التاريخ : 2017-10-28
برستيج الموت
صالح الراشد
نقف مستسلمين امام الموت فلا راد له الا الله، ونقف ولسان حالنا يقول الحمد لله والالم يعتصر القلب والدمع يترقرق في العيون، فالموت يخطف الأحباب بلا استئذان وفِي أي مكان ليبقى مكانهم فارغا وتغيب اصواتهم وضحكاتهم وحتى غضبهم يتلاشي ، فنشتاق لهذا الوجوه ونحن نوسدها التراب.
محمود فخري كبير مشجعي الوحدات مات في مدرجات الوحدات وهو يهتف لفريقه المفضل، ولم يكن يوما من محاريك الشر في الملاعب وكان همه الوطن في هتافه لانه كان يدرك ان الوطن لا يعوض فهو كل الحياة.
غاب تعويذة الوحدات، سقط في المدرجات فكان شهيد الرياضة، وتوقعنا ان نجد في وداعه اهل الرياضة ، توقعنا ان نجد الوسائل الاعلامية تتسابق لوداعه، توقعنا ان يتوافد لاعبو الكرة الى بيت العزاء، فمن مات نجم من رحم الرياضة لكن عيبه الوحيد انه فقير.
لذا فان الكثيرون لم يحضرو مراسم الدفن واستبعدوا بيت العزاء فبرستيجهم لا يسمح لهم بالوقوف بين الفقراء ، فيما يصطفو في طوابير لعزاء الأغنياء، فالمال له سطوته حتى في الموت والمصلحة تجعل المنافقين يقطعون مسافات طويلة لإثبات نفاقهم لمن وراء الميت فخيرهم باق.
'ابو غضب' غادر الى ربه راضيا فلم يؤذي احد فغادر محبوبا سعيدا تاركا الحزن في قلوب محبيه، اه يا ابو غضب لم يعرف هؤلاء قيمتك ولم يعرفو انك خسارة كبيرة لكل رياضي ورياضة، ولم يعرفو ان الخروج بجنازتك كان سيرفعهم ولا يضعهم، فأنت بفقرك أغني من هؤلاء.
تساءلت أين القنوات الفضائية التي تسابقت لنقل جنازات غيرك من إعلاميين وأهل رياضة فأنت ايها المحبوب وبطل التايكوندو احمد نجادات غادرتما بصمت بعد ان كنتما تثيران الملاعب كل في اختصاصه.
عذرا ابو الغضب فلا تغضب من تقصيرهم ولا تغضب من نكرانهم فأنت في دار الحق ونحن في دار الباطل ، فنحن احق بالغضب من تقصير اهل الرياضه لأنك بوفاتك كشفت نفاقهم وزيف فكرهم ومدى نكرانهم.
رحمك الله محمود فخري وغفر لك وادخلك فسيح جنانه.
عدد المشاهدات : [ 11801 ]