الميدان الرياضي : لقطة كارثية تطعن التحكيم المصري
التاريخ : 2024-05-10

لقطة كارثية تطعن التحكيم المصري

لا يوجد أي بطولة تخلو من الحديث عن مستوى التحكيم بها، سواء كان هذا الأمر مبنيًا على حقائق أو وقائع واضحة للعيان، أو أنها كانت تبريرًا لبعض الفرق التي تخسر هذه المباراة أو تلك، وهو ما يتكرر من التحكيم المصري في منافسات الدوري الممتاز.

لكن ما حدث هذا الأسبوع في الدوري المصري الممتاز ربما يطرح سؤالًا جادًا حول الأداء التحكيمي، فالأمر هنا لا يتعلق بوجهات النظر ولا يمكنه أن يمر مرور الكرام أو التعامل معه كأخطاء بشرية ممكنة الحدوث حتى لو كانت في زمن الـVAR.

كيف يرسم حكام "الـVAR" المصريون خطوط التسلل؟

سؤال من المخجل طرحه لكنها الحقيقة، فواقعة هذا الأسبوع تثير التساؤلات بشدة حول ما إذا كان بعض الحكام المصريون في البطولة المحلية لا يدركون طريقة رسم خطوط التسلل أو أن هناك حلقة ما مفقودة في هذا الأمر.

في هذه اللقطة، لا يتعلق الحديث بمباراة خاصة بالأهلي أو الزمالك، بل يرتبط بمباراة المصري وطلائع الجيش التي انتهت بفوز الأول بهدفين نظيفين، وربما كان فوز المصري سببًا رئيسيًا كي لا تحظى اللقطة بالتغطية الكافية، أو ربما هي الشعبية الجارفة لقطبي الكرة المصرية والذين لا يهتم أغلبهم لما يحدث خارج مبارياتهم.

الواقعة حدثت في نهايات الشوط الأول من المباراة عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، ليُرسل دفاع المصري كرة طويلة ساقطة خلف دفاعات طلائع الجيش، وصلت ميدو جابر الذي تمكن من تسجيل الهدف ليتم إلغاؤه بداعي وجود تسلل على مُسجِّل هدف النادي البورسعيدي.

 
اللقطة تم عرضها من زاوية بعيدة ولا تحدد فعلًا صحة هذا التسلل الضيق أم لا من دون الاحتياج للخطوط المرسومة من الـVAR، وكما هي العادة مع مخرجي الدوري المصري تم عرض صورة الـVAR بشكل خاطف لتنطلق التساؤلات المشروعة تمامًا.

فالصورة كانت توضح بشكل كبير أن هناك خطأ لا يمكن تجاهله في طريقة رسم خط التسلل من مدافعي الجيش، إذا لا يمثل الخط الأزرق النقطة الأخيرة أبدًا التي يمكن رسم خط التسلل فيها من آخر ثاني مدافع!

هذه الواقعة لا يمكن تناولها بمعزل عن عدة وقائع سابقة في التحكيم المصري آخرها لقطة أكثر شهرة وأقل فجاجة كانت في الأسبوع ذاته  عندما رصد "الـVAR" حالة تسلل على أحمد سيد زيزو أثناء تسجيل الزمالك لهدف تعادل مُلغى في شباك سموحة.

وبينما كان زيزو يبدو متسللًا بنسبة 99%، أما نسبة 1% فتعود بالنظر إلى عدم معرفة أحد حقًا أين تنتهي قدم مدافع سموحة المختفية خلف جسد زيزو، فكانت المشكلة الحقيقية أن خط التسلل المرسوم من مدافع سموحة خاطئ بنسبة 100% إذ لم يراعِ الساق الممدودة لمدافع سموحة والتي تتجاوز بكل تأكيد خط المدافعين الأزرق، لكن اللقطة ربما مرت بسبب الترجيح شبه المؤكد لتسلل زيزو.

