ولكن لم ولن نكون وحدنا الخاسرين في تلك الانتخابات، بل خسرت كرة القدم رجلا شجاعا ونظيفا اراد أن يعيد لـ"الفيفا" هيبتها وكرامتها ونظافتها، بيد أن كثيرا من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي رفضوا الشفافية والمساواة والعدالة... رفضوا أن يصنعوا تاريخا جديدا.. رفضوا قيادة جديدة يمكنها العمل مع الجميع ومن اجل مصلحة الجميع.
عندما اقتحم الأمير علي بن الحسين الانتخابات الماضية وواجه الرئيس المعزول جوزيف بلاتر.. امتلك جرأة وشجاعة لم يستطع غيره أن يفعلها، لكنه وقع آنذاك ضحية لاتفاقات مشبوهة و"شراء ذمم" و"ظلم ذوي القربى"، فخسر الانتخابات وخرج منها "مرفوع الهامة".
أمس لم يتغير المشهد كثيرا.. وعود انتخابية زائفة ظهرت حقيقتها في صناديق الاقتراع، وتحالفات بين اتحادين قاريين افقدت الأمير علي اصواتا كثيرة كان يستحقها، ومرة اخرى يتم اغلاق الطريق امامه نحو قمة الهرم في امبراطورية كرة القدم.
نحترم رأي الجمعية العمومية والعملية الانتخابية الديمقراطية التي لم تفرز الافضل، ونعتز مجددا بالأمير علي بن الحسين، ونؤكد بأننا خسرنا منصبا وكسبنا عملاقا سيسجل التاريخ جرأته في الوقوف في وجه الفساد.
ذهب الحلم العربي أدراج الرياح بفوز السويسري جاني إنفانتينو بمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد أن أصر رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم على تفتيت وتشتيت الصوت العربي والآسيوي، بدخوله الانتخابات متأخرا بعد أن كان الأمير علي بن الحسين أعلن ترشحه في وقت سابق.