً للرصيد النقطي في الوضع الحالي.
بالحديث فنياً عن تلك المواجهة، فإن المنتخب لعب شوطاً مثالياً فرض خلاله السيطرة الميدانية وخرج منه متفوقاً بهدف كاد أن يعززه بمواقف عديدة، ولكن الحال تغير في الشوط الثاني.
بعيداً عن إصابة الحارس يزيد أبو ليلى وتحميل البعض لبديله عبدالله الفاخوري مسؤولية هدف التعادل، فقد أظهرت تغييرات جمال سلامي قبل تلقي هدف التعادل أن المنتخب تخلى عن جرأته الهجومية وبدا يبحث عن الدفاع والحفاظ على تقدمه، على عكس منافسه الكويتي الذي لجأ إلى تبديلات أصابت خطي الوسط والهجوم فكانت كفيلة لتعديل الموقف وكادت أن تخطف الأفضلية في بعض الأحيان.
حاول سلامي بعد اهتزاز شباك النشامى تصويب المسار بتبديلات أخرى في الشق الهجومي لكن الدقائق القليلة المتبقية على عمر المباراة لم تسعف محمد أبو زريق ورزق بني هاني، ليكون التعادل حاضراً في المحصلة النهائية.
مساحة زمنية
ستتوقف الآن رحلة التصفيات حتى 20 آذار العام المقبل، وهي مساحة زمنية واسعة لتصويب الأوضاع واستعادة النسق، من خلال خوض العديد من التجارب الودية قبلها ومحاولة البحث عن عناصر بشرية جديدة تحقق الإضافة النوعية وتتناسب مع طبيعة المواجهات الرسمية المتبقية.
رحلة عودة النشامى ستكون أمام فلسطين، هنا في عمان، ومن ثم التوجه إلى كوريا الجنوبية بالجولة الثامنة يوم 25 آذار لملاقاة أصحاب الأرض في مهمة لن تكون سهلة قطعاً ولكنها ليست مستحيلة، وبعد ذلك الانتظار حتى 5 حزيران حيث الجولة التاسعة ومواجهة المنتخب العماني في مسقط، وأخيراً استضافة العراق في عمان يوم 10 الشهر ذاته بالجولة العاشرة والأخيرة.
وفي تلك الأثناء، تشهد الجولة السابعة لقاء العراق مع الكويت، وجمهورية كوريا مع عُمان، وفي الثامنة تلعب الكويت مع عمان، وفلسطين مع العراق، بينما تقام في الجولة التاسعة مباراتا الكويت وفلسطين، والعراق مع كوريا، وفي الجولة العاشرة يلتقي منتخبا كوريا والكويت من جهة وفلسطين مع عمان من جهة أخرى.
المطلوب هو تحقيق الفوز بأكبر عدد ممكن من المباريات وإخراج خيار الخسارة نهائياً من الحسابات، عسى أن تخدم نتائج بقية الأطراف النشامى لإعادته إلى مركز الوصافة على الأقل، وحسم الأمور في هذا الدور من التصفيات، وعدم الدخول بدوامة الذهاب إلى الملحق، وهو أمر ليس بمسبتعد والنشامى قادرون على تحقيقه.
للتذكير
شهدت بقية مباريات المجموعة التي أقيمت الثلاثاء أيضاً، تعادل فلسطين مع جمهورية كوريا 1-1 في عمّان، وفوز العراق على عُمان 1-0 في مسقط.
وحافظت جمهورية كوريا على صدارة ترتيب المجموعة برصيد 14 نقطة من ست مباريات، مقابل 11 نقطة للعراق، و9 للأردن، و6 لعُمان، و4 للكويت، و3 لفلسطين.
وكانت الجولة الأولى شهدت فوز العراق على عُمان 1-0 في البصرة وتعادل الأردن مع الكويت 1-1 في عمُان وتعادل جمهورية كوريا مع فلسطين 0-0 في سيؤول، في حين شهدت الجولة الثانية فوز الأردن على فلسطين 3-1 في كوالالمبور وجمهورية كوريا على عُمان 3-1 في مسقط وتعادل الكويت مع العراق 0-0 في العارضية، وشهدت الجولة الثالثة فوز العراق على فلسطين 1-0 في البصرة وعُمان على الكويت 4-0 في مسقط وجمهورية كوريا على الأردن 2-0 في عمّان.
في المقابل شهدت الجولة الرابعة فوز الأردن على عُمان 4-0 في عمّان وجمهورية كوريا على العراق 3-2 في يونغين وتعادل فلسطين مع الكويت 2-2 في الدوحة، وشهدت الجولة الرابعة فوز عُمان على فلسطين 1-0 في مسقط وجمهورية كوريا على الكويت 3-1 في العارضية وتعادل العراق مع الأردن 0-0 في البصرة.
ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في حين ينتقل المنتخبين الحاصلين على المركزين الثالث والرابع من أجل خوض الدور الرابع للتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.
تصريحات ليست بمحلها
قبل المباراة، خرج جمال سلامي بتصريحات أكدت أن المنتخب كان أضاع على نفسه الحصول على نقطتين من الكويت في مباراة الذهاب، وأن الفوز هو المطلب الأساسي للنشامى في مباراة الإياب.
وبعد المباراة، قال سلامي أن النقطة تعتبر أفضل من الهزيمة وأن تعادل الطرفين كان عادلاً، وأشار إلى أن مجريات الشوط الثاني كانت في الحسبان، ولكن لم يحسن اللاعبون التعامل معها.
وإلى جانب ذلك، كشف سلامي أن عبدالله الفاخوري لا يتحمل مسؤولية الهدف بسبب عدم جاهزيته الذهنية والبدنية للدخول في أجواء اللقاء!
تصريحات سلامي قبل وبعد المباراة تثير الدهشة نوعاً ما، فهي تبدلت من مدرب طامح للفوز لا غير، إلى مدرب وجد التعادل مرضياً وجيداً، وهي أكدت أن الجهاز الفني كان يعي ما قد يحمله الشوط الثاني من متغيرات وما يملكه المنتخب الكويتي من مخططات، وحملت في الوقت ذاته اعترافات بأن المنتخب لم يتعامل معها كما هو مطلوب.
أما الأمر الأكثر استغراباً فهو عدم تحميل سلامي لعبدالله الفاخوري لمسؤولية الهدف رغم تأكيده عدم جاهزيته لتعويض أبو ليلى، الذي أظهرت الفحوصات الطبية التي خضع لها، تعرضه لـ شعر في عظم الفك ما يستدعي غيابه عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع، على أن يبدأ رحلة العلاج والتأهيل رفقة الجهاز الطبي للمنتخب في المرحلة المقبلة.
هذا التصريح بخصوص الفاخوري يعيد الذاكرة إلى حالة مماثلة حصلت أمام الكويت أيضاً في مباراة الذهاب عندما برر سلامي إخراج يوسف أبو جلبوش بعد دقائق من الاستعانة به لارتباكه، وهو ما يتناقض مع مسؤوليات الجهاز الفني المفترض أن يحمل على عاتقه أيضاً تحضير اللاعبين أفضل ما يمكن وانتقاء الأجهز منهم بكل النواحي.


 
عدد المشاهدات : [ 10 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .