التاريخ : 2017-08-05
خطيئة الأهلي في البطولة العربية
الطريقة التي تعامل بها الأهلي مع البطولة العربية للأندية، المقامة في مصر، كان لا بد أن ينتج عنها الإقصاء بشكل مهين، كما حدث.
التخبط سيطر على الأهلي بشكل واضح، حيث لم يحدد هدفه من البداية، هل أراد المنافسة على اللقب ليضمه إلى خزائنه على اعتبار أن البطولة غائبة عنه منذ زمن بعيد؟ أم أنه تعامل معها على أنها بطولة ودية، أشبه بالحصص التدريبية، لاختبار قدرات الصفقات الجديدة والبدلاء؟
مدير فني يحصل على إجازة، ويترك قيادة الفريق لمساعده، مع إراحة 5 أو 6 عناصر يمثلون القوام الرئيس للفريق، إذن فالنية هنا واضحة، الأهلي اعتقد أن بإمكانه تقديم بطولة جيدة أمام منافسين لا يمكلون نفس تاريخه، بأقل مجهود.
لكن مع تعرض الفريق لهزيمة تاريخية ومفاجئة في المباراة الأولى على يد الفيصلي الأردني، سيطر الغضب على الجماهير، ما أجبر النادي على تغيير الخطط ليصبح اللقب أولوية بالنسبة له، فأرغم المدرب على قطع إجازته، وأعاد عددا من الأساسيين، لكنه وجد المهمة أكثر صعوبة مما تخيل لأنه ببساطة لم يستعد لها بالشكل الأمثل.
ويمكن القول إن الأهلي حاول إرضاء جميع الأطراف، ففشل في النهاية، أراد مجاملة اتحاد الكرة والاتحاد العربي للعبة بالمشاركة لمنح البطولة ثقلا فنيا وإعلاميا، وفي نفس الوقت وجدها فرصة جيدة لإشراك البدلاء، لإحباط ثورة غضبهم قبل مباريات الحسم في دوري أبطال إفريقيا والموسم المحلي الجديد، وبعد الهزيمة زعم أنه قادر على ترتيب الأوراق سريعا والحفاظ على هيبته أمام الجماهير بالتتويج باللقب.
أتصور أن الجهاز الفني للأهلي حاول صنع "خليط" من الصفقات الجديدة، والبدلاء، وبعض الأساسيين، فظهر الفريق بلا هوية، خصوصا في ظل عدم الانسجام الواضح بين المجموعات الثلاث، حتى البدلاء لم يحسنوا استغلال الفرصة الثمينة، وحاول كل منهم اللعب لنفسه وبشكل فردي لإثبات جدارته، فتحول الحماس إلى رعونة.
أرى أن على حسام البدري التفكير في كيفية إعداد فريقه من الآن لموجهة منافس بحجم الترجي التونسي في دوري الأبطال، بدلا من الإدلاء بتصريحات مثيرة للسخرية حول الظلم التحكيمي الذي تعرض له، ما كان سببا في الإقصاء!
فالأهلي خسر مرتين في البطولة أمام فريق لا يملك تاريخا مقارنة بنادي القرن في إفريقيا، علما بأن الفريق الأحمر لعب المباراة الثانية بمعظم نجومه.
الخلاصة: الأهلي قابل هدايا اللجنة المنظمة للبطولة بأداء هزيل، يشوبه الغرور، لا يستحق عليه حتى التأهل للدور نصف النهائي.
عدد المشاهدات : [ 10883 ]