التاريخ : 2017-10-01
"تكلكوش"..!
فوزي حسونة
"تكلكوش"، هي كلمة السر لنجاح رئيس نادي الوحدات يوسف الصقور، والتي سرعان ما تحولت إلى شعار لامع وساطع، يحمل من الوعود والمفاجآت السارة المتواصلة ما يحمل.
و"تكلكوش" هي كلمة أطلقها الصقور بلهجته العفوية البسيطة، بعد مضي أيام من فوزه برئاسة نادي الوحدات، لتصبح هذه الكلمة الأكثر تداولاً بين جماهير" المارد الأخضر" التي وجدت في مضمون معناها دعوة صادقة للتفاؤل بما هو قادم، ونسيان ما مضى.
و"تكلكوش" ليست كلمة عابرة ، بل تحمل في مضمونها معنى واضحاً " لا داعي للقلق بعد اليوم .. لا تفكروا بالماضي، فالقادم أفضل".
ولم يقصد الصقور من إطلاق كلمة "تكلكوش"، جبر الخواطر أو مداعبة لعواطف جماهير الوحدات المتشوقة لعودة فريقها إلى مكانته المعهودة... بل قصد بأن يطمئنهم فعلاً بأن دواء العلاج من القلق متوفر"بصيدلية" حكمته وفكره.
كما لم تكن كلمة "تكلكوش" مجرد "إبرة تخدير" لأوجاع وصداع وضياع عاشه الفريق في موسم مضى، وإنما هي كلمة نابعة من قلب رجل عاش القلق بنفسه الموسم الماضي، ويسعى لإزالة كل أعراض القلق من قلبه أولاً ومن ثم قلوب جماهيره ناديه العريضة، وذلك من خلال التسلح بالأمل والعمل.
ولم يمض على ترأس الصقور لنادي الوحدات سوى شهور قليلة، لكنه بوقت قليل أنجز الكثير، وحل العديد من القضايا العالقة التي كانت تشكل أرقاً وقلقاً لكل محبي "المارد الأخضر"، ليسكن الرجل سريعاً في أعماق قلوب محبي النادي، بتواضعه وعمله وصدقه وأخلاقه.
والصقور الذي تحول من مشجع عاشق لفريق الوحدات إلى رئيس له، استطاع بالكد والجد، أن يعيد لمنظومة فريق كرة القدم بريقها المفقود، ويفرش طريقاً كان مليئاً بالبارود ، بالورود.
ونجح الصقور بفضل علاقاته الشخصية وخبرته الإدارية الطويلة، في تجاوز المديونية التي كادت تعصف بطموحات نادي الوحدات، وذلك عندما قام بتوقيع اتفاقية رعاية لفريق كرة القدم مع شركة أمنية لخمسة مواسم، وهي اتفاقية تكفي وحدها لإعادة الكثير من الدفء لصندوق النادي المرتعش، كما وقع العديد من الإتفاقيات الفرعية.
والصقور تعاقد مع جهاز فني من أبناء النادي ممثلاًُ بالكابتن جمال محمود ومنحه كافة الصلاحيات للتعاقد مع من يرغب من اللاعبين حتى يكون مسؤولاً مباشراً عن كل ما يخص عمله ، فهو يؤمن بمقولة "اعطِ الخبر لخبازه".
وفي عهد الصقور الملقب بـ "المختار" نظراً لحكمته، تم فتح باب العضوية أمام الراغبين، حيث وجد بذلك مدخلاً مالياً مهماً لنادي الوحدات من شأنه أن يعزز من مداخيله المالية، ويحقق المزيد من التطلعات التي تراود أبنائه.
ولأن الصقور، يعمل بقلب رجل عاشق، ولأنه كان أحد أبرز جماهير فريق الوحدات من على المدرجات، كان طبيعياً أن يأتي عطاءه متدفقاً، لينال بذلك النجاح بدرجة امتياز.
وفتح الصقور وأعضاء مجلس الإدارة قلوبهم لكافة الأندية الأردنية بهدف تعزيز أواصر التعاون وبما يصب في خدمة كرة القدم الأردنية، واجتهدوا في البحث عن العلاج ودعوا للتشارك لإيجاد حلول عاجلة لظاهرة شغب الملاعب والهتافات المسيئة من خلال اقامة النداوات الهادفة والإجتماع المتواصل مع رابطة الجماهير، ليكسب بذلك الرجل وإدارته احترام وتقدير الجميع.
وأصبح الوضع المالي لنادي الوحدات بقيادة الصقور مطمئناً، وبات فريق كرة القدم وبما ينعم به من استقرار وبما يضمه من نجوم ومحترفين مرعباً، فاستهل الموسم بالتتويج بلقب درع الإتحاد، ليستعيد سريعاً ثوب البطل المنافس على الألقاب المحلية.
والصقور عندما اكتفى بطمأنة جماهير نادي الوحدات بكلمة واحدة فقط هي "تكلكوش"، فالكلمة تبدو بمعناها "معوّمة" وغير محصورة بتحقيق هدف بأم عينه، حيث أن الرجل يسعى لتحقيق العديد من الأهداف التي كانت تراوده عندما كان مشجعاً للفريق من على المدرجات.
وأخيراً، بقي القول، بأن الرجل تفوق على نفسه عندما أنجز بعقليته الإدارية المحترفة الكثير من المهمات الصعبة، بل ونجح بحنكته واجتهاده، في القضاء على كافة أعراض القلق ... أو "الكلك" بحسب لهجته العفوية البسيطة .. لينهض الوحدات مستعيداً قمة عافيته.
عدد المشاهدات : [ 12810 ]