الميدان الرياضي : انهم يقزمون الرياضة
التاريخ : 2017-02-13

انهم يقزمون الرياضة

صالح داود الراشد

في مدارس التمهيدي يكون الهدف الرئيسي للاطفال الفرح والمرح وقضاء أجمل الاوقات وتزداد المتعة في الرحلات ومشاهدة جديد العالم الصغير واقعا والكبير بالنسبة لهم, فيعتبرون الخروج في نزهة الى حديقة عامة بمثابة مغامرة تشبه قصص جلفار .


ولا أجد  فارق كبير  ما بين أطفال المدارس وأحلامهم وبعض الاتحادات والاندية الرياضية, فيتركز حلم بعض من أعضاء مجالس الادارات على السفر والرحلات وتكوين الصداقات وسرد قصص رحلاتهم الى دول العالم الكبير في جلساتهم الخاصة, أما في العامة فيكون الحديث عن الانجازات العظيمة التي حققها للوطن من رحلة ابن بطوطة ذات الاسرار الكارثية.


للان وبعد عدة عقود من تشكيل الاتحادات الرياضية والاندية , لا زال فهم البعض قاصرا عن المعنى من وجود هذه الاتحادات والاندية, ولا يعرف أهميتها في المجتمع والاداور الهامة التي عليها, والاهم انه لا يعرف دورة في تنمية هذه المؤسسة والارتقاء بها بفكر سليم غير سقيم وبطرق منهجية علمية, والغاية ان تكبر المؤسسة وتصبح اضخم , بل انهم لا يعلمون ان من واجباتهم التأهيل التصاعدي للاداريين والفنين حتى لا يظلوا في مقاعدهم الى الابد.



لذا فان بعض المتواجدين في الاتحادات والاندية لا زالو مقتنعين بانهم على مقاعد الدراسة في الصفوف الابتدائية, وانهم لم ولن يكبرو فكرا وعملا, والسبب لذلك انهم لم يتعبوا على أنفسهم في تعلم النهج الرياضي الصحيح, لذا لا تجد دورهم يتجاوز نقل الحديث واثارة الفتنة, وفي بعض الاحيان يتقمصون دور الدونكيشوت ليحاربوا طواحين الهواء بافكار بالية لا تمت للواقع باي صلة.



الموجع في النفس والأكثر ألما والذي يجعلنا لا نرى نورا في نهاية النفق , هذا أصلا اذا وجدنا النفق من شدة الظلمة, ان بعض هؤلاء يتبوؤن مناصب هامة في العمل الرياضي سواءا في الاتحادات أو الاندية, وعندها نشاهد العجب وبالذات حين يفتحون أفواههم للحديث أمام من هم اكثر خبرة ودراية, كون حديثهم بلا معرفة ولا علم , بل ان كلامهم لا يتجاوز ان يكون قول جاهل أمام عالم مغلول الايدي وغير قادر على الكلام , فصاحب المنصب أجهلهم, وصحاب السطوة والقرار أقلهم معرفه, فمن يستطيع المعارضة في زمن المعضلات الاقتصادية وندرة فرص العمل.

 


أحلام الاطفال تكبر مع السنين, لكن أحلام هؤلاء لا تتجاوز مكانها, وتبقى رهينة لمرحلة الظلام في طفولتهم, لذا بدلا من ان يطوروا الاتحادات والاندية نجدهم يقزمون هذه المؤسسات حتى تصبح على مقاسهم وليس على مقاس الوطن.

عدد المشاهدات : [ 2050 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .