التاريخ : 2018-01-22
اللاعب الأردني .. وسلبية التفكير!
ميسي، هو النجم الكروي الأفضل فوق الكرة الأرضية، هذه حقيقة راسخة، قد لا نختلف عليها عندما نجلس بمفردنا، ونضع ميولاتنا ومناكفاتنا جانباً.
وعندما يلعب ميسي لمنتخب الأرجنتين، فإنه لا يبحث عن الشهرة والمال، بقدر ما يتطلع إلى تسخير جل خدماته وعطائه في سبيل رفعة منتخب بلاده وإسعاد الجماهير، فلمنتخبه عليه حق، فحصد المال ليس كل شيء بالنسبة للاعب القيمة.
وفي الأردن، بدأ يتسلل تفكير غير ايجابي لعقول بعض اللاعبين في عصر الإحتراف، فمثلاً عندما تجري مع أحدهم حواراً يؤكد أن اللعب للمنتخب يعد قمة الطموح الذي كان يراوده منذ الصغر، لكنه عندما ينضم إليه فإن مردوده يتراجع عن ذلك الذي قدمه ليكون أهلاً للإنضمام لصفوف المنتخب، وكأن طموحه يتوقف عند حدود الإنضمام للمنتخب فقط.
واللاعبون في الأردن يترقبون لحظة إعلان قائمة المنتخب على أحر من الجمر، وتنتابهم سعادة كبيرة عندما يجدوا أسماءهم مدرجة ضمن القائمة.لكن من المؤسف القول بأن سعادة البعض منهم بالإنضمام للمنتخب تتمثل بتحقيق هدفه غير المعلن، وهو اعتقاده الذي يطغى على كل تفكيره بأن الإنضمام للمنتخب يعتبر البوابة الرئيسة للإحتراف الخارجي، وهذا ما يشغل باله ويشتت تركيزه، فيظهر أداءه مع المنتخب متذبذباً، وربما صادماً للمدربين والمتابعين.وهؤلاء اللاعبون يدركون بأن تحقيق غاية الإنضمام لصفوف المنتخب سيجعل من نبرة صوتهم ومطالبهم وسعرهم عند المفاوضات مع الأندية سواء المحلية أو الخارجية، مختلف تماماً عما لو كانوا يتواجدون خارج قائمة المنتخب.وعندما يتحول المنتخب وفقاً لرؤية بعض اللاعبين ، من غاية إلى وسيلة، فإن التطور بأداء ونتائج المنتخب سيكون بطيئاً، لأن المصلحة الشخصية تكون هاهنا قد طغت على المصلحة العامة.هذه القضية يجب أن تنقاش على العلن، فالتفكير السلبي للاعب يعد من الأسباب الرئيسة والخفية التي أدت إلى تراجع كرة القدم الأردنية، فالمال أصبح شغلهم الشاغل، ما عادوا مهتمين بتطوير قدراتهم وتقديم الأفضل، يريدون كسب المال بأقل الخسائر، والأهم اللعب "بالشوكة والسكين" لتجنب التعرض للإصابة، وبما يضمن احترافهم خارجياً.هؤلاء اللاعبون عليهم أن يعوا بأن اللاعب المحترف عليه أن لا يشتت تفكيره بكيفية حصد المال، بل يجب أن يحصر تفكيره أولاً بتقديم كل ما لديه من امكانات وقدرات، وبعدها ستنهال عليه العروض الإحترافية تلقائياً ومن حيث لا يدري.ذلك كله يدعو المعنيين بتطوير كرة القدم الأردنية، إلى أهمية عقد محاضرات توعوية لهذا الصنف من اللاعبين الذين لا نشكك بانتمائهم وإنما ننتقد طريقة تفكيرهم السلبية، وبحيث يصبح ما يجب أن يقدموه من أداء وحماسة مع منتخب بلادهم، يفوق كثيراً حجم تفكيرهم بالمال، لا العكس . عدد المشاهدات : [ 9179 ]