الميدان الرياضي : رياضتنا تبحث عن طريقة للموت .. والاولمبية تعترض!!
التاريخ : 2017-05-29
رياضتنا تبحث عن طريقة للموت .. والاولمبية تعترض!!

رياضتنا تبحث عن طريقة للموت .. والاولمبية تعترض!!

صالح الراشد

الموت هو النتيجة الحتمية للجميع, وأصعب ما في الموت ان تختار طريقة الموت, عندها يحتار المرىء أي الطرق هي الاشرف ليموت واقفا وربما يختار الموت حابيا, هذا هو حال رياضتنا في عهدتها الجديدة, حيث لا تبحث عن طريقة للتطور والنهوض بقدر بحثها عن طريقة تثبت للجميع انها ماتت واقفه, وان القائمين عليها بذلوا المستحيل لانقاذها , لكن حكم القدر كان أقرب.


فالاتحادات في صورتها الحالية غير قادرة على وضع متطلبات التطور للرياضات المختلفة, ولا يمكنها النهوض بها في ظل ضعف القدرات الشخصية في المجال الرياضي التي تحتاج الى عارفين ببواطن الامور, ويتوقع ان تهدر العديد من الاتحادات سنوات طوال في معرفة أسبار واغوار رياضاتها.


الاولمبية في صورتها الجديدة تبحث عن الية لوضع نظرية منهجية تمكنها من ادارة شؤون الرياضة بشكل مناسب, لاسيما ان المطلوب نظرية تمنح الاولمبية القدرة على التقييم والرقابة وصناعة القرار وفرض العقوبة, والجمع بين هذه المتطلبات يتعارض مع نظام اللجنة الاولمبية الذي يعتبر مصدر التهديد الاول لفرض أي نظرية رقابية.


ويمر عمل اللجنة في مرحلة صعبة, كون غالبية مجالس ادارات الاتحادات تفتقر الى الخبرات الهامة في وضع البرامج الفصلية والسنوية والاولمبية, وبالتالي ستعيش رياضتنا في ضياع لسنوات طوال كون غالبية مجالس الادارات ستحتاج الى فترة طويلة لمعرفة اسماء أعضائها, وفترات أطول لمعرفة أسس الرياضة التي يديرونها , كون من انتجتهم الانتخابات في غالبيتهم لا يعرفون شيئا عن الرياضة التي يتولون ادارتها, أو أنهم صورة مكررة عن ماض أليم, وهذا بحد ذاته كارثة كبيرة ونتاج غير موفق لانتخابات غير موفقة في غالبيتها.


ما يحصل حاليا, من توقف عن العمل في الاتحادات , ومن ضعف في قراءة المستقبل وقادم الايام , يجعلنا نشعر بان العديد ممن قدموا الى الاتحادات ينتظرون انتهاء فترة بقائهم فيها, ويفضلون ان لا يعملوا، إما قهرا بسبب جهلهم في طرق العمل, أو طوعا خوفا من التراجع للخلف أكثر فأكثر, لذا سيفضلون البقاء مكانهم دون عمل تطوري والاكتفاء بادارة الاتحاد كما جرت العادة من خلال مديره ولجنة المسابقات ,ليأتي العمل مكرر عن نهج سنوات ماضية, ليكون الاخفاق هو النتيجة المنتظرة, لذا فان غالبية الاتحادات تبحث عن طريقة الموت وهو القادم لا محالة, كون من يتولون ادارة الرياضة حاليا لا يعلمون عنها الا النزر اليسير, ولا يملكون عصا سحرية تقوم بالعمل عنهم ولا يملكون أيضا علم ينتفع به ولا قدرات تمويلية , والمصيبة الاكبر أنهم لا يملكون في غالبيتهم القدرة على الاعتراف بضعفهم, وبالتالي لا يفتحون الطريق أمام العارفين للقيام بعملهم ووضع الخطط المناسبة, لانهم يرغبون في البقاء في واجهة الحدث بدلا من العمل على ادارة الحدث .


والدليل الاكبر عما جرى من تراجع عدم وجود أي خطة لدي اي من الاتحادات على الرغم من الاجتماعات المتتالية التي نجدها في أروقة بعضها 'فنسمع ضجيجا .. ولا نرى طحينا' , ثم ان نتائج المشاركة في بطولة التضامن الاسلامي لم تكن حسب المتوقع, كون غالبية الدول شاركت بالصف الثاني أو الثالث عدا أذربيجان المنظمة, اضافة الى لمشاكل التي أخذت تطفو على السطح في الاتحادات من تنافس محموم على المناصب وصراع على تصفية الحسابات القديمة.


رياضتنا عانت ما يكفيها بعد ان تحولت الى حقل تجارب ومركز تابع لديوان الخدمة المدنية لتعين الاصدقاء والاقارب, فأصبحت اتحاداتنا تعج بالعديد ممن لا عمل لهم سواء في الادارات الفنية او الادارية, لذا يجب ان لا نطيل النوم في العسل معتقدين أن السنوات الاربع القادمة فترة طويلة وكافية لصنع الانجازات, كون السنوات الاربع ستمضي سريعا كما مضت غيرها من قبل وضاعت فيها رياضتنا , لذا لا نريد لرياضتنا الاستمرار في الضياع كما حصل ويحصل مع كرة القدم وتراجعها, وكرة السلة واختفائها, وكرة الطائرة وكرة اليد وضعفهما, وكرة الطاولة وشيخوختها, والمصارعة وانتهائها, والملاكمة والجودو وتراجعهما, والتنس الارضي والاسكواش وتحولتا الى لعبة للتسلية فقط, والريشة التائهة, ونتمنى ان تبحث كل لعبة عن طريقة للارتقاء وتستعيد حياتها بصورة مثالية بدلا من البحث عن طريقة مناسبة للموت.


وهنا يأتي دور اللجنة الاولمبية في المساعدة على استمرارية الاتحادات بشكل مناسب يتلائم مع الخطة العامة من خلال المساعدة في وضع الخطط لمن لديهم خبراء ووضع الخطط لمن يجهلون عملهم, ثم الرقابة المستمرة والتقييم السليم لأداء الاتحادات والبطولات التي تشارك فيها المنتخبات, حتى نتخلص من البطولات المصطنعة التي يظفر بها لاعبو هذه الاتحادات ، بدءا من البرونزية المكررة في مسابقات لا تضم الا اربع لاعبين , الى بطولات تشارك فيها الدول بفرق الشباب بينما نشارك بافضل لاعبينا.


وندرك ان اللجنة كونها مصدرا للمال لغالبية الاتحادات قادرة على فرض ما تجده مناسبا لخطة العمل التي تبني من خلالها رياضة شاملة، وهذا الحل ربما يكون المنفذ الوحيد حتى لا تنزلق رياضتنا صوب المجهول.

عدد المشاهدات : [ 5223 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .