خسر فريقه وتراجع ترتيبه لكنه لم ينس واجبه بالخروج الى الاعلام للحديث عن مستوى اللقاء دون ان تزعجه النتيجة او يغضبه الموقف ..هنا نقصد بالطبع الكابتن جمال محمود المدير الفني لشباب الاردن الذي ضرب مثلا رائعا يوم امس وقدم للمدربين كلهم أنموذجا حيا وفريدا في اهمية تقبل الخسارة وعدم تاثيرها على نفسية المدرب ولا اللاعبين وحتى الجماهير عندما وقف امام شاشة التلفزيون يتحدث عن فريقه فس لقائه المهم امام المنافس القوي الفيصلي ويشيد باداء الفريق المنافس ويؤكد على اهمية قيام المدرب بواجبه عن الفوز او الخسارة لا فرق ما دمنا نعيش عصر الاحتراف ومن المفترض ان نمارسه تطبيقا لا قولا فحسب ..!! في اوروبا شاهدنا على سبيل المثال كيف وقف زيدان مدرب الريال امام رجال الاعلام ليبرر خسارة فريقه الاخيرة المهمة امام جاره اتلتيكو مدريد رغم حالة البؤس التي ظهر عليها على اعتبار ان الهزيمة ساهمت كثيرا بانحسار امال الملكي بالمنافسة على اللقب ورغم ذلك لم تكن النتيجة لتؤثر على قيام المدرب بواجبه الذي لا تفرضه انظمة الاحتراف حيث تجبر المدربين الظهور على الاعلام بعد المباريات فحسب وانما الواجب الاخلاقي الذي يفرض على كل اركان اللعبة احترام الاعلام فهو وحده الذي يرفع من شان المدرب واللاعب وهو نفسه الذي يقف خلفهم عند الفوز ويعزز من مكانتهم في نفوس الجماهير ... في ملاعبنا الامر مختلف تماما فتجد المدرب يصاب بالزهو ويشطح بالوصف والتحليل وكيف نفذ لاعبوه التعليمات بحذافيرها ..هذا عند تحقيق الفوز ..لكن الحال مختلف تماما عند الخسارة فتجده ينأى بنفسه عن الاعلام ويتذرع بحجج واهية للهروب من الواجب هو ولاعبوه وان حضروا بالصدفة فتجدهم يكيلون كل الوان اللوم على حكم المباراة الذي افشل مخططاتهم بالفوز وكأن الخسارة عيب ..ولهذا اكبرنا في الكابتن محمود هذا التصرف الرائع الذي ان دل على شيء فانما يدل على الثقة العالية بقدراته وايمانه بان عالم الكرة يفترض الخسارة كما هو الفوز ...وهي دعوة منا الى كل مدربينا ان احترموا الاعلام وقدروا المشقة التي يتحملها في بحثه عن الخبر ...ومنا الى جمال محمود التحية .
