إذا كان وصول ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي يعد مفاجئا، فإن تتويجه بالألقاب بدأ من الموسم الحالي، سيكون أمرا طبيعيا.

بالأمس، كانت الأنظار تتركز على النجم المصري محمد صلاح، الذي أوجد حالة غريبة في ليفربول ناديا وأرضا وشعبا، وبات سلطانا للقلوب، وساحرا للعقول، وقاد الريدز إلى مستويات أعادت له بريقه الضائع، وعراقته الغائبة.

واليوم، بعد صلاح، تذوقت إدارة النادي ومعها المدرب المميز يورجن كلوب، طعم النجاح الذي جلبته النجومية، وسعوا جميعا للمحافظة عليه من خلال تعزيز مكتسبات الموسم المنصرم، ورفع سقف التوقعات ومعها الأمنيات، للتويج بلقب البريمييرليج الغائب عن خزائن النادي بعمر جيل كامل.

أدرك جميع من تابع ليفربول في الموسم المنصرم، أن مشكلته تتركز في مركز حراسة المرمى الذي أذاق الفريق الويل في نهائي دوري الإبطال، ومعه خط الدفاع المتهالك، الذي اعتاد ارتكاب الأخطاء الفادحة، والتسبب بتألق لاعبي الخصم في تسجيل الأهداف السهلة، وهو ما أضاع جهود ثلاثي الهجوم المرعب - صلاح وفيرمينو وماني بعدم حصد أي لقب، رغم الفوز على معظم الكبار.
 

عمليات الترميم بدأت في الموسم الماضي بالتعاقد مع فان دايك وتحويله إلى أغلى مدافع في التاريخ، واستمرت في الموسم الحالي لكن مبكرا، بالتعاقد مع الظهير الأيمن البرازيلي فابينيو، ثم نجم الوسط الغيني نابي كيتا، وبعده إغلاق الاتفاق مع المهاجم السويسري شاكيري، قبل أن يتم الإعلان عن أضخم صفقة في تاريخ حراس المرمى بالتعاقد مع اليسون باكير حارس مرمى منتخب السامبا وروما الإيطالي.

إذا كان عشاق الريدز يغنون للفريق بكل فرح (لن تسير لوحدك) وهو يخرج من البطولات واحدة تلو الأخرى، فالآن بإمكان حناجرهم أن تعلوا بالنشيد وأن تطوره، مع الآمال بطي صفحة سنوات عجاف جعلت الفريق يغيب عن منصات التتويج لحقبة امتدت لأكثر من 13 عاما، حيث كان آخرها رفع الكأس ذو الأذنيين وكأس السوبر الأوروبي في عام 2005، مع استمرار غياب لقب البريمييرليج لأكثر من من 28 عاما، هو عمر جيل كامل، لم يكحل عينيه برؤية الكأس بين يدي عشاق الكيان الأحمر.

ننتظر الكثير من ليفربول في الموسم الحالي، ونتمنى المزيد من التألق لنجمنا العربي محمد صلاح، الذي لن يسير وحيدا، بوجود عدد كبير من النجوم الذين سيدعمون جهوده، ويحققون أحلامه وأحلام جمهور ليفربول المتزايد باستمرار.