فكرة ألا يكون حكم الـVAR قادرًا على رسم خط التسلل بشكل سليم في الدوري المصري فتحت مجالًا كبيرًا لشكوك الجماهير حول عدة لقطات كما حدث في الأسبوع الماضي خلال مباراتي الأهلي مع الجونة والزمالك مع البنك الأهلي بعدما ارتأى جمهور الزمالك أن هناك تفرقة في لقطتين متشابهتين وتحديدًا في صورة الـVAR على ما إذا كان حسين الشحات غير متسلل حقًا في هدف الأهلي الأول، أو إن كان أحمد سيد زيزو متسللًا فعلًا في لقطة هدف الزمالك الثاني المُلغى، ولو أنه يمكن بطبيعة الحال أن يكون الشحات غير متسلل فعلا وزيزو متسللًا فلا ترابط بين الحالتين، لكن عدم كفاءة رسم الخطوط في لقطات أخرى يزيد من الشكوك تجاه الكفاءة التحكيمية في أي حالة ضيقة وقريبة.

مشكلة الخطوط ليست خطأ عابر في الدوري المصري بل هناك عدة وقائع أخرى تثير التساؤل حول التحكيم المصري ، فهناك واقعة شهيرة في نفس الموسم الحالي ولكن مع خطوط الملعب هذه المرة، وذلك عندما تجاهل الحكم الدولي أمين عمر احتساب ركلة جزاء لصالح الزمالك أمام المقاولين العرب لأنه حسبما رصدت ميكروفونات البث التليفزيوني، لم يكن مقتنعًا باحتساب ركلة جزاء للفريق الأبيض لأن ربع الكرة فقط هو الذي كان على الخط بينما ثلاثة أرباعها خارجه.

 

حديث عمر كان رغم أن القانون ينص بوضوح على أن الخط جزء من منطقة الجزاء وأن ربع الكرة على الخط هو أمر كافٍ لاعتبارها على الخط سواء في لقطة كهذه أو حتى في لقطات احتساب الأهداف من عدمها بتجاوز خط المرمى، بينما كان مثيرًا أن يشير عمر في تصريحات تالية أنه لم يحتسب اللقطة لتقديره أن لمسة اليد لا ترقى للاحتساب في تناقض واضح ما قاله أثناء المباراة ذاتها وطلبه لمشاهدة ما إذا كانت الكرة على خط منطقة الجزاء أمام خارجه.

الأمر ليس وليد يومٍ وليلة، فقبل موسمين وتحديدًا موسم 2021-2022، كانت هناك لقطة شهيرة أثناء لقاء الأهلي وفاركو في الجولة 28، والتي انتهت بالتعادل السلبي، سجل فيها بيرسي تاو هدفًا ألغاه الـVAR بداعي التسلل على الجناح الدولي الجنوب أفريقي ظهر معه أن حكم الـVAR محمود البنا لم يقم برسم خط التسلل بشكل دقيق؛ إذ قام برسمه من الكتف بالضبط لمدافع فاركو بينما كان يجدر به ترحيل الخط للجزء الشرعي من الذراع الممكن تسجيل به هدف كما فعل مع رسم الخط من نفس الجزء لبيرسي تاو للحكم بشكل قاطع عما إذا كان ينبغي احتساب التسلل فعلًا أم لا.

في الموسم ذاته كان الزمالك يعاني من نفس المشكلة خلال الدور الأول بعدما أُلغي هدفٌ لصالح يوسف أوباما حرم مهاجم الزمالك من افتتاح التسجيل لفريقه الذي خسر اللقاء بعد ذلك بهدفين نظيفين على ملعب برج العرب.

وقتها تم رسم خط التسلل من مدافع سموحة بشكل غامض لم يُفهم منه الجزء الذي تم تنفيذ نقطة التسلل منه، لكن الغريب أنه مع هذا الخط المرسوم بشكل خاطئ على الأرجح، كان خط أوباما الأحمر متأخرًا عن الخط الأزرق ما يعني عدم تسلله، لكن الفار احتسب الكرة تسللًا في النهاية.

الحديث في هذا التقرير ليس عن وجهات نظر بأي حال من الأحوال، بل عن حقائق وطرق واضحة لرسم خطوط التسلل يبدو أن حكام الفار المصريين قد جانبهم الصواب تمامًا في رسمها، أو أن مخرجي المباريات يعرضون صورًا خاطئة من غرفة الـVAR لا تمثل الصورة النهائية التي تخرج منها. وما بين هذا وذاك تاهت الحقيقة وسط عدم توضيح بشكل قاطع عما إذا كانت تلك اللقطات قد تمت مراجعتها بعد ذلك من قبل لجنة الحكام أم أن بعضها مر مرور الكرام.

تقنية الفار تثير الجدل في الدوري المصري (winwin)

عدد المشاهدات : [ 3255 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .