حسم الفيصلي قمة الكرة الأردنية بعد فوز ثمين حققه على الوحدات 2-1، في مواجهة جماهيرية مثيرة جمعتهما على استاد عمان الدولي، في ختام مباريات الأسبوع 18 لدوري المحترفين.

واستحق الفيصلي الفوز حيث أظهر جدية أكبر وتركيز أفضل في التعامل مع ما أتيح له من فرص، في حين لم يخدم الاستحواذ فريق الوحدات بالوصول إلى غايته.
 

الإصرار والتركيز

ظهر إصرار الفيصلي أكبر على تحقيق الفوز من نظيره الوحدات، بدليل أن الفيصلي نجح في قلب تأخره بهدف إلى فوز بنتيجة 2-1، وشكل حضور جماهيره الدافع المهم بذلك.

كما أن الفيصلي ورغم أنه فرصه كانت محدودة بعكس الوحدات، إلا أنه استثمر الفرص وهو عائد إلى التركيز الذهني العالي للاعبين والتهيئة النفسية الجيدة لهم، فضلاً عن تهيئتهم لكيفية التعامل مع سيناريوهات المباراة وتقلباتها دون ارتباك.

لوكاس

المحترف البولندي لوكاس لعب دوراً مهماً في هذه المباراة، حيث سجل هدف التعادل للفيصلي من ضربة جزاء وصنع هدف الفوز لبلال قويدر من كرة عرضية نموذجية داخل منطقة الجزاء، دون إغفال دور الليبي أكرم الزوي الذي شاكس دفاع الوحدات، فكان الثنائي لوكاس والزوي الصفقة الرابحة للفيصلي خلال فترة الانتقالات الشتوية.

 تقدم وتراجع

الوحدات كان الأفضل في المباراة من حيث الاستحواذ ولاح له العدد الأكبر من الفرص، وتقدم بهدف مبكر في الدقيقة "15"، لكن بعد الهدف تراجع دفاعياً، وسهل من مهمة الفيصلي في الامتداد بحرية نحو الأمام، كما عانى الوحدات من عدم استثماره للهجمات المرتدة حيث كان بإمكانه تعزيز تقدمه لو كان شكله الهجومي أفضل.

مدرب يثبت نجاحه

بدد المونتنيجري نيبوشا مخاوف جماهير الفيصلي بعدما تسلم المهمة في وقت صعب خلفاً للصربي برانكو.

نيبوشا وفي أول مباراة قاد الفريق لفوز هو الأكبر هذا الموسم على شباب الأردن بخماسية نظيفة، وفي ثاني مباراة له اليوم حسم قمة الكرة الأردنية وحقق الفوز على حامل اللقب، وهو ما يثبت بأن للمدرب فكره الذي يحترم.

نيبوشا ظهر واثقاً خلال المباراة بفريقه، وكان حريصاً على منح اللاعبين الثقة حتى بعد التأخر بهدف، وظهر أنه قارىء جيد لقدرات الوحدات، وعرف مواطن الضعف.

ودفع نيبوشا بالمهاجم بلال قويدر في الوقت المناسب، وهي الورقة الرابحة التي حسمت المباراة، بعكس العراقي عدنان حمد الذي لم يكن موفقاً في الأوراق التي دفع بها، وخاصة أحمد هشام الذي تسبب في هدف الفيصلي الثاني بعدما قطع لوكاس الكرة منه، فضلاً عن حصوله على البطاقة الحمراء في الدقائق الأخيرة.

الإرهاق

عمل الوحدات في الشوط الأول على اختزال شيء من جهده وربما يكون هذا السبب وراء تراجعه دفاعياً بعد تقدمه بهدف، وذلك عائد لمخاوف حمد المدير الفني للفريق من عامل الإرهاق، فالفريق لم يتدرب سوى مرتين بعد العودة من عُمان.

وظهر أن اللاعب منذر أبوعمارة الذي كان مصدر الرهان الأول لحسم النتيجة، مرهقاً حيث غابت خطورته عن المرمى، قبل أن يسقط على الأرض ويتم استبداله بداعي الإصابة.

كما عانى الوحدات من ضعفه في الناحية الهجومية، فهو كشف أكثر من مرة دفاع الفيصلي لكنه لم يحسن التعامل في التصرف النموذجي في مناطق الخطورة، فعانى من بطء لاعبيه في التصرف، وغياب الرؤية الهجومية للفريق لحظة تسلم الكرة، حيث كانت حلوله فردية بالدرجة الأولى.