من يشاهد جدول ترتيب الدوري الفرنسي دون أن يتابع أحداث الدور الأول، فسيصاب بصدمة تفوق صدمة فوز منتخب عربي بكأس العالم، بعد الفوز في المباراة النهائية على منتخب عربي آخر! تجاوز الأمر مفاجأة فوز ليستر سيتي بالدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، بل تجاوز مفاجأة فوز ليستر بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم!
ما هذا الجنون؟ باريس سان جيرمان لا يتواجد في الصدارة! بل لا يتواجد في المركز الثاني! الفريق المتسلط والمستبد يحتل المركز الثالث خلف موناكو صاحب المركز الثاني، بينما ينفرد بالمركز الأول.. بالوتيلي! هذا انتحار للمنطق، الأفلام الهندية أكثر واقعية من هذا الترتيب!
في هذا التوقيت لا يفترض أن يتواجد باريس سان جيرمان في المركز الأول فحسب، بل يجب أن يكون قد حسم بطولة الدوري! ويجب أن يتلقى التهاني بمناسبة فوزه المتوقع والأكيد بالكأس والسوبر! فنحن نعلم أن النادي الباريسي قادر على فعل ذلك، حتى لو أراح جميع لاعبيه، وشارك في المباريات بتشكيل مكون من الجهاز الطبي!
ليس من المفترض أن يكون الوضع كذلك، هذا خرق لقوانين الطبيعة، وخيانة لمبادئ كرة القدم، بل هو انتهاك صريح لحقوق الإنسان! الأمر يستدعي تدخل الفيفا بقرارات استثنائية لإنهاء هذه المهزلة في الحال، حتى لا يشهد العالم مزيداً من المتمردين على القانون، فتقاعس الفيفا قد يؤدي إلى كارثة أخرى تتمثل في فوز نادي لايبزيج بالدوري الألماني!
قد يؤدي هذا الأمر إلى الفوضى في عالم كرة القدم.. الذي يتمتع بالعدل والمساواة! إذا لم تنته ظاهرة التمرد هذه، فقد تنتقل من المستوى الجماعي إلى المستوى الفردي، ربما يتجرأ لاعب من الرعاع على أسياده ويفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، بينما يقف رونالدو وميسي ليصفقا له! وتلك فاجعة كبرى تؤثر على التوازن البيئي، وتهدد استمرار الحياة على هذا الكوكب!
