التاريخ : 2021-06-19
صراع مثير بين البرتغال وألمانيا .. الليلة
الميدان-عالمي
سيكون اليوم التاسع من كأس أوروبا الموزعة مبارياتها على 11 دولة عابقا برائحة التاريخ والحاضر مع طموح البناء أيضا للمستقبل، يتصدره لقاء البرتغال حاملة اللقب وألمانيا الأكثر تتويجا به مشاركة مع إسبانيا التي تلعب أيضا السبت ضد بولندا، في حين يلاقي المنتخب الفرنسي نظيره المجري.
يستقبل ملعب أليانز آرينا مباراة هامة وقوية تجمع بين ألمانيا والبرتغال السبت ضمن مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس الأمم الأوروبية.
المنتخب البرتغالي يريد مواصلة الانتصارات والاقتراب من التأهل للدور القادم بعد فوزه على المجر بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى. بينما على الجانب الآخر، الماكينات الألمانية ستعمل على مصالحة الجماهير بعد الخسارة من فرنسا في الجولة الأولى بهدف دون رد، لتكون المباراة كالنهائي المبكر بين المنتخبين.
وإذا كانت فرنسا في وضع مريح، فإن غريمتها ألمانيا تسعى إلى التعويض، مع طموح نيل النقاط الثلاث وتجنب سيناريو محتمل بتكرار خيبة 2018 حين تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الأول.
وعلى غرار المباراة الأولى بين المجر وفرنسا لكن باختلاف واضح على صعيد المسار التاريخي، نجحت البرتغال خلافا للمجر بإيجاد خليفة للأسطورة أوزيبيو الذي قادها إلى نصف مونديال 1966، وأنتجت أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة بشخص رونالدو الذي نجح وبعد طول انتظار في قيادة برازيليي أوروبا إلى لقبهم الأول على الإطلاق عام 2016 بإحراز كأس أوروبا على حساب فرنسا المضيفة.
بداية قوية
ضرب نجم يوفنتوس الإيطالي المخضرم (36 عاما) بقوة في مستهل حملة الدفاع عن اللقب بتحطيمه ثلاثة أرقام قياسية في مباراة المجر، إذ بات اللاعب الأكثر تهديفا في البطولة القارية بعدما رفع بثنائيته المتأخرة رصيده إلى 11 هدفا متقدما بفارق هدفين عن رقم بلاتيني الصامد منذ 1984.
كما أصبح رونالدو أول لاعب يشارك في خمس نسخ من البطولة القارية، واللاعب الأوروبي الأكثر خوضا للمباريات في بطولات كبرى (كأس أوروبا وكأس العالم) حيث رفع عدد مشاركاته إلى 39. لكن بالنسبة إلى رونالدو “المهم كان الفوز… من الحيوي جدا أن نبدأ بطريقة إيجابية من أجل رفع معدل الثقة. الآن يتعين علينا الفوز في المباراة التالية”.
ولن تكون المباراة التالية سهلة أمام الألمان أبطال المسابقة ثلاث مرات والعالم أربع مرات، لاسيما أن مانشافت يريد تجنب سيناريو الخروج من الدور الأول للمرة الثانية تواليا في مشاركته الأخيرة مع المدرب يواخيم لوف لأن الأخير سيترك في نهاية البطولة المنصب الذي استلمه عام 2006.
ويمني الألمان الذين يبنون للمستقبل بعد خيبة مونديال 2018 من خلال تعيين هانزي فليك للإشراف على المنتخب، تكرار تفوقهم على البرتغال التي خسرت المواجهات الأربع الأخيرة مع مانشافت على المركز الثالث لمونديال 2006 وربع نهائي كأس أوروبا 2008 والدور الأول للبطولة القارية عام 2012 ومونديال 2014. ويدرك الألمان أن تكرار سيناريو المواجهة الأخيرة حين فازوا برباعية نظيفة في طريقهم إلى اللقب العالمي الرابع، لن يكون سهلا، لاسيما أن البرتغال قد تلعب في ميونخ على التعادل الذي سيضمن لها بطاقة العبور إلى حد كبير.
