في بورتريه   لهذا اليوم، سنتحدث عن (كابتن الكباتن) أو (الفاسوخة) أو (المايسترو)، ألقاب عدة أطلقتها جماهير نادي الوحدات على خالد سليم في ظل دوره المتميز الذي لعبه في صياغة أولى جمل الإنجاز في كتاب (المارد الأخضر)، وحينما تستعيد شريط تاريخ نادي الوحدات، فإنك ستقف مطولاً عند حكاية (كابتن الكباتن). 

وعُرف عن خالد سليم على امتداد مسيرته الكروية، مهاراته الفنية العالية وقدرته الفائقة على صناعة الألعاب، ولمساته الساحرة وحركاته الباهرة، كان مهندساً يخطط الملعب بفكره الناضج وخبثه الكروي، وكان صانعاً ومسجلاً لأغلى الأهداف وأجملها، بل كان لاعباً ومدرباً في الوقت ذاته، فضلاً عن تحليه بشخصية قوية داخل الملعب زادت من نجاحه كنجم لامع وساطع ما يزال اسمه يتردد على لسان محبيه حتى أيامنا هذه. 

خالد سليم .. لاعب أردني بدأ مسيرته مع نادي الجزيرة عام 1972، وبعد ثلاث سنوات فقط من لعبه لفريق الجزيرة كان ينتقل إلى فريق الوحدات، ومعه بدأت حكاية الإبداع والإمتاع والشهرة، حيث لعب له حتى عام 1988، الذي كان شاهداً على اعتزاله لكرة القدم وهو في قمة عطائه، حيث حظي بمباراة اعتزال جماهيرية شارك فيها نجوم الكرة العربية. 

ويعتبر خالد سليم أحد أبرز اللاعبين الذين ساهموا في صياغة أول إنجاز تاريخي في مسيرة نادي الوحدات ونقصد لقب دوري الثمانيين، حيث قدم خالد مع رفاقه مستويات فنية باهرة ونتائج متميزة ساهم في تسطيرها القاعدة الجماهيرية التي ساندت الفريق في ذلك الوقت، فقاد خالد فريقه للعديد من الإنتصارات وسجل العديد من الأهداف الحاسمة التي عززت من فرصة الوحدات في الظفر بأول لقب دوري وبقيادة المدرب عثمان القريني. 

ولا تنسى جماهير الوحدات معادلة الفوز التي كانت ترددها قبل كل مباراة في ذلك الزمان: "إذا كان خالد سليم في الملعب، فلا خوف على الوحدات"، فخالد كان نصف الفريق في كثير من المباريات. 

وشكل خالد سليم برفقة عدد من لاعبي الوحدات من أمثال ماجد البسيوني ووليد قنديل ومصطفى أيوب وبكر جمعة ودرويش المنسي ونادر زعتر وعمر سلامة ومظفر جرار وجلال قنديل وغسان جمعة وخالد ذيب ووليد خاص وآخرين، الجيل الذهبي لنادي الوحدات لا بل وللكرة الأردنية، حيث أن معظم هذه الأسماء مثلت منتخب الأردن في عديد الإستحقاقات. 

وعن السر وراء مناداته من قبل الجماهير بـ (كابتن الكباتن) فإن حمله لشارة الكابتن لفريق الوحدات ومنتخب الأردن بالتزامن كان السبب المباشر لذلك، وعن سر إطلاق الجماهير عليه لقب (الفاسوخة)  بمعنى المنقذ، فهو عائد لكونه سجل هدفاً في مرمى الجليل من مسافة بعيدة منح الوحدات من خلاله فرصة الإبتعاد عن شبح الهبوط، ولهذا فهو نجم خالد في تاريخ المارد. 

خالد سليم حكاية نجم خالد في سماء الكرة الأردنية، وهو حكاية جميلة في تاريخ نادي الوحدات، لاعب آه لو أنه يتكرر في هذا الزمان، لكانت جماهير تتمتع بسحر هذا الفنان، وأي سحر إنه سحر خالد.