الميدان الرياضي - رندا البياري

 فتاة رقيقة كياسمين الشام شذى عبقها في عالم خصص للرجال ،شعور التميز كان يروادها منذ الصغر مستمد من دعم أهلٍ كان أساساً في تقدمها ونجاحها ، شغفٌ داخلي لعالم الرياضة دفعها  للتفرد كأول مدربةٍ لكرة القدم على المستوى المحلي  العربي ، هي الشابة ردينه الآغا التي لا تنتظر الشكر بل تسعى الى صنع جيل كروي جديد من السيدات.

الملاعب التقت الاغا في حوار صريح تحدثت فيه عن طموحاها وحلمها وكيف اصبحت مدربة :

كيف كانت بدايتك مع كرة القدم ؟

درست التربية الرياضية من جامعة دمشق , وبدأت بممارسة كرة القدم في الجامعة بعمر 18 عام  في الجامعة وأصبحت لاعبه في نادي المحافطة بدمشق ويضم 9 لاعبات من المنتخب السوري, وقد شجعني مدرب الفريق عبد الكريم جمعة على ممارسة  اللعبة ,وعندما أستشرت عائلتي بالأنضمام لفريق كرة القدم قُبلت بالترحيب والدعم من والداي ،  وغم العروض القوية التي عُرضت علي بلعبة كرة السلة في نادي بردى ، الا أن والدي كانت له نظرة مستقبلية في مسيرتي كلاعبة كرة القدم  وشعر بالتميز الذي سأحصل علية في المستقبل.

وبدأت في التدريب وعملت كثيراً حتى أُطور مستواي, حيث كان والدي يساعدني ويشاركني في التدريبات الخاصة , وبعد أربع سنوات من التدريب أصبحت اللاعبة الافضل في سوريا.

التدريب أمر جديد , فكيف تولدت لديك الفكرة؟

التشجيع على التطوير المستمر الذي استمدتة من والدي على  العب والأبدع حتى اصبح مدربه كرة القدم, وبفضل دراستي الجامعية وتوصيات والدي بالمتابعة وتسجيل كل التدريبات من المدربين , شعرت بانجراف صوب مهنة التدريب.

وبدات عام 2010 بالتدريب في سوريا كمساعد لعدد من المدربين الاجانب والسورين ومنهم المدرب ماهر نفوري والكابتن بشار الشريف , وتعلمت أساسيات التدريب مع الاطفال .

لكن كوني لاعبه لم أحصل على دورات تدريبية متخصصة على الرغم من تدريبي لمجموعات أكاديميات , ثم اصبحت أدرب لاعبين ولاعبات أكبر, كان هماَ الحصول على معلومات تدريبية وكنت أقايض المدربين الأجانب أرافقهم لزيارة أهم المعالم السياحية بالشام مقابل أن أحصل على المعلومات الأحترافية للتدريب .

بعد الاحداث حضرنا الى الاردن عام 2013 وبدأت في الاشتراك في الدورات التدريبية لتكون المحصلة ثلاث دورات منها ال" C" ودورة في تنظيم البطولات.

وانضممت لفريق نادي عمان كلاعبه في الفريق الاول ومدربة لفريق الناشئات, ثم توليت تدريب فريق نادي الاستقلال بعد انتهاء دورة ال "C" ، ومن المميزين الذين استفدت منهم المدرب الأردني  خليل فطافطة .

البطولات التي اشرفتي عليها لنادي الاستقلال؟

 توليت أدارة الفريق في بطولة الصالات وحصلنا على المركز الثالث، وهذه البداية فقط .

كيف تقيمين مستوى لاعبات الاردن؟

في الأردن هناك رغبة جارفة عند اللاعبات ليرفعن العلم الأردني عالياَ و ليصنعن شيء في كرة القدم وخاصاً بعد استضافة بطولة كأس العالم للناشئات،  وكانت مبادرات سمو الأمير علي بن الحسين  داعماً قوياً وراسخاً في اذهان الاعبات , لكن المعضلة ان الاندية تقوم بتدريب اللاعبات عدا لاعبات المنتخب, فلاعبات المنتخب يشاركن في تدريب المنتخب فيما تدريبات الاندية ليست بالمستوى المطلوب, لذا فان لاعبات المنتخب يشكلن الفرق في البطولات.

