الميدان الرياضي : بعد النشامى…هل اقتنع رئيس الوزراء والحكومة .. !!
التاريخ : 2024-02-05

بعد النشامى…هل اقتنع رئيس الوزراء والحكومة .. !!


ربيع العدوان

هل اقتنع رئيس الوزراء ..؟، هل اقتنع أصحاب القرار في الحكومة والدولة بأن كرة القدم والرياضة سلاح قوي يجب أن يتم استغلاله بصورة مثالية، هل اقتنعوا أن تأثير مباراة كرة قدم أفضل بمليون مرة عن دفع ملايين الدنانير على مؤتمرات وندوات لتوعية المجتمع لقضايا ومشكلات تواجهه دون أن يدري أحد بها.

يستمر الحلم الأردني بين قلوب وأقدام أبطالنا النشامى في كأس آسيا لكرة القدم، حيث رفعوا اسم الوطن عالياً وعكسوا الصورة التي يجب أن يكون عليها الأردني، حتى جماهيرنا كانت مثالاً في البطولة وفي فترة تواجدها في قطر، بدعم ملكي مباشر، ففرحة ولي العهد "بتسوى ملايين" فهو شاب ويعلم حجم تأثير الرياضة وكرة القدم في العالم وكيف أصبحت علماً وصناعة وتجارة وتشكل مدخولاً هاماً للدول، وتجربة قطر والبرازيل وانجلترا واسبانيا هي دليل قوي على ذلك..

في مباراة واحدة كل العالم من شرقه لغربه تعرف على المنسف الأردني، وكل العالم في هذه البطولة أصبح يبحث على جوجل عن مكوناته، بل أراهن أن الملايين أرادوا تجربته، وملايين أخرى انشغلت بالبحث عن الأردن على العم "جوجل"، أي أن المنتخب الوطني وكرة القدم والرياضة عملت ما عجزت عنه ملايين وخبراء في ترويج الأردن سياحياً وثقافياً على مر سنوات واختصرتها في شهر بطولة كأس آسيا.

صفحات الأندية والدوريات العالمية كاسبانيا باركت للأردن تأهله واستخدمت أغاني وطنية اردنية بصوت المرحوم متعب الصقار وغيرهم وهذه المنشورات وصلت ملايين، كمية الفيديوهات والصور الواردة من قطر للمنتخب وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، كانت أفضل مما يدفع لمؤثري مواقع التواصل الاجتماعي لترويج الاردن، وبالتالي كانت ملايين المشاهدات التي حصدتها صفحات لاعبي منتخبنا كفيلة بذلك الترويج.

قبل أشهر توقفت أنديتنا واحتجبت عن المشاركة في دوري المحترفين وذلك لعدم تمكنها من دفع رواتب وسمتحقات اللاعبين، وعمد الاتحاد بقيادة سمو الأمير علي بن الحسين للبحث عن مصادر دخل جديدة، وأجمع الكل أن الاتحاد والأندية بحاجة لتدخل مباشر من الحكومة لسد الديون المترتبة على الأندية ودعمها أي بمعنى آخر إعطاءها ابرة الحياة وانعاشها قبل فوات الأوان.

الحكومة كانت اذن من طين واذن من عجين ولم تلتفت ولم تشعرنا بأن هنالك قطاع اسمه الشباب والرياضة ولم تتدخل، وإلا خرجت علينا بالتهنئة والمباركة وهو أكبر ما استطاع المجتمع الرياضي تحصيله، حتى المخصصات للجنة الأولمبية واتحاد الكرة كانت قد انخفضت، ولا ندري اذا ما تم زيادة المليون المطلوب من الأولمبية في الموازنة.

بالعموم تداعى رئيس الوزراء والحكومة ورئيس مجلس النواب والكثير من المسؤولين للتهنئة والتبريك بتأهل المنتخب وانتصاراته، في الوقت الذي لم يعلموا سابقاً أن لدينا منتخب وأن لدينا دوري يحتضر، وأن لاعبينا بعضهم لا ينام في بيته لأنه عاجز عن سداد القروض والديون، وأن نجوماً يعملون يغلقون هواتفهم بسبب الديون وتفكيرهم منشغل بتأمين لقمة العيش بعيداً عن كرة القدم.

نتمنى أن يجذب ما حققه المدرب الحكومة كما جذب القارة الآسيوية، وأن تلتقط الحكومة رسالة سمو ولي العهد فلم يكن تواجده وتشجيعه وجلوسه على مقاعد الجماهير والفرحة العفوية التي ظهر عليها إلا رسالة تنتظر من يعمل بها.

عدد المشاهدات : [ 1870 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .