صالح الراشد

اصابتني الصدمة وانا اشاهد انتخابات نادي الزمالك المصري حين بلغ عدد الاعضاء'73' الف عضو, تخيلو الرقم يرعاكم الله'73' الف , هذا الرقم يفوق بأضعاف جميع المنتسبين لعضوية الاندية الاردنية من كبيرها الى صغيرها, هذا الرقم يعني ان هناك حياة منفتحه على الاندية التي تقدم خدمات غير متابعة فريق كرة القدم, هذه الاندية تقدم حياة اجتماعية متكاملة للعضو في المقابل, وهنا نتساءل , ماذا تقدم أنديتنا لأعضائها غير القدوم يوم الانتخابات لانتخاب ما يملى عليهم فقط.

ومع صدمتي في الزمالك الا أنني ضحكت كثيرا من هزل الحياة النادوية في الاردنية واغلاقها على عدد من الاشخاص حتى يبقون في سدة حكم الاندية , ففي نادي الوحدات '4019' عضو والحديث هنا فقط عن بعض اندية المحترفين بكرة القدم, ثم يأتي الفيصلي وعدد أعضاء الهيئة العامة '311' فالرمثا '266' ثم شباب الاردن'224' فالجزيرة '133', وتكتمل مصائب الاندية الاردنية حيت تجري الانتخابات بحضور'57' عضو لأحد الأندية وهو الربع زائد واحد في جولة الاعادة, ثم نقارن أنفسنا بالاندية العربية الضخمة صاحبة التاريخ وكل رئيس يعتبر نفسه الحاكم بأمره في ناديه.

الاندية ليست مكان لممارسة كرة القدم فقط , وليس مكانا للجلوس بين أربع جدران, بل هي مدن رياضية متكاملة تملك ملاعب ومسابح وقاعات ومطاعم, وهذا هو المعنى الحرفي للنادي ويجتمع فيها الاشخاص من جمع فئات المجتمع للحديث بما يشائون من مواضيع.

فحوالي '35%' من أعضاء الهيئة العامة في الزمالك من النساء, أما في أنديتنا التي ذكرتها فعدد السيدات في الهيئات العامة لا يصل الى '15' سيدة, وهذا يعني ان الاندية الاردنية تقوم بتغييب نصف المجتمع وسط حماية حماية وزارة الشباب التي لا تحرك ساكنا في تعديل نظام الاندية الذي عفى عليه الزمن, واصبح بحاجة الى تغير جذري حتى تصبح الاندية مفتوحة للجميع.

وربما يقول البعض لي' قف عن الهذيان' فعدد سكان مصر '100' مليون وعدد سكان الاردن '10' مليون وهنا يكمن الفرق, وحتى لا أفتح باب 'وجعة الراس' فهذا يعني ان الاندية الكبيرة يجب ان يكون عدد أعضاء الهيئة العامة فيها '7300' عضوا كنسبة وتناسب, فمن يملك هذا العدد.

المصيبة الاخرى والاكبر ان مجالس ادارة الاندية في الاردن لا تستطيع ان تجمع النصف زائد واحد لاجراء الانتخابات وتقوم بتأجيلها, على الرغم ان الرقم المطلوب في غالبيتها لا يصل الى '150' عضوا, فيما الوحدات يبحث عن استثناء لتقام الانتخابات بمن حضر, فيما الزمالك يجري انتخاباته من أول مرة, وهذا يعني ان الهيئات العامة في الاردن لا تثق بمجالس اداراتها.

ان المعني في تراجع قيمة وأهمية العمل الشبابي هي وزارة الشباب المالك الحقيقي لجميع الاندية الاردنية, وأعني المالك الحقيقي 'حرفيا' وليس مجازا, وهذا موضوع مثير جدا في رياضتنا وأنديتنا سأكتب فيه لاحقا.