الميدان الرياضي : لا تضعوا الاعذار لـ جوارديولا .. هو المسؤول عن إخفاق مانشستر سيتي
التاريخ : 2017-03-16

لا تضعوا الاعذار لـ جوارديولا .. هو المسؤول عن إخفاق مانشستر سيتي

ماذا سيحصل لو أن مانويل بيليجريني أو أرسين فينجر صرف مبلغ ضخم في سوق الانتقالات وبعد ذلك  ودع دوري أبطال أوروبا من ثمن النهائي؟ بكل بساطة سيتعرض هذين المدربين لانتقادات شرسة، سخرية، هجوم من الجماهير، وسائل الإعلام، المدربين الآخرين، ببساطة كان سيتحول بيليجريني إلى “علكة” في فم كل شخص شاهد ولو مباراة واحدة في لعبة كرة القدم.

 


هذه البداية كانت ضرورية حتى نفهم بأن معاملة بيب جوارديولا (أو أي مدرب آخر) على أنه فوق  النقد، ومحاولة تبرير إخفاقه عبر خلق الأعذار له أو تحميل المسؤولية لأشخاص آخرين أمر لا يمكن القبول به، بيب هو المسؤول الأول عن اخفاق فريقه، وبعد أن نتفق على ذلك نتجه إلى النقاط الأخرى مثل مستوى سيرجيو أجويرو وخلافه.

إقصاء مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا يتحمله جوارديولا، فلا يعقل أن تكون متفوق ذهاباً  بفارق هدفين ثم تخسر تقدمك في لقاء العودة وبعد ذلك لا يكون للمدرب أي دور في المسألة! لماذا، هل هو “فزاعة” في حقل الذرة حتى نهمش دوره في الاخفاق؟!

وفي الحقيقة، السيتي خلال الموسم الحالي ككل لم يحقق المطلوب حتى الآن بل يتجه من اخفاق إلى آخر، وهو أيضاً يتحمله جوارديولا ولا يجوز خلق الأعذار له لأربعة أسباب.

 


skysports-pep-guardiola-manchester-city-football_3910393

1- جوارديولا لم يحسن نتائج مانشستر سيتي وعلى الأرجح عاد به إلى الخلف رغم أنه لم يخسر أي لاعب مؤثر في تشكيلته خلال الصيف، بل على العكس صرف النادي 181 مليون جنيه استرليني حتى يطور صفوفه، أي من المفترض أن تكون التشكيلة التي بين يدي بيب أفضل من تشكيلة بيليجريني!

 

السيتي حالياً يحتل المركز الثالث على سلم ترتيب البريميرليج وحلم تحقيق اللقب ربما يكون من “المستحيلات” كما ودع دوري الأبطال من ثمن النهائي رغم أن الفريق وصل إلى نصف النهائي الموسم الماضي، ولقب كأس الاتحاد الإنجليزي غير مضمون في ظل ضعف الفريق دفاعياً.

جوارديولا أتى إلى السيتي وحصل على أعلى أجر مدرب في العالم، وصرف 181 مليون جنيه، وبعد ذلك يكرر نفس نتائج بيليجريني، ثم نخلق له الأعذار! بأي منطق هذا؟

jardim1-e1487717640932

2- أسلوب لعب بيب جوارديولا يحتوي على العديد من الثغرات التي يرفض المدرب معالجتها، أو لا يستطيع معالجتها. المشاكل الدفاعية والمساحات الشاسعة التي تمنح للمنافسين أصبحت سمة واضحة في طريقة لعبه والتي ظهرت في المباريات المعقدة مع بايرن ميونخ الألماني، لكن في السيتي تحولت إلى “عادة الموسم”.

هذه المساحات يستغلها جميع المنافسين وهي نقطة ضعف واضحة، فيما لا يحرك جوارديولا ساكن حتى يعالجها. طبعاً هي من المشاكل التي جعلته يخسر الصراع على لقب البريمرليج منطقياً وفي وقت مبكر.

3- اختيار أسلوب لعب، بل والإصرار عليه رغم أنه لا يتناسب مع قدرات بعض اللاعبين. وبمعنى أصح، منح مهام للاعبين معينين لا يصلحون لتنفيذها. لاعب مثل فرناندينيو قال عنه جوارديولا في بداية الموسم “أتمنى أن أملك 3 لاعبين بمواصفاته” رغم أن اللاعب بالأساس لم يستطع التأقلم مع فكر الفيلسوف الإسباني.

لا أقول أن فرناندينيو سيء، لكنه ببساطة لا يصلح لأن يكون لاعب ارتكاز يكسر هجمات المنافس، وفي ذات الوقت ضابط إيقاع في وسط الملعب على طريقة تشافي، خصوصاً الشق الثاني فهو لا يجيده بتاتاً وأي عملية ضغط عليه يفقد خلالها الكرة بسهولة في مناطق خطرة. طبعاً هذه المشكلة تتضح منذ الربع الأول من الموسم وما زال بيب مصراً على استخدامه لتأدية نفس الدور وبنفس الكيفية.

17360536_10210322808738315_1032616278_n

4- الاصرار على “فلسفة” التشكيلة الأساسية بتغيير أدوار اللاعبين. بعيداً عن المهام التي تمنح لبعض اللاعبين والتي لا تتناسب مع قدراتهم مثل فرناندينيو، فإن هناك استخدام عشوائي لبعض اللاعبين في مركز غير المعتادين عليه.

كولاروف مثلاً يصر جوارديولا على استخدامه كقلب دفاع فيما يجلس أوتاميندي على دكة البدلاء، تماماً مثل فكرة استخدام لام وألابا كلاعبي ارتكاز في وسط الملعب، أو ألونسو كقلب دفاع.

أفكار جوارديولا أصبحت عجيبة ولم تكن كذلك في برشلونة، فحينها كنا نشاهد بويول وبيكيه في الدفاع، ألفيس وأبدال ظهيرين، بوسكيتس وانييستا وتشافي في خط الوسط، ميسي ولاعبين في خط الهجوم. المسألة بسيطة ومنطقية وبدون “اختراعات” ليس لها معنى. وما دام يصر على هذا “الاختراع” بدون أن يحصد نتائجه، فيحنها الأحق أن نوجه أصابع الاتهام إليه حين الاخفاق قبل غيره.

عدد المشاهدات : [ 766 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .