القمة -بوصفها وقيمتها- شعرنا بها أيضاً فوق أرضية الملعب بعدما سادت الروح العالية والمسؤولة لاعبي الفريقين، فالأداء السلوكي كان غاية في الانضباط والالتزام رغم حساسية المنافسة وأهمية نقاط المباراة في المسيرة المتجهة نحو لقب الدوري.
ويسجل لاتحاد كرة القدم، عبر دوائره المختلفة توفير كل الأجواء المثالية من تنظيم واعداد وترتيبات خاصة في الوقت الذي تعاملت قوات الدرك وكعادتها بمهنية واحترافية عالية لتبث الأمان والراحة والطمأنينة، فيما أضفت مجموعة شركات المناصير، راعية الدوري والكأس، النكهة المتميزة ما ساهم بأجواء أكثر مثالية.
.. ولكن ماذا عن القمة من المستوى الفني؟.
القمة تجسدت بما سبق من مشاهد كانت غاية في الروعة والجمال، لكنها غابت -للأسف- عن المستوى الفني، فالأداء لم يصل الى حدود أدنى درجات الطموح في ظل غياب الخيارات الهجومية وتعدد الأخطاء -الساذجة- في التمرير أو التمركز، لتقتصر الأحداث في معظم أوقات اللعب في منتصف الملعب الذي شهد ازدحاماً أعاق الحركة وحجب الاثارة والمتعة.
قد تكون واحدة من أسوأ مباريات دوري الموسم الحالي فنياً، لكنها بالطبع من أجمل وأغلى النتائج نسبة لفريق الوحدات وجماهيره، فالهدف المحدد أنجز بفوز ثمين مهد طريق توسيع فارق الصدارة، وفي حسابات المنافسة على الألقاب لا ينظر الى مستوى المباراة من زاوية الأولوية الرئيسة كون الفوز يتصدر سلم الأولويات والطموحات، وهنا يكمن بيت القصيد.