والخطأ هو ما يقوم به الشخص عن دون قصد..والخطيئة هو تعمد ارتكاب الفعل دون الشعور بالذنب..بعد هذه المعلومة اللغوية، حق لنا أن نوجه سؤالنا إلى القائمين على الاتحاد الأردني لكرة القدم..لماذا لم تبلغوا الاتحاد العربي لكرة القدم بعقوبة الحكم أدهم مخادمة، وتمنحوا له الفرصة للاتقاط أنفاسه، بعد قراركم بإيقافه لمدة شهر، عقب أخطاء ارتكبها في إحدى مباريات الدوري الأردني؟

قرار إيقاف الحكم، تم تبريره بأنه مجرد استراحة لإبعاده عن أجواء التوتر التي أحاطت بقراراته في مباراة مهمة بين الجزيرة متصدر الدوري ووصيفه وملاحقه على الصدارة شباب الأردن، وكان منها خطأ مؤثر أقرت به لجنة الحكام بعدم احتساب ركلة جزاء في قت حساس للجزيرة، وليحرمه من الابتعاد عن وصيفه بعد انتهاء المباراة للتعادل.

لا أدري كيف تتحول عقوبة أو راحة إجبارية، إلى مكافأة بين يوم وليلة، ويفاجأ الأردنيون بأن الحكم الذي عوقب قبل يومين، يدير مباراة مهمة ومصيرية في كأس زايد للأبطال، وما هي الجدوى من العقوبة أو فترة الاستراحة، طالما أن الحكم أخذ مكانه في الميدان، والحبر الذي وُقّع به القرار لم يجف على الورق بعد؟

لقد أقر رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العربي لكرة القدم، بأن الاتحاد لم يتلق أي شيء يفيد بعقوبة الحكم، وأكد أن الحكم الذي تتخذ بحقه عقوبة يكون أقل تركيزا، ويتأثر بمحيطها، مهما كان مستواه وقدراته، وحمّل الاتحاد الأردني مسؤولية عدم إبلاغ الاتحاد العربي، الذي كان بإمكانه تغيير الحكم بشكل سريع، ودرء الشبهات عن قراراته.

 
قبل مونديال روسيا، كان الاتحاد السعودي لكرة القدم، يتخذ قرارا جريئا، بإيقاف أحد حكامه بسبب شبه الرشوة، وهو القرار الذي تسبب في غياب الحكم السعودي عن أكبر بطولة على وجه الأرض وأكثرها أهمية، بعد إبعاد كامل الطاقم السعودي عن مونديال روسيا، وهنا أتساءل: هل غياب حكم موقوف عن إدارة مباراة في أبطال العرب، أثمن وأهم من الغياب عن مونديال بأكمله؟

وقع الحكم الأردني في المحظور، ووجهت له سهام النقد على خطأ قد يفسر لضعف التركيز بسبب الأجواء التي أحيطت به قبل سفره، وحساسية المباراة المصيرية للفريقين في بطولة غالية على قلوب الجميع..ولام البعض محليا اتحاد الكرة على إعلان العقوبة قبل المباراة، وضرورة تأجيلها لما بعد المباراة، وهو أيضا يقع في خانة الخطأ الأكثر شناعة، فمن أخطأ عليه أن يتلقى العقوبة، والحكم هو من أركان اللعبة شأنه شأن اللاعب والمدرب والإداري وحتى الجمهور الذين تفرض عليهم عقوبات ويحرمون من الدخول للملاعب في بعض الأحيان.

باعتقادي أن هناك إجراء سيتم اتخاذه تجاه من ارتكب هذا لخطأ الشنيع، والذي ارتد سلبا على سمعة الحكم الأردني..والكرة الأردنية بشكل عام.