كيف تعملين لتطوير اللعبة في نادي الاستقلال؟

نعمل حاليا على تشكيل قاعدة كبيرة في النادي من خلال ضم مجموعة من اللاعبات الصغار, ولدينا "20" لاعبه في الفريق الحالي منهم ثلاث في منتخب السيدات وأربع لاعبات في منتخب تحت 19 سنه, والبقية لاعبات في النادي يخضعن لتدريبات مستمره.

ما هو الهدف؟

الهدف الوصول خلال ثلاث سنوات الى الظفر بالالقاب المحلية , ولدينا خطة منظمة لهذا الامر.

فأنا لا اريد شكر بل أرغب لأن أصنع جيلاً جديد .

ماذا ينقص اللاعبه الأردنية لتصل الى البطولات  العربية والأسيوية؟

الأساس الأهم هو الأهل وتقبلهم لمشاركة الفتيات بممارسة كرة القدم ,ومن ثم الأهتمام بالتعليم , وزيادة التركيز في التدريبات والأهتمام بالبطولات المحلية وثباتبها وديمومتها, أضافة الى أستقطاب مدربين مختصين للأندية والمنتخبات أضافة الى التركيز الأعلامي على اللعبة وعلى نجماتها.

وأستفادت الأردن بشكل واضح وكبير من أستضافة كاس العالم والأستعداد لأ ستضافة بطولة اسيا.

وهناك حاجة ملحة الى زيادة الأهتمام من الأتحاد بلاعبات المنتخب سواء من الناحية المالية أو النفسية ليصبحن في حالة نفسية افضل, لذا يجب التعامل بطريقة إيجابية مع اللاعبات ومنحهن ما يستحقين من أهتمام.

ونسأل الأتحاد هل هناك مساواة بين رواتب اللاعبات واللاعبين من قبل إتحاد اللعبة مع العلم أن اللاعبات شاركن في كأس العالم.

الفرق في تدريبات الشباب عن الفتيات؟

هناك نظرة مجتمعية أن كرة القدم لعبة حصريةٌ للفتيان ، وأنا اعتقد أن لعبة كرة القدم لعبة كأي لعبة رياضية أخرى قد تمارسها الفتيات ، يحتجن الاعبات عن التخلي عن النعومة في التدريبات وفي المباريات, لكن هذا لا يعني انهن سيصبحن  مسترجلات, بل ستصبحن لاعبات كرة قدم متميزات  , بالأضافه انهن يحتجن الى ممارسة العبة في نادي وليس كالأولاد في اي مكان .

والفتيات يتشجعن في حال وجود أكثر من لاعبة, واقوم بتشجيعهن من خلال ممارستي لكرة القدم معهن ومع أولاد أمامهم لأكسر حاجز الخجل وأن الفتيات يستطعن التقدم بكرة القدم , ثم أحببهن في اللعبة.

هل تحتاج البطولات النسوية الى التطوير؟

نعم, فالبطولات تحتاج الى التحديث لتصبح تغطي فترة زمنية اطول, حتى يتم المحافظة على مستوى اللاعبات ،أضافة الى أن بعض الأندية قبل التدريب يحصل تدريب قبل البطوله بفترة ثلالث أشهر توفيراً لنفقات الاعبات من مواصلات وأجور .

هل تؤيدين إحتراف كرة القدم للسيدات؟

طبعا, والأحتراف يكون بتحويل لاعباتنا الى الأحتراف, والتعاقد مع لاعبات من الخارج.

الغياب الجماهيري هل يؤثر سلبا على اللعبة؟

هذا مؤكد, لذا فان اللعبة حتى تصبح جماهيرية تحتاج الى تشكيل فرق نسوية في الأندية الجماهيرية كالوحدات والفيصلي والرمثا, وبهذه الطريقة سيرتفع الحضور الجماهيري ويزيد الدخل المالي.

كلمة أخيره ؟

اتوجه للشكر لمميدان الرياضي  والقائمين عليها لدعمكم المميز الدائم للوجوه الشابه ، وأوجه شكراً خاص لنادي الأستقلال وعلى رأسهم أيمن الفاعوري  لما قدموة للكرة القدم النسوية .