لقاء الافتتاح
يفتتح اليوم التاسع بلقاء المجر وفرنسا بطلة العالم التي تسعى إلى فوزها الثاني في المجموعة السادسة بعد الذي حققته في الجولة الافتتاحية على غريمتها التاريخية ألمانيا، ما سيضمن لها بطاقة ثمن النهائي. وتقام المباراة في بودابست على ملعب يحمل اسم فيرينس بوشكاش الذي يجسد تاريخ المجر والذي قادها في عام 1954 بصحبة هداف البطولة ساندور كوشيش إلى نهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها قبل السقوط أمام ألمانيا الغربية 2 – 3.
لكن رغم نيلها المركز الثالث في كأس أوروبا عام 1964 ثم المركز الرابع عام 1972، عجزت المجر حتى الآن عن إيجاد خليفة لبوشكاش أو كوشيش، ما جعلها تنتظر حتى عام 2016 للعودة إلى البطولة القارية، فيما غابت عن كأس العالم منذ 1986.
ولا يبدو أن المستقبل القريب أو حتى المتوسط المدى يحمل معه أي مؤشر بإمكانية إيجاد نجم يرتقي إلى نصف ما قدمه بوشكاش وكوشيش للمجر التي دخلت مشاركتها الرابعة في النهائيات القارية وهي الحلقة الأضعف، وقد تأكد هذا الأمر بخسارتها المباراة الأولى أمام البرتغال 0 – 3.
وخلافا للمجر، نجحت فرنسا في تقديم نجوم على امتداد الأعوام تفوقوا حتى على أساطيرها السابقين مثل جوست فونتين الذي سجل 13 هدفا في 6 مباريات خاضها في مونديال 1958 حين قاد “الديوك” إلى نصف النهائي، وميشال بلاتيني الذي قاد بلاده إلى لقبها الأول في كأس أوروبا عام 1984 بتسجيله 9 أهداف في النهائيات.
المنتخب البرتغالي يريد مواصلة الانتصارات والاقتراب من التأهل للدور القادم بعد فوزه على المجر بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى
لقد أنتجت فرنسا لاعبين مثل زين الدين زيدان وتييري هنري اللذين قاداها إلى لقبها العالمي الأول عام 1998 ومن ثم بعد عامين إلى لقبها الثاني في كأس أوروبا، وصولا إلى إنتاج لاعبين مثل كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وبول بوغبا الذين قادوها في 2018 إلى لقبها العالمي الثاني.
وفي إشبيلية وضمن منافسات المجموعة الخامسة، تلعب إسبانيا بحلتها الشابة مع مدربها لويس أنريكي ضد بولندا روبرت ليفاندوفسكي في مباراة مصيرية لمنتخبين عاشا أيضا مراحل متناقضة على مر تاريخهما الكروي. فإسبانيا التي بدأت مشوارها بالتعادل السلبي مع السويد في مباراة سيطرت عليها تماما من دون أن ينجح شبانها في الوصول إلى الشباك، اختبرت منذ تتويجها القاري الأول عام 1964 مراحل فشل قبل أن تنجح أخيرا في فرض نفسها لاعبا عملاقا بإحراز ثلاثية كأس أوروبا 2008، كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012.
أما بولندا التي بدأت مشوارها الحالي بسقوط مفاجئ أمام سلوفاكيا 1 – 2 متأثرة بالنقص العددي في صفوفها، فمازالت تبحث عن استعادة ما منحها إياه غرشيغورش لاتو ورئيس الاتحاد المحلي للعبة حاليا زبيغينيو بونييك بقيادتها إلى المركز الثالث في مونديالي 1974 و1982 على التوالي.
ومن المؤكد أن المنتخبين الحاليين مختلفان عما كانا عليه في مواجهتهما الأخيرة عام 2010 قبيل الحملة المونديالية الناجحة، حين خرج لا روخا منتصرا وديا بسداسية نظيفة. وبوجود هداف بايرن ميونخ روبرت ليفاندوفسكي، تأمل بولندا أن تحقق المفاجأة السبت من أجل الإبقاء على حظوظها بتكرار سيناريو 2016 حين وصلت إلى ربع النهائي في ثاني مشاركة لها على الإطلاق في البطولة.
إذا كانت فرنسا في وضع مريح، فإن غريمتها ألمانيا تسعى إلى التعويض، مع طموح نيل النقاط الثلاث وتجنب سيناريو محتمل بتكرار خيبة 2018 حين تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الأول. (وكالات).
عدد المشاهدات : [ 4770 ]