التاريخ : 2018-03-18
الكرة الأردنية واستضافة البطولات!.
فوزي حسونه
أثبت التجارب ، بأن كرة القدم الأردنية عانت وتعاني الأمرين، جراء الإصرار على استضافة البطولات الدولية والآسيوية، التي أدت إلى بعثرة أوراق الموسم، وتشتيت الفرق، وإرهاق اللاعبين، وضجر المتابعين.
الموسم الكروي والمحافظة على انتظام مسابقاته دون تقطعات غير مدروسة، ومنحه الأهمية القصوى، هو الأصل في تطوير كرة القدم، وهذه أبجديات، ولا أصدق على ذلك سوى مقولة "الدوري القوي.. يخلق منتخباً قوياً".
الموسم الكروي في الأردن، بات هزيلاً، حزيناً، يفتقد للعقلية الإحترافية، ويعاني من سوء التخطيط، وذلك يعاينه بوضوح استمرار تراجع المنتخب الأردني الذي حل بالمركز 117 عالمياً، ويترك خلفه فقط منتخبات البحرين واليمن والكويت عربياً، وهي أرقام يجب الوقوف عندها مطولاً، فمنها نشخّص الحال الذي وصلت إليه الكرة الأردنية.
قبل عامين استضاف الأردن بطولة كأس العالم للسيدات، ويشمر حالياً عن ساعديه لاستضافة بطولة كأس آسيا للسيدات، ويستعد لاستضافة بطولة غرب آسيا التي تأجلت أكثر من مرة ، وهي استضافات كانت تتحقق على حساب الأهم، ونقصد المسابقات والفرق المحلية.ونحن بهذا الصدد لسنا ضد استضافة البطولات، إلا أننا أضحينا بحاجة ماسة لدراسة مسبقة ومتعمقة، قبل الإعلان عن استضافة أي بطولة، ومعاينة مدى تأثيرها سواء سلبياً أم ايجابياً على واقع الكرة الأردنية.كما أن الاهتمام المبالغ به باستعدادات المنتخبات الوطنية والذي يكون أيضاً على حساب المسابقات المحلية لا يتواءم مع ما يحصل في البلدان المتقدمة بكرة القدم، فأقوى المباريات يتم الاستعداد لها قبل أيام محدودة، لأن انتظام المسابقات المحلية هو جزء من استعدادات اللاعبين لتثميل منتخباتهم.بعدما توقفت بطولة الدوري الحالي بين مرحلة الذهاب والإياب لمدة شهرين، وكان الحديث أن السبب لهذا التوقف الطويل يعود لاستضافة بطولة غرب آسيا، وتم التأكيد مراراً وتكراراً على اقامتها، لنتفاجىء بتأجيلها إلى اشعار آخر، فاهدرنا شهرين دفعت خلاله الأندية الثمن، ها نحن على موعد حزين مع توقف جديد.بعد أيام، ستعود بطولة الدوري وهي توشك على النهاية، لتتوقف لمدة (45) يوماً، بسبب استضافة كأس آسيا للسيدات، مع الإشارة إلى أن كرة القدم النسوية لا تحظى بالاهتمام والمتابعة الجماهيرية في الأردن.ولكم أن تتخيلوا، بأن هذه الفرق التي بلغت قمة جاهزيتها الفنية والبدنية والنفسية، وأنفقت الكثير الأموال، ودخلت في أجواء المنافسة ببطولة الدوري قبل ثلاث جولات من نهايتها، يتم ايقافها لـ (45) يوماً ، وهنا نتساءل عن أي فكر ورؤية ومستقبل نتحدث؟.إن الفرق المتنافسة في بطولة الدوري، وجراء فترة التوقف المنتظرة، أصبحت بحاجة للدخول في مرحلة بناء جديدة ستكون مرهقة، ومملة، لا تختلف عن فترة اعدادها قبل بداية كل موسم.ثمة نقطة أخرى حري بنا أن ذكرها، إن ما أنفقه وينفقه الإتحاد الأردني على إعداد المنتخبات المشاركة في الإستحقاقات الآسيوية، لو تم توفير جزء منه لدعم الأندية المحلية، لحققت المنتخبات نتائج أفضل بكثير مما حققته وستحققه، والسبب بسيط، الأصل في تطوير كرة القدم، الأندية التي تحتضن المواهب، وتصنع النجوم.الواقع الذي تعيشه الكرة الأردنية محزن للغاية، وفي كل موسم نستبشر فيه الخير، نتفاجىء باجتهادات صادمة، ونحن هنا نتحدث من واقع الغيرةعلى رياضة تعتبر بمثابة "الهم والاهتمام" لعشاق الكرة في الأردن.-همسة: نريدُ مخططاً، وليس محاضراً. عدد المشاهدات : [ 8882 ]