رحل تشافي، أُصيب ميسي، تقدم إنييستا في العمر، لا يهم برشلونة يبقى كما هو، مرعب المنافسين والفريق الأقوى هجوماً والأفضل دفاعاً. النادي الذي لا ينفك عن التعاقد مع اللاعبين المناسبين له منذ بداية الألفية مع القدرة على تحريرهم بل وتطوير قدراتهم، إنه برشلونة ملك التميز والإبداع.
سواريز ونيمار، حكاية أخرى في عالم كرة القدم، ثنائي يجيد كل شيء، التمركز الفعال، استغلال المساحات، التحرك في ظهر المدافعين، الانطلاق بالكرة، التمرير، السرعة، المهارة في المراوغة، الثنائي الذي يتناغم وينسجم في قالب واحد منتجاً سيمفونية من الابداع تجلت في الكلاسيكو أمام دفاع ريال مدريد.
الأهداف الأربعة لبرشلونة في الكلاسيكو حكاية في حد ذاتها، متعة في التمرير والتحرك بدون كرة، بناء سليم للهجمات، قراءة مثالية من قبل جميع اللاعبين لطريقة سير الهجمة، برشلونة كان يلعب بطريقة متناغمة ضد غريمه أعادت لنا ذكريات الفريق الأسطوري في عهد جوارديولا مع بعض التعديلات في السرعة واستغلال المهارة.
الإشادة بأداء سواريز ونيمار وتميزهم في التمرير والتسجيل ليس هو السبب في قوة برشلونة فحسب، الفريق امتلك رباعي خط وسط بقيادة إنييستا أدى دوره الهجومي على أحسن وجه في نقل الكرة من خط الدفاع إلى قلبي خط الهجوم، مع تفاني في أداء الواجب الدفاعي وكبح جماح ريال مدريد.
في الشوط الأول ظهر برشلونة بصورة الفريق الذي لا يمكن التفوق عليه (بغض النظر عن أخطاء بينيتيز الكارثية)، نيمار وسواريز يساعدان الدفاع عبر الضغط على ريال مدريد في مناطقه لمنعه من البناء الهجومي السليم مع دعم من قبل إنييستا وروبيرتو، وفي حال نجح الريال في تخطي وسط ملعبه يعود رباعي خط الوسط إلى مناطقه مقلصاً المساحات أمام ريال مدريد البطيء، فيما يبقى قلبا الدفاع كفلتر نهائي لهجمات الريال.
نستطيع القول أن إنريكي يؤكد أنه مدرب جيد يقرأ الخصم جيداً ويعرف كيف يستغل أخطائه ويحتوي عناصره المميزة، على الأقل أظهر ذلك اليوم حينما حول خط دفاعه السيئ في الموسم الحالي إلى جدار يصعب اختراقه في الشوط الأول، إن كان لاعبوه بالشوط الثاني ظهر عليهم التراخي نسبياً بعد حسم اللقاء.
كل شيء يعمل بشكل جيد في برشلونة، لاعبون يقاتلون على أرض الملعب، مدرب يعرف كيف يعالج مشاكل فريقه في المباريات الكبرى وحين الحاجة لذلك، وإدارة تتعاقد مع أفضل المهاجمين الذي يقدمون لها أفضل أداء، البرسا منظومة كاملة من التميز، كل ذلك يحدث بدون ميسي، هل تصدق ذلك؟!
