الفتى المشاغب
 
ونقصد هنا بالفتى المشاغب، المهاجم الأردني حمزة الدردور، الدردور عرف قبل بداية المباراة بأنه تحت "الرصد"، وبأن العيون ستطارده في كل مكان، فزاد اصراراً على إثبات نفسه وقبل بالتحدي.
 
ورغم الرقابة الصارمة التي فرضت على الدردور وهو يقف بين مدافعين يمتازون بالطول الفارع والبنية الجسمانية الضخمة ويلعبون بأقوى الدوريات الأوروبية، فضلاً عن التعليمات الصارمة والصادرة عن مدربهم بضرورة قطع " الماء والكهرباء والهواء " عن الفتى المشاغب، إلا أن "الدبور" الجديد للكرة الأردنية نجح في اختراق الترسانة الدفاعية الأسترالية و"لدغ" شباكهم، وأنهى الحكاية بأجمل رواية.
 
الدردور "بدّع" في هذه المباراة بفضل حسن تحركاته المكوكية حول وداخل منطقة الجزاء، ومشاكساته ووقوفه في المكان المناسب، وإجادته لفن الهروب من الرقابة، باختصار لقد أصاب الدردور مدافعي استراليا بالدوار، حتى أنهم ظنوا بأن أكثر من حمزة الدردور في الملعب وبأنه لاعب في مجموعة لاعبين، فمرة يجدوه يسرة ومرة يمنة ، ومرة في مواجهة المرمى، حيث ظهر بدور خرافي خيالي أشبه بشخصية "ساسكوكي" الكرتونية.
 
الدردور ساهم في تسجيل الأردن للهدف الأول حينما تعرض للإعثار داخل منطقة الجزاء حيث لم يجد الدفاع الأسترالي سوى الخشونة طريقة لوقف خطورة الدردور ليتحصل على ضربة جزاء نفذها حسن عبد الفتاح بنجاح.
 
وظهر الدردور بقمة العناد وهو يتسلح بالتصميم للوصول للشباك الأسترالية، فلاحت له عدة فرص، قبل أن يثبت للجميع بأنه "هدّاف موهوب" بالفطرة ،حيث التقط الكرة المرتدة من المدافعين ووضعها بدهاء داخل الشباك ليسجل هدفاً يعتبر من أثمن أهدافه في مسيرته مع منتخب الأردن.
 
الشاطر حسن
 
ومن الحكايات التي سردتها مباراة الأردن واستراليا، التاريخ والذكريات الحلوة التي كررت نفسها بنفسها أمام استراليا، فحسن عبد الفتاح نجح في تسجيل ثاني أهدافه في مرمى الكنغر الأسترالي وبنفس الأسلوب.
 
عبد الفتاح كان صاحب الهدف الأول للأردن في مرمى استراليا بالمباراة التي جمعتهما بالعام 2012 بالتصفيات المونديالية حيث أحرز الهدف من ضربة جزاء بالدقيقة 51، وعاد عبد الفتاح نفسه وأحرز في مباراة الخميس هدف الأردن الأول ومن ضربة جزاء لكن هذه المرة بالدقيقة 46، حيث أطلق الكرة -كصاروخ أرض جو- لم يرها الحارس الأسترالي بالعين المجردة.
 
الثقة التي يتمتع بها عبد الفتاح وخبرته الدولية الكبيرة، جعلت المدربين الذين أشرفوا على تدريبات منتخب الأردن يختارون دائماً "الشاطر" في تنفيذ ضربات الجزاء لإيمانهم العميق بقدراته على التنفيذ السليم لضربات الجزاء، ليصبح الشاطر، الأول على دفعته، بالتنفيذ الناجح لضربات الجزاء.