التاريخ : 2021-06-17
مقال رئيس التحرير : أبطالنا ..
الميدان-ربيع العدوان
عام ٢٠١٤ كان موضوع مشروع تخرجي من كلية الاعلام في جامعة الشرق الاوسط بعنوان "كرة القدم كطريقة تواصل سياسي"، ما استفزني حينها هو كيف استطاع العدو الصهيوني استغلال زيارة نادي برشلونة لفلسطين عام ٢٠١٣ للترويج لنفسه في العالم مستغلاً نجومية لاعبي هذا الفريق الذي يتمتع بجماهيرية في كل بقعة من هذه الكرة الأرضية.
هنالك بروتوكول صهيوني يجبر الضيوف من هذا النوع على الذهاب نحو حائط البراق ولبس "الكيباه" وهي الطاقية التي يستخدمها رجال الدين هناك في الطقوس اليهودية.
ومن كان أولى من ميسي نجم العالم الأول وتشافي وانيستا وباقي النجوم ليكون وسيلة دعاية وترويج، حتى أن مصطلح "ميسي صهيوني" كان الأكثر رواجاً حتى اللحظة بين الجماهير العربية، فكانت صورته عند حائط البراق موجودة على كل وسيلة إعلام في العالم أجمع، وتساءل عنها الكثيرون في العالم وبحثوا عنها وقرأوا وتعرفوا على معلومات مغلوطة وكاذبة يروج لها الإعلام الصهيوني، الذي استهدف ويستهدف إعلامياً فئة لا تعرف عن طبيعة الصراع ولا حقيقة الجرائم التي اقترفها الصهاينة بحق فلسطين وشعبها منذ النكبة وحتى يومنا الحالي.
ع السكيت
على النقيض تماماً كانت ذات الزيارة للأراضي الفلسطينية وكأنها "على خجل" أو "ع الماشي" أو بالأدق "ع السكيت"، فقد تواجد لاعبو برشلونة لساعات قليلة مع بعض الأطفال في ملعب الحسيني وكنيسة المهد في بيت لحم ثم اختفوا،
دون الإشارة للمسجد الأقصى أو مشكلة القدس المستمرة منذ أزل الاحتلال ودون أي استغلال أمثل لهذه الزيارة في خدمة القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية للعالم العربي والإسلامي بشكل خاص وللعالم، وكان الأمر مستفزاً فما يعيق لو زار اللاعبون باحات المسجد الأقصى وتصوروا مرتدين الكوفية التي يروج لها الصهاينة على أساس أنها غطاء للإرهابيين الآن، أو رافعي علامة النصر مثلاً.
عفا الله عما سلف
لا يمكننا العودة للماضي، ولكن ليكن عبرة مستفادة، والجميع لاحظ كم كان تأثير مواقع التواصل الإجتماعي واستخدماها لتوضيح صورة الإحتلال الصهيوني الحقيقية، وإطلاع العالم على كل تلك الجرائم التي يقترفها بحق البشر والحجر والشجر، كيف يقتل الأطفال في غزة، والشبان في الضفة، وينتهك حرمات المصليين الآمنين في بيوت الله، وقبلة المسلمين الأولى في المسجد الأقصى المبارك، وكيف استخدمت قطعانه من العسكر والمستطونين السلاح داخل الحرمات وأوقعوا الإصابات بين المصلين الآمنين في باحاته، وكيف اعتدوا على النساء والفتيات والصغار، كيف اعتقلوهم، كيف وضعوا الحسرة في قلوب الأطفال حزناً على فراق آبائهم والآباء على وداع أطفالهم.
بوغبا ورفاقه
ليس بالقليل أن يقوم اللاعب الفرنسي بول بوغبا وبكل ما يتمتع به من نجومية برفع العلم الفلسطيني في أكثر من مرة تضامناً مع القضية، وكانت المشاهد مفرحة بكيف تفاعل فوفانا ورفيقه في ليستر ورفعوا العلم الفلسطيني أيضاً، وكيف تضامنت جماهير سيلتك، وكيف استخدم بالستينو التشيلي ولاعبوه كل الوسائل بشكل إيجابي لتوضيح مجازر الاحتلال، ربما من الواجب ما قام به رياض محرز "فخر العرب الحقيقي"، والنني وعمرو وردة ونصير مزراوي اللاعب المغربي الذي تم تهديده بفسخ عقده مع أياكس بسبب تضامنه، وحتى لاعبو دوري الدرجة الثانية في مصر، ولاعبنا المتألق صالح الشرباتي عند خطف بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية في طوكيو بلعبة التايكواندو، وكيف عزف النشيد الفلسطيني وارتدى لاعبو الكويت وقطر الكوفية، وفي ملاعبنا أيضاً كيف قام لاعبو الفيصلي والسلط بممر شرفي لخصومهم في فريقي الأمعري وبلاطة، وحتى دورينا الذي تعاطف لاعبوه مرتدين الكوفية وعبارات النصرة لإخوانهم، كلمات أبو تريكة والمعلقين العرب، والأسطورة الفرنسية لمانشستر يونايتد كانتونا،والقائمة تطول ممن كانوا رسائل شرف للعالم، وضحت الصورة الحقيقية للنكبة والمآساة الفلسطينية والمجاز الصهيونية العفنة التي تنشر الألم، رغم أن أبطالنا يحولونه إلى أمل، وهنا لخصت بعض المواقف في الملاعب والرياضة فقط، ولكن ما شاهدناه في مواقع التواصل الاجتماعي مفخرة بكل حق من المشاهير وغيرهم ممن وظفوا شهرتهم في خدمة القضية.
فكل التحية لأبطالنا الشهداء الذين ينظرون بفخر لإنجازات خلفائهم، وكل التحية لجرحانا وأسرانا، وأبطالنا الذين يدفعون بأرواحهم دفاعاً عن فلسطين وقضيتها، تحية لكل من هب وتعاطف، وتحية لكل من قال كلمة حق لنصرة فلسطين الهوا، قدس الأقداس، قدسنا العربية ...
وللحديث بقية...
عدد المشاهدات : [ 3558 ]