لم يكن الأداء الذي قدمه الوحدات أمام السلط طبيعياً، حيث لم يقدم ما يؤهله للفوز، فكانت الخسارة في النهاية بانتظاره بهدف دون رد في مستهل مشواره ببطولة دوري المحترفين لكرة القدم.

ولم يحرك الجهاز الفني للوحدات ساكناً، والفريق يقف أمام السلط بلا حول ولا قوة، حالة من التوهان سيطرت على اللاعبين، جعلت المتابعين لا يعرفون المراكز التي يشغلها اللاعبون أثناء المباراة.

الحديث عن الخسارة ما زال الشغل الشاغل لجماهير الوحدات، التي لم تشاهد فريقها بهذا الأداء المأساوي منذ فترة طويلة، لتوجه سهام النقد للجهاز الفني واللاعبين ومجلس الإدارة على حد سواء.

خسارة قاسية بدأ بها الوحدات بطولة الدوري أمام فريق صعد للتو ليشارك لأول مرة في البطولة، وهي الخسارة التي وصفها البعض بالضارة النافعة التي قد تفتح عيون الجهاز الفني على الأخطاء، فيما ذهب آخرون إلى أن معاناة الوحدات لم تكن في هذه المباراة، وإنما ظهرت أيضاً في كأس السوبر رغم الظفر بلقبها.

تلك الخسارة وضعت فريق الوحدات أمام مفترق طرق في مباراته المقبلة عندما يحل ضيفاً على الحسين إربد يوم الجمعة المقبل في ثاني جولات بطولة الدوري.

تكشير عن الأنياب

ومباراة الحسين إربد، قد تكون فرصة مهمة أمام لاعبي الوحدات لتغيير الصورة القاتمة التي ظهروا عليها، وذلك من خلال تقديم كل ما بجعبتهم، ولاسيما أن السواد الأعظم منهم مثلوا ويمثلون المنتخبات الوطنية، وبالتالي لن يسمحوا بتراجع أسهم نجوميتهم.

ويدرك لاعبو الوحدات الذين نجحوا في الموسم الماضي بالتتويج مع فريقهم بلقبي الدوري ودرع الاتحاد، أن المهمة التي تنتظرهم أمام الحسين إربد لن تكون سهلة، ليس لأنها خارج الأرض، فالوحدات فريق كبير معتاد على اللعب في أي مكان، بل لأن الخصم هو الآخر يعيش نفس ظروفه ويتطلع لتحقيق نتيجة إيجابية.
 

لاعبو الوحدات وقياساً لنجوميتهم، يمتلكون القدرة على التكشير عن أنيابهم، واسترداد ثقة جماهيرهم باستعادة نغمة الفوز، لكن ذلك مرتبط بمدى غيرتهم على فريقهم وحرصهم على المحافظة على نجوميتهم.

جهاز وضغط



يعتبر جمال محمود، المدير الفني للوحدات من المدربين المجتهدين والذين يحظون بالشعبية الجماهيرية والدعم الكبير من أعضاء مجلس الإدارة، وقد نجح الموسم الماضي في إعادة الفريق لمنصات التتويج.

ويدرك الجهاز التدريبي للوحدات أنه سيكون تحت الضغط الكبير في المباراة المقبلة، لأن خسارة جديدة تعني ارتفاع الأصوات المطالبة برحيله.

كما أن الجهاز التدريبي يعرف تماماً أن تحقيق الفوز على الحسين إربد بدون أداء مقنع، قد لا يرضي الجماهير وقد يدفعهم بالاستمرار في المطالبة بالتغيير، ولاسيما أنها تتمسك هذا الموسم بطموح الفوز بلقب آسيوي.

إخراج اللاعبين من الحالة النفسية الصعبة بعد الخسارة أمام السلط، وترتيب الأوراق بطريقة مدروسة، وتوظيف اللاعبين بالشكل الأمثل، والدراسة المتأنية لنقاط القوة والضعف بالخصم، ووضع الخطة السليمة التي تضمن فاعلية الفريق، والمساندة الجماهيرية، قد تكون متطلبات رئيسة لعودة "المارد الأخضر" لمساره الصحيح.