وتعددت الإجتهادات حول الأسباب التي قادت الفيصلي لتحقيق الفوز، رغم الظروف القاهرة التي عاشها قبل المباراة، وحول الأسباب التي أدت لخسارة الوحدات الذي أعتقد الكثيرون بأن خسارته السابقة أمام الحسين ستكون بمثابة "الضارة النافعة" قبل مواجهة الفيصلي، لكنه وقع بفخ الخسارة للمرة الثانية على التوالي.
 
 
أسباب فوز الفيصلي 

التركيز الذهني العالي
ظهر منذ البداية بأن لاعبي فريق الفيصلي يلعبون بثقة وتركيز عال، فقلما كانوا يخطئون في تمرير الكرة، كل لاعب يحفظ دوره عن ظهر غيب ويتقنه تماماً وتحديداً من حيث التغطية والمساندة والرقابة والبناء والهدم، فلم نلمح لاعباً شريد الذهن. 

الإنضباط التكتيكي
كان لاعبو الفيصلي الأكثر انضباطاً من الناحية التكتيكية، والأفضل تعاملاً مع مجريات وتفاصيل المباراة، حتى أن انتشارهم داخل الملعب كان أفضل بكثير من انتشار لاعبي الوحدات وبخاصة في الشوط الأول، ولعل التركيز الذهني العالي للفريق رفع بكل تأكيد من مؤشر انضباطهم التكتيكي داخل الملعب، ففي الدفاع كان الفريق يغلق منافذه بإحكام، وفي الهجوم كان يتقدم الفريق بطريقة ممنهجة ومدروسة بعيدة عن أي فلسفة.

الرغبة في تحقيق الفوز
رغبة فريق الفيصلي في تحقيق الفوز كانت أقوى بكثير من رغبة لاعبي الوحدات، وهي رغبة تولدت لكون اللاعبين باتوا على يقين بأن الخسارة قد تجعل الفيصلي في مهب الريح، وقد تؤدي لإفتقادهم لنجوميتهم وبخاصة بعد الأداء الهزيل الذي ظهروا عليه في مباراتي الأصالة وشباب الأردن، ولذلك فإن هذه المباراة كانت تشكل لهم محطة مهمة لإستعادة الروح وإثبات الذات ومصالحة الجماهير الغاضبة.

مدير فني متميز
لا لأحد أن يشكك بقدرات المدرب راتب العوضات، فهو أثبت للمرة الثالثة بأنه يمتلك المفاتيح والقدرة  على تخطي عقبة الوحدات بفضل التهيئة النفسية الجيدة للاعبين قبل المباراة واللعب بطريقة نموذجية وضمن الإمكانات المتاحة إلى جانب توظيفه للاعبين بشكل جيد داخل الملعب، كما أنه لم يجامل أي لاعب، فالأفضل هو من تواجد بالملعب، ناهيك عن القراءة الجيدة لأوراق خصمه وتعامله مع واقع وقدرات خصمه بعقلانية، وكان مقتنعاً بأن هدف واحد يكفي لحسم مباراة بهذه الأهمية، فقام بتعديل طريقة اللعب بعد التقدم، كما يحسب له بأنه نجح في إحتواء ردة فعل الوحدات بعد التأخر بهدف، عبر توجيهات متواصلة وإعطاء أدوار مزدوجة للاعبين في الدفاع والهجوم، وأجراء تبديلات صحيحة وبتواقيت مناسبة.

أسباب خسارة الوحدات

غياب ذهني واضح للاعبين 
رغم أن الوحدات قدم أداء جيداً في الخمس دقائق الأولى، إلا أن هذا الأداء سرعان ما شهد تراجعاً نظراً للشرود الذهني المفاجىء لدى لاعبيه وارتباكهم وتوترهم غير المبرر،  ليفقد الفريق مع مضي الوقت تركيزه وبخاصة في منطقة الوسط والدفاع ، حيث تكررت مشاهد الكرات المقطوعة، مما منح لاعبو الفيصلي الفرصة لاستثمار هذه الحالة من خلال تكثيف الطلعات الهجومية، لينجح في تسجيل هدف الفوز عبر ضربة حرة مباشرة غاب فيها الحضور الذهني عن لاعبي حائط الصد وعن حارس المرمى عامر شفيع.

مجاملة في التشكيلة
يبدو أن العراقي أكرم سلمان جامل بعض الأسماء وزجهم كأساسيين في تشكيلة المباراة، وكان الأجدى به الإعتماد على اللاعب القادر على العطاء في مباراة مجهدة تتطلب بذل أقصى طاقة، بل أن سحب عبدالله ذيب كان يجب أن يكون منذ الشوط الأول ، فلاحظنا كيف أن أداء الوحدات تغيير كلياً في الشوط الثاني وبخاصة مع إشراك أحمد سريوة وراتب صالح وهما لاعبان يستحقان أن يحجزا مقعدهما في التشكيلة الرئيسية في اللقاءات المقبلة.

خيارات هجومية عقيمة
الوحدات كان الأكثر سيطرة واستحواذا على الكرة وبخاصة في الشوط الثاني لكن مشكلته كانت تتمثل بأن الخيارات الهجومية محدودة للغاية، فالتركيز في بناء الهجوم كان من الجهة اليسرى التي يشغلها محمد الدميري حيث انخصرت مهمته بالسير في الكرة وعكس الكرات العرضية، وهو أسلوب قرأه الفيصلي مبكراً وكان لا بد من إحداث التغيير، فلم نشاهد من فريق الوحدات محاولات جادة للتوغل من العمق أو التسديد من بعد، أو التمرير القصير لإختراق عمق دفاع الفيصلي ، مما جعل خطورة الوحدات غائبة في غالب الفترات،  حتى أن الحاج مالك لم يهنأ بنفصف كرة ولا بنصف فرصة بعدما افتقد التمويل بأنواعه المتعددة.


 عدسة رامي الرافاتي