الميدان الرياضي : كونتي.. ظاهرة
التاريخ : 2018-05-02

كونتي.. ظاهرة

علاء صادق 
 
حرصت قبل أيام في نفس المكان على إيضاح العناصر الضرورية لأي فريق ليتوج بالالقاب.
وكان المدرب الكفء أحد العناصر الخمسة المطلوبة لتحقيق الانتصارات وجلب البطولات.. واتخذت من الايطالي انطونيو كونتي نموذجا للتغيير الايجابي الذي يحدثه المدير الفني الكفء على فريق منهار.

ومساء السبت الماضي كلل كونتي جهوده بنجاح باهر اثر استعادة تشيلسي للقب الدوري الانجليزي بريميرليج قبل مرحلتين من نهاية المسابقة عقب فوزه خارج ملعبه على وست بروميتش البيون في مباراة غريبة على الكرة الانجليزية.. ولكنها تعكس الاتجاه الجديد للكثير من الفرق الانجليزية عند مواجهة تشيلسي كونتي.

 
وست بروميتش لعب مدافعا لاغلب الوقت رغم انه يلعب على ملعبه وامام جمهوره.. وتحول الفريق المضيف لدفاع بحت بكل لاعبيه في ربع الساعة الاخير من اللقاء حفاظا على التعادل السلبي الذي لم يصل اليه بعد ان خطف البديل البلجيكي ميتشي باتشواي هدفا لتشيلسي عقب دقائق قليلة من نزوله في احد التغييرات الواعية والايجابية لكونتي.

انطونيو كونتي (أحد اللاعبين الافذاذ في نادي يوفنتوس ومنتخب ايطاليا في التسعينات ومطلع الالفية) تحول مدربا ممتازا في السنوات السبعة الاخيرة واضعا بصمة لا ينكرها الا جاهل او جاحد.. وبعد قيادته يوفنتوس لثلاثة ألقاب متتالية بالدوري الايطالي تحول لقيادة منتخب ايطاليا فشهدنا وللمرة الاولى منذ سنوات طويلة الايطاليين يقدمون كرة جميلة وممتعة ومثيرة وهجومية في نهائيات بطولة الامم الاوروبية الاخيرة في فرنسا.. ورغم خسارة الفريق (وهو الافضل) بركلات الترجيح امام المانيا في ربع النهائي الا ان الخبراء اجمعوا على انه قدم افضل كرة خلال البطولة لاسيما في فوزه المبهر على حامل اللقب منتخب اسبانيا 2 - صفر في ثمن النهائي.

كونتي نفذ مع تشيلسي ما عجز عنه البرتغالي جوزيه مورينيو (اغلى مدرب في العالم واعلاهم راتبا) في الموسم الماضي رغم ان كليهما استخدما نفس اللاعبين باستثناء لاعب الوسط الفرنسي المجهول نجولو كانتيه الذي ضمه كونتي من ليستر سيتي وسط دهشة الخبراء من اهتمامه بلاعب ارتكاز دفاعي بدلا من السعي وراء المهاجمين والهدافين وصانعي الالعاب كما اعتاد ان يفعل المدربون المشاهير عند توليهم لمهمة جديدة..
 
 وركز كونتي في عمله على اخضاع كل لاعبيه بلا استثناء للالتزام الخططي الذي تستوجبه طريقة اللعب 3 – 5 - 2 بتحركات عرضية لثلاثي الدفاع مع تركيز على اغلاق المساحات وتنفيذ التغطية وتلافي الاحتفاظ بالكرة او التمرير غير الدقيق.. ووزع المهمات بين خماسي الوسط لتكون مهمة كانتيه دفاعية بنسبة 90 بالمائة ومهمة هازارد هجومية بنسبة 90 بالمائة دون ان يهمل الاخير دوره الدفاعي ودون ان يتجاهل الاول دعمه للهجوم.

ولم يهتم كونتي بعملية تدوير اللاعبين في الاوقات التي احتاج فيها للتركيز العالي وحصد النقاط لاسيما في اللقاءات الثقيلة او خارج ملعبه.. وحرص كثيرا على تثبيت الفريق خلال الموسم لنجد سبعة لاعبين في التشكيلة الاساسية بلا اي تغيير.. ولم يهمل الجانب التربوي والاخلاقي والانضباطي واستبعد هدافه الاول الاسباني دييجو كوستا من مباراة مهمة لخروجه عن النص في مران لم يره احد.

كونتي لديه فرصة تاريخية لتعزيز رصيده في نهائي الكأس امام ارسنال ليحقق الثنائية.. ولعل قراره بالاستمرار في تشيلسي مضحيا بالعرض المالي الخيالي من انتر الايطالي لدليل على حبه لمهنته ولنجاحه ولعمله على حساب المال.

كونتي.. ظاهرة جديدة في عالم التدريب والكرة.
عدد المشاهدات : [ 9355 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .