التاريخ : 2018-05-23
شباب العقبة.. يرفضون السياحة ويتمسكون بكتابة التاريخ
ويقصد بالسياحة السفر والترفيه، لكن فريق شباب العقبة رفض أن يكون «سائحاً»، عندما قاوم الأمواج العاتيه، ونجح في التغلب على الصعوبات كافة، ليستقر في النهاية، بدوري المحترفين لكرة القدم، بعد رحلة شاقة.
وفي كرة القدم، هناك قاعدة دائما ما يرددها المتابعون والجماهير، بأن الفريق «الصاعد.. هابط»، وفي حينها اشارت التوقعات إلى أن فريق شباب العقبة سيمضي وقتاً للسياحة في دوري المحترفين، ثم ما يلبث أن يعود من حيث أتى «دوري الدرجة الأولى»، فهكذا درجت العادة.
وشباب العقبة كسر تلك القاعدة، وكافح بكل ما يمتلكه من أدوات، وقاتل حتى الرمق الأخير، لتحقيق ما يكتنزه من طموحات، ليعلن فعلاً مع نهاية الجولة الأخيرة عن كسر القاعدة، بثباته لموسم جديد في دوري المحترفين، وضرب بالتالي كل تلك التوقعات عرض الحائط.
وشباب العقبة صعد لأول مرة في تاريخه لدوري المحترفين، قادما من أقصى الجنوب، حاملا بجعبته، قليلاً من الامكانات، كثيراً من التطلعات، ليمضي الوقت، يقدم لنا «العقبة» درساً جديداً، مفاده أن كرة القدم تعطي من يعطيها، ومن يجتهد ينال في النهاية.
هذا الفريق، يستحق أن نسلط عليه كل الأضواء، تقديرا لما قدمه، فالثبات في دوري المحترفين لفريق لا يمتلك الخبرة ولا الامكانات ليس بالعملية السهلة، إلا أنه ثبت، وحول من الصعاب، حقيقة حلوة سيخلدها التاريخ.
****** إدارة تعمل بصمت
ولعل أبرز ما تميز فيه شباب العقبة، هو أن ادارته تعمل بصمت، لا تبحث عن اعلام أو شهرة، بقدر ما تبحث عن ترسيخ تحقيق حلم مدينة العقبة وأبنائها الذين يعشقون كرة القدم.
وإدارة العقبة التفت حول الفريق، وكانت ملتزمة بدفع مستحقات اللاعبين بمواعيدها المخصصة، آمنت بقدرة فريقها على الثبات، وعملت على توفير كل ما يلزمه، فجاء العطاء متدفقا من اللاعبين، ليفاجؤا كل متابعيهم، بأدائهم وروحهم القتالية، واندفاعهم في كل المباريات لتحقيق الانتصارات.
مدرب يثبت نفسه
المدير الفني رائد الداوود، لم يكن يبحث عن اضواء، بعدما صعد للفريق من دوري الدرجة الاولى الى المحترفين، وظل غائباً عن الاعلام، فكل همه كان أن يحقق الاهداف المرجوة مع الفريق بعدما جددت ادارة النادي الثقة به ومنحته صلاحيات التفاوض مع اللاعبين املا بظهور مميز في دوري المحترفين.
وأثبت الداوود كفاءته الفنية الكبيرة، بل أنه يعتبر أحد افضل المدربين في دوري المحترفين، فما حقق فريقه من نتائج وأداء بالنظر للادوات والامكانات المتوفرة لم تحققه فرق تنعم بتوفر تلك الادوات والامكانات. لقد نجح فريق شباب العقبة بأن يصنع له اسما تحت الشمس، فحكاية التاريخ بدأت بثباته، ولا شك أن هناك العديد من الحكايات الجديدة والفريدة التي سيرويها للأجيال في السنوات المقبلة من خلال تواجده في دوري المحترفين.. فهم لم يصعدوا للسياحة، وإنما صعدوا بحثا عن التاريخ.
عدد المشاهدات : [ 6769 ]