وتعادل المنتخب الأردني أمس الثلاثاء مع مضيفه الفيتنامي بدون أهداف، في الجولة الثانية من تصفيات كأس آسيا ليحافظ على صدارة المجموعة لكن برصيد 4 نقاط، وهو الذي كان يطمح لحسم تأهله بسجل ناصع من الانتصارات.

وخاض المنتخب الأردني على امتداد الأسبوعين الماضيين، ثلاث مواجهات، منها وديتين، وواحدة رسمية، حيث لم يستطع الفوز أو تسجيل أي هدف فيها، لتكشف هذه المواجهات حقيقة ما يعانيه بقيادة مديره الفني عبدالله المسفر.

ويتحمل الاتحاد الأردني لكرة القدم جزءًا مما يعيشه المنتخب من تخبط وتراجع، ذلك لأن اختيارته للمدربين منذ رحيل العراقي عدنان حمد لم تكن بحجم المأمول، بداية من ويلكينز وحتى هاري ريدناب.

وخرج المنتخب الأردني بتعادل سلبي أمام مضيفه الفيتنامي، ليتعرض لموجة انتقادات ليس لأن النتيجة لم تكن مرضية فحسب، بل لأن الأداء جاء صادماً وخلا من الجمل التكتيكية، حيث ظهرت العشوائية في بناء الهجمات والاعتماد على المهارات الفردية للاعبيه.

الغريب، أن التصفيات الآسيوية تعتبر الأسهل في تاريخ مشاركات الأردن في هذا المشوار، على اعتبار أنه افتقد حظوظه بالتأهل عبر التصفيات الآسيوية والمونديالية المزدوجة، لينتقل ليلعب بالدور الثالث الذي يضم منتخبات يعتبر الأردن المنتخب الأقوى من بينها، حيث يتواجد في مجموعته منتخبات فيتنام وكمبوديا وأفغانستان.

التراجع الذي أصاب المنتخب الأردني لا يمكن حصره بعامل واحد، بل يرتبط بمجموعة عوامل في مقدمتها، أن الجهاز الفني بقيادة عبدالله المسفر ربما لا يمتلك الخبرة التدريبية والفنية الكافية لقيادة المنتخب، حيث تحتاج هذه المرحلة لمدير فني خبير.

وظهر واضحًا بأن الجهاز الفني لم يستقر على تشكيلة رئيسية للمنتخب منذ تسلمه دفة القيادة، ما جعل عامل الانسجام مفقود بين اللاعبين داخل أرض الملعب، ما أثر على الأداء العام للمنتخب ولا سيما فيما يخص القدرات الهجومية.

كما أن الجهاز الفني يتمسك بلاعبين ويصر على تواجدهم بصفوف المنتخب حتى لو شهدت مستوياتهم الفنية في البطولات المحلية تراجعًا واضحًا، وهذا يعد أحد أهم أسباب تراجع المنتخب، فتواجد هؤلاء اللاعبين كان على حساب لاعبين أبدعوا في المسابقات المحلية لكن لم يتم استدعاؤهم للمنتخب.

ولا يتحمل الجهاز الفني بمفرده مسؤولية ما يعيشه المنتخب الأردني من تراجع واضح، بل أن اللاعبين أنفسهم يتحملون أيضاً جزءًا من ذلك، فهم لم يقدموا المستويات التي تشفع لهم بتمثيل المنتحب، ولذلك بات لزامًا على الجهاز الفني تسريح بعضهم وضم من يستحق تمثيل المنتخب.

وأصبح المنتخب الأردني بحاجة لمراجعة حساباته جيداً، ليس بهدف التأهل، فالتأهل شبه محسوم، لكن لا بد من وجود رؤية واضحة المعالم  تتمثل بالاعتماد على العناصر الشابة وتوفير لقاءات ودية مع أفضل المنتخبات الآسيوية والإفريقية وبما يسهم في بناء منتخب يكون قادرا على الذهاب بعيدًا في نهائيات آسيا 2019.

جدير بالذكر أن الجهاز الفني كان يمتلك الطموح بضرورة تحقيق الفوز في كافة مباريات التصفيات الآسيوية، حيث ربط صرف المكافآت المالية للاعبين بشرط تحقيق الفوز في جميع المباريات، إلا أن التعادل مع فيتنام سيحرم اللاعبين من الحصول على أي مكافأة مالية في التصفيات الآسيوية.

وكان المنتخب الأردني قد تأهل لنهائيات آسيا أول مرة في عهد الراحل محمود الجوهري وتحديدًا عام 2004 التي أقيمت في الصين.