الميدان الرياضي : ماذا تفعل اللجنة الأولمبية؟!
التاريخ : 2015-05-18

ماذا تفعل اللجنة الأولمبية؟!

الكاتب: غازي القصاص

 

يصاب المتابع للاحداث الرياضية في الآونة الاخيرة بغصة وخيبة امل من بعض العابها، فما زالت الازمات قائمة، وما زالت النزاعات مشتعلة، في وقت تاخذ الصراعات فيه اشكالاً مختلفة، ما يجعله – أي المتابع - كما اطراف معادلة النزاعات يتساءل: ماذا تفعل اللجنة الاولمبية؟؟!!.

في الريشة الطائرة، لم يُتخذ أي قرار في الاجتماع الثاني للهيئة العامة الذي جاء مشحوناً بالخلافات بين الاعضاء الستة المستقيلن من مجلس ادارة الاتحاد وهم يشكلون اكثر من النصف، وبين الاعضاء المتشبثون بمقاعدهم في المجلس والساعون لعدم حل مجلس الادارة بعد ان فقد نصابه القانوني!!.

وفي العاب القوى، ما زال الاتحاد المعترف به من قبل اللجنة الاولمبية يتخذ القرارات ويقيم البطولات المحلية دون ان يتمكن من المشاركة في البطولات الخارجية، ودون ان تتمكن اللجنة الاولمبية من فرض شرعيته وهو الذي ولد من رحم انتخابات باركتها اللجنة واعتمدت نتائجها، بينما ما زال الاتحاد الاخر الذي رفضت اللجنة الاعتراف بشرعيته يمارس نشاطاته محلياً بالرغم من عدم جواز ان يكون لالعاب القوى اتحادين تتوزع عليهما الاندية واللاعبون والمدربون في مشهد يثير الدهشة والاستغراب وحتى الامتعاظ من هذا الوضع غير المقبول وغير المبرر!!!.

وفي الرماية، لم يتم لغاية الان اجراء انتخابات مجلس ادارة اتحادها رغم اقتراب نهاية الولاية الاولمبية الحالية للاتحادات الرياضية المحددة في نظام الاتحادات الرياضية رقم 45 لسنة 2013 بما لا يتجاوز ستين يوماً من انتهاء الدورة الاولمبية القادمة التي تنظمها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016.

وفي كرة اليد، عادت الاندية المقاطعة لتشارك في بطولات اتحاد اللعبة لعام 2015 دون ان تتحقق مطالبها الاساسية لان اللعبة تهمها اكثر ما تهم الاتحاد، لهذا آثرت العودة الى المشاركة في البطولات التي ينظمها الاتحاد بعد تيقنها من ان اللجنة الاولمبية لم تكن سوى شاهد عيان في الازمة، وبان الاتحاد ماض بدون اي محاسبة في انفاق مخصصاته المالية على سفرات اعضائه، وعلى مشاركات منتخباته، وعلى دعم فرق الاندية المؤيده له في البطولات العربية والآسيوية، دون ان يعود ذلك بأي جدوى على كرة اليد الاردنية التي تراجع مستواها الفني بشكل كبير، وتذيلت فرقها المركز الاخير او الذي قبله في مشاركاتها الخارجية خلال ولاية الاتحاد الحالي!!.

وفي الكرة الطائرة، حدث بلا حرج، فالاتحاد ماضٍ في الانفاق من "بيت ماله" فيهب المبالغ المالية لمن يتوافق مع رغبته ويتناغم مع المصالح الانتخابية للكتلة المتنفذة صاحبة القرار في مجلس ادارته !!!.

في التفاصيل، قام الاتحاد بعد المعسكر التدريبي غير المجدي لمنتخب الكرة الطائرة الشاطئية للرجال والسيدات في احد فنادق العاصمة عمان رغم ان اللاعبين واللاعبات منازلهم قريبة جداً من مكان التدريب بتشكيل وفده الى بطولة غرب آسيا في الكويت، وهذا بالمناسبة اول نشاط لاتحاد غرب آسيا رغم تشكيله من سنوات عديدة، وقد ضم الوفد ثلاثة اداريين بينهم المدير الفني واداري المنتخب وهؤلاء مكانهم مع الجمهورعلى المدرجات خلال المباريات وفقاً لطبيعة اللعبة!!.

كما لوحظ عدم وجود السيد يوسف ابوحميد وهو المعين مدرباً للكرة الطائرة الشاطئية في الجهاز الفني ضمن تشكيلة الوفد المسافر!!!.

وعلاوة على ذلك، شهدت دورة مدربي الكرة الطائرة الشاطئية التي عقدها الاتحاد مؤخراً مخالفات عديدة، بدءاً من مشاركة عضوان فيها من مجلس ادارة الاتحاد، ومشاركة اشخاص ليس لهم علاقة باللعبة اطلاقاً، ومشاركة آخرون ليست لديهم مؤهلات علمية، ومشاركة لاعبون ما زالوا يمارسون اللعبة ضمن فرق الاندية، ومروراً بحادثتي تصادم المحاضر مع احد المشاركين ومن ثم مع مدير الدورة عضو مجلس ادارة الاتحاد، واكثر ما يحزن حقاً اقرار معظم المشاركون عقب ختام الدورة بانهم لم يستفيدوا منها !!!.

وفي رفع الأثقال، وجدنا درب الحصول على الميداليات في البطولة الاخيرة التي نظمها نادي يرموك البقعة مؤخراً ممهداً ودون ادنى صعوبة، فالبعض حصل على الميداليات في منافسات فئة النساء دون وجود منافسات لهن في الوزن، وتم بعدها تبادل التهنئة بالانجاز العظيم على صفحات الفيسبوك !!!.

نعود الى السؤال الذي بدأنا به مقالنا: اين اللجنة الاولمبية الاردنية من ذلك كله، وماذا تفعل في وقت باتت رياح خلافات ونزاعات بعض الالعاب الرياضية تعصف فيه بشدة ؟؟!!.

كما نسأل: اين هي اللجنة الاولمبية التي خرجت علينا مؤخراً بتقييم مرضٍ لاداء غالبية الاتحادات الرياضية في الربع الاول من العام الحالي؟؟!!.

يقيناً علاوة على الكرة الطائرة والريشة والعاب القوى وكرة اليد والرماية، هناك اتحادات تراجع مستواها الفني لدرجة غير مسبوقة في مسيرتها، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر التايكواندو التي ودع لاعبوها بطولة العالم الاخيرة التي اقيمت في روسيا دون ان يقتربوا من حدود المنافسة على اي ميدالية!!!، وكرة السلة التي ابتعدت نتائج مشاركات منتخباتها الوطنية وفرق انديتها في منافسات غرب آسيا التي اقيمت في عمان خلال الاشهر الاخيرة عن مستوى الطموح، والجودو التي ودع لاعبوا منتخبها للرجال والنساء البطولة الآسيوية التي جرت في الكويت من الدور الاول، بينما استطاع الاتحاد ان يتذوق طعم النجاح على الصعيد الاداري بفوزه بمقاعد في اتحادي آسيا وغربها !!!.

نختم بالقول: المطلوب ان يكون للجنة الاولمبية دوراً محورياً في الساحة الرياضية كونها المظلة الرسمية للرياضة الاردنية، ووفقاً لذلك يفرض عليها دورها التدخل على وجه السرعة من اجل حل الازمات منعاً لاستفحالها وتوسع رقعتها، ومن اجل تصويب مسيرة الالعاب الرياضية التي قادتها مجالس ادارة اتحاداتها نحو الهاوية!!.

عدد المشاهدات : [ 2706 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .