في 516 يوما قضاها زين الدين زيدان «ابن الصحراء» مع ريال مدريد، حيث تولى تدريبه منذ 2016، أحرز في موسمه الأول لقب دوري الأبطال وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، وأضاف إليها هذا الموسم وللمرة الأولى منذ 60 عاماً تقريباً الثنائية (الدوري الإسباني ودوري الأبطال).

أصبح زيدان ضمن قائمة أشد النجوم سطوعاً، باعتباره أول مدرب يحقق لقب (الكأس الأوروبية) دوري الأبطال في موسمين متتاليين منذ أريجو ساكي في 1988-1989 و1989-1990.

وأعلن زيدان -نجم سهيل- دخول التغيّر الكروي سريعاً، وسطر اسمه في كتب التاريخ، واحدث انقلابات مناخية غير متوقعة في عالم المستديرة، وعزز رقمه القياسي في عدد الألقاب بعد فوزه الكبير والمستحق في النهائي 4-1 الذي أقيم في العاصمة الويلزية «كارديف» وتزعم القارة الأوروبية دون منازع.

دخل الشك في قلوب عشاق -الميرينجي- عندما اختار رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، زيدان كمدرب للفريق عوضاً للإسباني رفائيل بينيتيز الذي تمت إقالته، وتسائلت جماهير «الأبيض» هل سينجح أم لا؟ كونه يفتقد «الخبرة» لقيادة سفينة -ريال مدريد- إلى منصات التتويج، وكانت اغلب التوقعات مغادرة زيدان منصبه سريعاً.

تمكن «زيزو» خلال فترة بسيطة، من كسب قلوب وعقول أنصار الريال، واستطاع تحقيق 5 القاب في موسم ونصف، وهو أول مدرب في تاريخ «القارة العجوز» يحقق لقب دوري الأبطال مرتين متتاليتين في نسخته الحديثة، كما استعاد لقب الدوري الإسباني «الغائب» منذ 2012.

مع فريق مثل ريال مدريد الذي لا يعرف سوى لغة البطولات، قبل زيدان التحدي وأظهر انه قادر على وضع الخطط المناسبة، وبرهن «زيزو» أنه مدرب صاحب رؤيا فنية وصاحب فلسفة خاصة، وأظهر مع «الميرينجي» انه مدرب تكتيكي من طراز الكبار، وتفوق على الخبير «أنشيلوتي» مدرب بايرن ميونيخ بمجموع المباراتين 6-3 وذلك ضمن الدور ربع النهائي.

اما المدرب الذي يعتبره الكثيرين «تكتيكياً» أليجري مدرب يوفنتوس، اظهر زيدان تفوقه الواضح عليه وهزمه في النهائي 4-1.

لا شك ان مبدأ المداورة التي اعتمد عليها زيدان في اغلب المباريات كان ناجحا وفعالا، وادارها بخبرة كبيرة، وساعدت لاعبيه على الوصول لـ اصطياد الألقاب.

بالنهاية قدم زيدان موسماً إستثنائياً، وانجازاً غير مسبوق كمدرب، وبات الضغط عليه أكثر الموسم المقبل، من قبل جماهير «الملكي» وبات مطالباً بـ تحقيق السداسية على غرار غريمه التقليدي برشلونة في 2009... ويبقى السؤال، هل يستمر نجم زيدان بالسطوع كـ «نجم سهيل»؟