الميدان الرياضي : ريال مدريد كان سيئاً لكن زيدان جعله كارثي
التاريخ : 2017-09-23

ريال مدريد كان سيئاً لكن زيدان جعله كارثي

 

 

 تعثر جديد لريال مدريد في الليجا لكن هذه المرة بالهزيمة أمام ريال بيتس بهدف نظيف جاء في الوقت القاتل وتسبب في تراجع الفريق إلى المركز السابع في سلم الترتيب خلف برشلونة المتصدر بفارق 7 نقاط، وما زلنا في الجولة الخامسة فقط من البطولة.

ريال مدريد قدم أداء سيء في معظم أوقات المباراة رغم سيطرته الكبيرة على الكرة التي وصلت إلى 61%، بالإضافة إلى أنه خلق فرص أكبر للتسجيل لكن كريستيانو رونالدو وجاريث بيل فقدا حاستهما التهديفية في مباراة اليوم، وفيما يلي أبرز الملاحظات على ما حدث في اللقاء.

ما يحدث مع ريال مدريد أمام الفرق الصغيرة والمتوسطة هو أنه الفريق يدخل المباراة بثقة كبيرة تصل أحياناً إلى مرحلة الغرور، وبعد ارتكاب بعض الأخطاء الفردية ومعاناة الفريق في هز شباك الخصم فإن هذه الثقة تتحول مباشرة إلى قلق يسيطر على اللاعبين ويفقدهم تركيزهم سواء أمام المرمى أو بالتمرير.

 

شاهدنا كيف بات التسرع السمة الأساسية على أداء ريال مدريد بعد انقضاء أول نصف ساعة من عمر المباراة والفريق عاجزاً عن التسجيل، اللاعبين بدأوا يشعرون بالضغط وباتوا يحاولون إدخال الكرة لمنطقة الجزاء بأي طريقة، والتي في الغالب تكون عرضيات عشوائية على أمل أن يتقمص رونالدو دور سوبر مان ويقفز فوق الجميع ويسجل هدف.

تصريحات زيدان قبل المباراة التي أشار فيها إلى أن اللاعبين باتوا يتمتعون بثقة أكثر من اللازم ما هي إلى دليل كبير على ذلك، بالإضافة إلى لقطتي داني كارفاخال اللتان فشل فيهما بترويض الكرة رغم أن التمريرتين كانتا في غاية السهولة، فهذا يوضح مدى خوف اللاعبين من التعثر في هذه المباراة، ودائماً ما تحدث هذه الأمور في المباريات الصغيرة وعلى سانتياجو برنابيو لأن حجم الضغوطات يكون أكبر والترشيحات بالفوز تكون مرتفعة جداً.

اللامركزية أصبحت عشوائية

دائماً ما كنا نشيد بتحركات مهاجمي ريال مدريد وحتى لاعبي خط الوسط بتبادل المراكز فيما بينهم، فهذا كان يخلق مساحات في دفاعات الخصم ويساعد حامل الكرة على إيجاد خيارات عديدة، لكن ما حدث في مباراة اليوم كان عشوائية أكثر مما هو “لامركزية” بين اللاعبين.

تبادل المراكز يجب أن يكون متفق عليه من قبل المدرب واللاعبين ويتم بجدول زمني معد مسبقاً، أو حسب مجريات اللقاء مع مراعاة تعديل جميع المراكز المتأثرة في هذا التغيير، وعادة ما كان يطبق ريال مدريد هذا الأسلوب بطريقة مثالية.

ما حدث في مواجهة بيتيس أن تحركات جاريث بيل كانت غريب جداً، فأحياناً كنا نجده قريباً جداً من رونالدو، وفي أحيان أخرى كان يقف بينهما عدة لاعبين، مما يوضح أن المسألة لم تكن تبادل مراكز بل عشوائية في التحركات من بيل بالدرجة الاولى ورونالدو بنسبة أقل، وكان يشاركهما إيسكو في هذا الأمر أيضاً، حيث كان يتواجد عادة في المناطق التي لا يوجد فيها لاعبين يمكن التمرير لهم، لذلك استعمل الكرات الطويلة كثيراً في المباراة.

إن كان لريال مدريد بصيص من الأمل فزيدان قضى عليه بالتبديلات

رغم سوء ريال مدريد في الساعة الأولى من المباراة إلا أن المؤشرات كانت تشير إلى اقترابه من التسجيل، حيث كان الفريق يفرض ضغطاً هائلاً على بيتيس ويحاصره في الثلث الأخير من الملعب، لكن ما أن جاء التبديل الأول حتى تغير كل شيء، وبدأ بيتيس يتنفس ويخرج بالكرة ويهدد مرمى ريال مدريد.

زيدان كان بحاجة لأسينسيو في الملعب لسرعته وتوغلاته في العمق والأطراف، لكنه بدلاً من استبدال بيل أو رونالدو أو حتى كاسيميرو، قرر التضحية بإيسكو الذي كان يربط الخطوط.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل قام بإخراج مارسيلو المصاب ودفع ببورخا مايورال، وأقحم لوكاس فاسيكز بدلاً من لوكا مودريتش، وبعد التبديلات الثلاث، شاهدنا أسوأ نسخة من ريال مدريد منذ فترة طويلة، وبات بيتيس هو الفريق الأخطر والأقرب نحو التسجيل.

زيدان أصبح يلعب بثلاثة مهاجمين وجناحين، ولم يتبقى في خط الوسط سوى توني كروس وكاسيميرو المشغول بالواجبات الدفاعية، لذلك لم يكن من المفاجئ أن يكون بيتيس هو من يضغط في الدقائق الأخيرة وليس ريال مدريد، لأن الكرة بدأت تخرج بسهولة بالنسبة للضيوف، والريال لم يعد قادراً على تدويرها كما كان يفعل بتواجد مودريتش وكروس.

كان على زيدان الدفع بأسينسيو بدلاً من جاريث بيل إن لم يرد إخراج رونالدو الأسوأ في المباراة، ثم إقحام فاسكيز بدلاً من مارسيلو والتحول للعب بثلاثة مدافعين، ففي هذه الخطة سيكون مؤمناً دفاعياً وسيحافظ على الكثافة العددية في خط الوسط وزيادتها على الأطراف بتواجد أسينسيو وفاسكيز، ولم يكن هناك داعٍ لإجراء تبديل ثالث إلا إن أراد إقحام لاعب مركز بمركز.

عدد المشاهدات : [ 10322 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .