إذا أردت ملامسة الإنجاز على مستوى فريق لكرة القدم، لا بد من توفر المال، حتى تحقق الهدف، وهذا شيء مفروغ منه، لكن المال وحده لا يكفي!.
 
ونادي الوحدات أنفق في هذا الموسم ما لم ينفقه في مواسم سابقة، بهدف احتكار الألقاب المحلية، والتتويج لأول مرة بكأس الإتحاد الآسيوي.
 
الوحدات وجد نفسه أمام واقع صادم ومرير من بعد تفاؤل كبير، فالبداية كانت بخسارته لكأس السوبر، ومن ثم الخروج من بطولة الدرع وتصفيات دوري أبطال آسيا، ومؤخراً افتقاد فرصة المحافظة على لقب الدوري.
 
الوحدات اعتقد بأن التعاقد مع العراقي عدنان حمد وحده كاف ليقود الفريق نحو تحقيق طموحات الجماهير، بناء على ما يتمتع به الرجل من سمعة وتاريخ تدريبي حافل بالنجاحات، وبالتالي نظرت إلى حمد بأنه المدرب واللاعب وكل شيء.
 
التعاقد مع حمد "أنهك" خزينة الوحدات، فعقده يعتبر الأغلى في تاريخ مسيرة النادي، وإدارة الوحدات كابرت على واقعها المالي، لأجل اللقب الآسيوي الذي يعتبر قمة الطموح وسيخلدها لو تحقق، خاصة أن حمد يمتلك الخبرة في البطولات الآسيوية وسبق أن قاد الفيصلي لهذا اللقب.
 
اختيارات الجهاز الفني لم تكن موفقة، واعتمدت على ما قدمه اللاعبون من أداء في الماضي وليس الحاضر، ولم يشعر الجهاز الفني بخطئه إلا بعد انطلاق الموسم الكروي، وهنالك من اللاعبين آمن الجهاز الفني بقدراتهم ، لكنهم خذلوه.
 
إدارة الوحدات ونتيجة للعقد المرتقع لحمد، لم تستطع التعاقد مع بعض اللاعبين الذين طالب المدرب بضمهم للفريق، فوجدت بأن عدد ما تم التعاقد معهم  من لاعبين كاف، وهنالك من أكد بأن الوحدات يمتلك فريقين وليس فريقاً واحداً، كما أن الوضع المالي ما عاد يسمح.
 
الوحدات خسر كثيراً عندما استغنى عن السنغالي الحاج مالك، ونجم المستقبل صالح راتب، وقبلهما أحمد أبو كبير وسمير رجا الذين يعتبرون نجوم الموسم الحالي مع فرقهم، وهذا عائد لسوء في التخطيط والرؤية.
 
الوحدات أنفق المال، لكن التخطيط كان إرتجالياً على ما يبدو، فجاءت الخسائر المالية والمعنوية أكبر فوق التصور، وعليه أن يتأمل الدرس، فكرة القدم لم تكن يوماً مجرد مال فحسب، فأساس النجاح حُسن التخطيط.
 
الوحدات لم يرصد جيداً تحضيرات الفرق الأخرى، فخاله الإعتقاد المسبق بأنه الأفضل، وسيأكل اليابس والأخضر.
 
مشكلة الوحدات لم تكن بحمد فحسب، وإنما منظومة كرة القدم ككل فيها خلل واضح، لذلك المسؤولية يتحملها الجميع، فكلهم مقصرون.
 
الوحدات يمتلك جمهوراً كبيراً هو اللاعب رقم "12"، لكن النادي والفريق ما يزال يعاني من غياب  اللاعب رقم "13"، ونقصد الأسطورة رأفت علي.
 
ورغم كل ما سبق، ما يزال الوحدات يمتلك فرصة تعويض كل ما فاته، فأمامه استحقاقين، فلو حقق المطلوب فيهما سينقذ موسمه، بل أن التتويج باللقب الآسيوي وحده فقط كاف ليدفع الجماهير بالتغني طويلاً بإدارة الوحدات وعدنان حمد ولاعبي الفريق، فهي الفرصة الأخيرة أمامهم جميعاً لينقذوا تاريخهم، ويحولوا موسمهم من موسم للنسيان، إلى موسم للتاريخ!.
 
أخيراً، نادي الوحدات يبقى يُحسد على جماهيره التي تلتف حول الفريق بالسراء والضراء، ولو أن فريقاً آخر يمتلك هذا الجمهور، لما فقد نصف لقب، ولما تعادل في بطولة الدوري بـ "9" مباريات من أصل "21" مباراة!.