الميدان الرياضي : شقم .. وزير سبق عصره
التاريخ : 2017-09-14

شقم .. وزير سبق عصره

صالح الراشد

لم يكتب في سجلات الوزراء الاردنيين بأن هناك وزير سبق عصره بفكره الناضج ونظرته المستقبلية وقدرته على معرفة الافضل لقادم الايام كما فعل وزير الشباب والرياضة الاسبق سعيد شقم الذي وضع ثلاث نظريات من خلال مواقف تاريخية لا تنسى, لكن المصيبة ان مواقفة لم يتم الاستفادة منها حتى بعد ان حلت المصائب برياضتنا كون القائمون الاخرون على الرياضة لم يكن يهتمون بقراءة المستقبل بقدر اهتمامهم بمناصبهم التي كانت عبئا على الرياضة .


شقم تولى وزارة الشباب في أحلك ظروف الرياضة الاردنية وقبل موعد انطلاق دورة الحسين العربية التي صنفت على أنها الأنجح في تاريخ الدورات العربية بسبب الجهد الكبير الذي قامت به وزارة الشباب.


شقم اطلاق ثلاث مبادرات عملية علمية ثبت في نهاية الامر بانها كانت الأصوب في تاريخ الرياضة الاردنية, وفي مقدمتها أنه أراد دمج الاندية وهي الفكرة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها, كون كل رئيس يريد ان يتسمر على كرسية الى الأبد, ورفض الوزراء الذين خلفوه تطبيق رؤيته, لتأتي دولة الامارات وبعد '17' عاما بالتمام والكمال وتطبق النطرية التي أطلقها شقم وقامت بدمج الاندية الرياضية من أجل توفير المال ورفع المستوى الفني للمنافسات.


الأمر الاخر انه طالب بفتح باب العضوية في الاندية, وأن لا يتم تحديد سقف للعضوية , وهذا المطلب أيضا وجد معارضة شديدة من عديد الاندية ليظل حكم الاندية مرهونا بيد مجموعة أثبت التاريخ انه يجب ان تتغير ويحل مكانها جيل جديد.


الامر الاخير بانه رفض ان يكون اتحاد الاعلام تحت مظلة وزارة الشباب ووقتها قال كلمته الشهيرة ' من يحزن على اتحاد الاعلام فليأخذه', وتصدت اللجنة الاولمبية لهذا الامر وضمت اتحاد الاعلام لها واصبح تحت مظلتها , ومن يومها لغاية الان واللجنة تندم على اليوم الذي اتخذت فيه هذا القرار, حيث ثبت فعليا فشل الاتحاد من يومها ولغاية الان, بل ان الاتحاد أصبح عبئا على اللجنة الاولمبية ولم يشكل اي اضافة لعمل اللجنة أو للرياضة الاردنية كونه أصبح مملوكا لعدد من رؤساء الاقسام الذين لا يعملون لخدمة الهيئة العامة وكل منهم يريد الخروج باكبر قدر من الغنائم .


وما يحصل في الاعلام الرياضي حاليا من تجاذب للسلطة دون اي اهتمام بالهيئة العامة التي اصبحت تحتل اخر هموم اللجنة المؤقته التي تريد أن يطلق عليها اسم اتحاد مجازا هو أمر مزري, فيما الوضع في الاندية سيء فالسلطة في ايد بعض الاشخاص كما حال الاعلام الرياضي الرافض لوجود عناصر جديدة ويتمسك بالعسكر القديم الذين أورثوه المصائب والمصاعب, فيما الأندية تعاني الأمرين من ارتفاع حجم الانفاق المالي .


الأندية والاعلام نادمون كل الندم لعدم الاستماع الى كلمات شقم الذهبية التي كان الهدف منها الارتقاء بالرياضة بدل من تدميرها, وخلق اعلام متميز بدل من اعلام مسلوب الارادة يسعى العاملون فيه لكسب ود مدير الدائرة على حساب رأيهم وفكرهم, فتاه الاعلام وضاع وسط لعبة المصالح الخاصة التي طغت في السنوات الاخيرة, فيما تمترس بعض رؤساء الاندية في مواقعهم على الرغم من تراجع مستوى أنديتهم.


عذرا شقم فقد ولدت وتوليت الوزارة في وقت غير ملائم , فقد ولدت في التاريخ الرديء للاعلام والرياضة وسبقت أفكارك الجميع وكنت صاحب الفكر الناضج وصاحب النظرة المستقبلية, ان ما نعانية الان من وجود بعض المتسلقين يعود لأننا لم نطبق نظرياتك في الفهم المستقبلي للرياضة والاعلام, عذرا شقم فلم نمنحك حقك فضعنا في دروب الضياع.

عدد المشاهدات : [ 11574 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .