لكن ما يهمنا هنا هو المواجهة التي جمعته بخصمه الليلة، العملاق الإيطالي يوفنتوس في نصف نهائي دوري الأبطال موسم 97\1998 ، مواجهة كانت تميل كفتها بشكل كاسح لصالح السيدة العجوز قبل انطلاق اللقاء، كيف لا وهو المتوج باللقب عام 1996، والذي وصل للنهائي أيضاً عام 1997.
ما حصل في أرض الملعب في لقاء الذهاب الذي أقيم على أرضية الملعب الاوليمبي في تورينو جاء مطابق تماماً للتوقعات، سيطرة تامة من السيدة العجوز، هجوم هادر، اكتساح كروي إن صح التعبير، لينتج عن كل ذلك انتصار ساحق بنتيجة 4-1.
فوز يوفنتوس لم يكن مستغرباً كما أسلفنا الذكر، خصوصاً إن تعمقنا في تشكيلة الفريق حينها والتي كانت تضم ترسانة من أفضل نجوم العالم وعلى رأسهم الأسطورتين أليساندرو ديل بيرو وزين الدين زيدان، إلى جانب فيليبو إنزاجي وأنتونيو كونتي وإيدجار ديفيدز وغيرهم الكثير.
اللقاء جاء نارياً، فبعد تألق بارتيز في التصدي للعديد من محاولات يوفنتوس، أطلق أليساندرو ديل بيرو الرصاصة الأولى التي في جعبته من ركلة حرة مباشرة مذهلة عانقت الشباك في الدقيقة 35.
ديل بيرو لم يكتفي في تلك الليلة بهدفه الوحيد، بل سجل هدفين آخرين من ركلتي جزاء ليتحول إلى أسد مفترس التهم موناكو، وفي الحقيقة هو لقي مساندة كبيرة من زميله الفرنسي زيدان (مدرب ريال مدريد حالياً) فحينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1 مع نهاية الشوط الأول، قام زيزو بمراوغة بارتيز بذكاء ليحصل على ركلة جزاء كان تأثيرها هام جداً على الصعيد النفسي حيث اتجه يوفنتوس إلى غرف خلع الملابس متقدماً بنتيجة 2-1.
كما أن عمل زيزو لم يتوقف هنا أيضاً، حيث كان له دور في إطلاق رصاصة الرحمة على موناكو بتسجيله الهدف الرابع بتسديدة زاحفة من خارج منطقة الجزاء، ليلعب دوراً هاماً وحاسماً مع ديل بيرو في صعود يوفنتوس إلى المباراة النهائية للموسم الثالث على التوالي، الجميع كان يعلم حينها بأن لقاء العودة سيكون “تحصيل حاصل”.
هذا الزمن ولى ولن يعود، فلم يعد هناك ديل بيرو ولا زيدان في يوفنتوس، لكن هذا لا يعني بأنه لا يوجد لاعبين رائعين الآن، ابحثوا عن هيجواين وديبالا وبيانيتش وبوفون وبونوتشي ستجدون لديهم الإجابة.