ضجة كبيرة تحدث هذه الأيام، بسبب إطلاق بعض الجماهير حملة للتسجيل من أجل إعادة مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان، وذلك بحجة أن حكم المباراة ارتكب أخطاء أثرت على سير اللقاء.
قبل الدخول بالتفاصيل، يجب التأكيد على أن خطأ الحكم (لو حدث) يعتبر خطأ بشرياً، وبالتالي لا يعتبر جزءاً أساسياً من أركان المباريات الأوروبية، وإعادة مباراة بسبب خطأ تحكيمي سيفتح الباب لإعادة كل البطولة بسبب كثرة الاعتراضات، مما يجعل الحملة الحالية مجرد “ضجيج”.
ولا يوجد أي نص واضح في تعليمات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيما يتعلق ببطولة دوري الأبطال يتحدث عن إعادة المباراة، مما يجعل القاعدة العامة هي “لا حق بإعادة المباريات لأحد”، وبالتالي يصبح القرار عائداً دوماً للجنة التنفيذية، والتي تاريخياً لم تقدم على هذا القرار لتأثيره الهائل على رزنامة البطولة.
وفي سيناريوهات مثل إشراك لاعب غير قانوني، أو تلاعب بالنتائج، أو قيام الجماهير بتصرفات مؤثرة على نتيجة اللقاء، فإن القرار يكون عقوبة على المخطىء بتخسيره اللقاء أو بعقوبات أخرى حسب فداحة الخطأ، وبالتالي فإن الحكم الذي يرتكب أخطاء مؤثرة على النتيجة، يدخل في احتمالين؛ الأول أنه خطأ بشري وبالتالي لا يتوقف عنده الاتحاد الأوروبي، والثاني أنه خطأ متعمد بالاتفاق مع الفريق الخصم وهنا يتم تخسيره وحرمانه.
لكن في حال كان الحكم المتلاعب متآمراً مع أطراف أخرى مثل شركات المراهنات وغيرها، فإن التحقيقات تأخذ وقتاً طويلاً ولا بد من تدخل السلطات الأمنية المعنية فيها، مما لا يعطي وقتا كافياً لإعادة المباراة، وإن كان القرار المنطقي هنا إعادتها بسبب عدم اكتمال أركان اللعبة، لكنه لن يحدث بسبب ضيق الوقت كما قلت.
حتى في المخالفات الفادحة في التحكيم، فإن المباراة لا تعاد، فمثلاً عندما سجل راؤول هدفاً باليد في مرمى ليدز، تمت معاقبة اللاعب وليس إعادة المباراة بعد نهايتها.