“هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من فقرة “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!
يستحق كيبلير لافيران بيبي البقاء مع ريال مدريد.. ويستحق أن يلعب أساسياً! لكن النادي استغنى عنه، يستحق بيبي الانتقال إلى أحد الأندية الكبيرة في أوروبا، لكنه انضم إلى بشكتاش! لأن هناك أشياء تحدث في عالم كرة القدم، ولا نستطيع أن نجد لها تفسيراً منطقياً.. أو غير منطقي!
لا يوجد في ريال مدريد مدافع أفضل من بيبي، وهذا مجرد رأي، يمكنك أن تتفق معه أو تختلف، أو تراه رأياً مضحكاً! لكن زين الدين زيدان قرر عدم الاعتماد عليه، ولكل مدرب وجهة نظره ورؤيته الفنية التي قد نتفق معها أو نختلف، لكن رحيل لاعب لا يعني أنه أقل من الآخرين، ومجيء لاعب لا يعني أنه أفضل من غيره، وتاريخ كرة القدم حافل بلاعبين رحلوا لأنهم لم ينالوا ثقة المدربين، ثم أصبحوا أساطير! ولن يثبت بيبي أنه مدافع عظيم بعد رحيله، لأنه مدافع عظيم منذ سنوات!
يعتقد كثير من جماهير كرة القدم أن بيبي لاعب متوحش يكسر عظام المنافسين.. ويأكل لحومهم! يتحدثون عنه وكأنه أحد مصاصي الدماء المرعبين، ويظنون أنه يواجه المهاجمين ليعتدي عليهم، وينتظرون منه ارتكاب جرائم حرب في الملاعب! لأن بيبي تهور واعتدى على المنافسين في بعض اللقطات، ولأن ملامح وجهه توحي بذلك، ولأنه ليس وسيماً.. مثل راموس! لكنه أصبح لاعباً رزيناً يجيد استخلاص الكرات.. دون إسالة الدماء!
لم تتغير النظرة إلى بيبي، حتى عندما أصبح أقل لاعبي الليجا ارتكاباً للأخطاء وحصولاً على البطاقات في أحد المواسم، كان الكثيرون يتجاهلون ذلك.. ويتحدثون عن جرائمه! يرتكب سيرجيو راموس مخالفات كارثية، يتحول إلى مصارع ويعتدي على المنافسين بقسوة، ويحصل على بطاقات صفراء وحمراء.. وسوداء! لكنه وسيم، ويسجل الأهداف الحاسمة في اللحظات الأخيرة! ويحظى بدعم كبير من الإعلام والجماهير، لذلك كلما ارتكب راموس مخالفات عنيفة ضد المنافسين، نجد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يسخرون من بيبي!
ماذا يفعل المدافع البرتغالي ليغير هذا الاعتقاد الشائع؟ هل يجب أن يُقبّل المهاجمين.. أم يستقبلهم بالورود؟!
